رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: إدراج «حسم» و«لواء الثورة» على قوائم الإرهاب ليس له قيمة

جريدة الدستور

في تطور غريب، أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قرارا، أمس الأربعاء، بتصنيف عدد من التنظيمات الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، ليضاف القرار إلى قرارات شبيهة في بريطانيا، التي تركت الجماعة الأم.

فمع مرور أكثر من عام على مناقشة الكونجرس الأمريكي قانون حظر الإخوان، والذي لم يتم تحديد موقفه حتى الآن، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، حركتي «حسم» و«لواء الثورة»، التابعتين لجماعة الإخوان الإرهابية، على قائمة الإرهاب الأجنبي.

وتضمن إعلان «الخزانة» الأمريكية إضافة حركة «الصابرين» الفلسطينية، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» على قائمة الإرهاب.

لم يكن هذا هو القرار الوحيد الخاص بتصنيف الجماعات التابعة للإخوان، حيث سبق وأن أعلنت بريطانيا إدراج حركتي «حسم» و«لواء الثورة» المسلحتين في مصر، على قائمة المنظمات الإرهابية.
ووفق بيان نشرته السفارة البريطانية لدى القاهرة عبر موقعها الإلكتروني، فإن هذه الخطوة «تأتي في إطار جهود لندن المتواصلة لتعطيل أنشطة هذه المنظمات الإرهابية».

ونقل البيان عن سفير بريطانيا لدى مصر، جون كاسن، قوله إن بلاده «لن تترك مصر وحدها في معركتها ضد الإرهاب.. اليوم نستخدم القوة القانونية البريطانية الكاملة ضد منظمتين إرهابيتين قتلتا الكثير في مصر، وهما عدوان لنا جميعا».

ولم تعلق الحركتان المسلحتان في مصر، على هذا القرار، غير أنهما تلقتا ضربات أمنية متوالية في هذه الفترة، وخفتت عملياتهما الإرهابية.

وتعود «حسم»، إلى يوليو 2016، حيث ظهرت حركة مسلحة باسم «سواعد مصر»، المعروفة اختصارا بـ«حسم»، واستهدفت رجالا من القضاة والشرطة.

وتسببت حتى نهاية العام الماضي، في مقتل 9 شرطيين وإصابة مثلهم، بينما فشلت في اغتيال مسئولين قضائيين، هما النائب العام المساعد زكريا عبدالعزيز، ورئيس محكمة جنايات القاهرة أحمد أبوالفتوح، إضافة إلى المفتي السابق، علي جمعة.

وفي أغسطس 2016، ظهرت حركة «لواء الثورة»، واستهدفت، حسب بياناتها، عقب الهجوم على حاجز أمني في محافظة المنوفية، واغتيال العميد عادل رجائي، قائد الفرقة الـ9 مشاة أمام منزله شمال العاصمة، في أكتوبر من العام نفسه.

وهذه الحركات سبقها تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذي ظهر في سيناء يونيو 2012، وأعلن في نوفمبر 2014، مبايعة أمير تنظيم «داعش»، أبوبكر البغدادي، وهو التنظيم الذي تبنى غالبية الهجمات على قوات الأمن منذ 2013.
 الخبير الأمني مجدي البسيوني، قال في تصريحات صحفية: إن «قرار بريطانيا وأمريكا بضم جماعتي حسم ولواء الثورة لقائمة التنظيمات الإرهابية يجب تفعيله، واتخاذ إجراءات على أرض الواقع ضدهما»، لكنه استبعد أن يكون هناك أي تأثير على أرض الواقع.

وحول أسباب عدم وضع أمريكا ومن على شاكلتها، جماعة الإخوان الإرهابية ضمن التنظيمات الإرهابية، في ظل اعتراف هذه التنظيمات بعلاقتها المباشرة مع الإخوان، مستخدمين شعارات «رابعة» و«القصاص» وغيرهما من الشعارات التي أطلقتها جماعة الإخوان في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.. قال طارق البشبيشي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن هذا هو النفاق الأمريكى المعروف، موضحًا أن «تنظيم الإخوان هو منبع الإرهاب وأكبر داعم له، وهذه التنظيمات عبارة عن عناوين وهمية تخفى وراءها الإخوان».

وأضاف «البشبيشي»، في تصريح خاص لـ«أمان»: «إن واشنطن تعلم أن تصنيف التنظيم الإخواني على قوائم الإرهاب يضعف موقفها في مصر، ويقوي من موقف النظام المصري الذي لا ترتاح أبدا لتوجهاته الحالية».
ويؤكد أن هذا القرار، الذى جاء بالتنسيق طبعا مع لندن، توقيته جاء بعد تأكدهم من قضاء أجهزة الأمن المصرية على التنظيمين الإرهابيين.

واعتبر القيادي الإخواني المنشق أن هذا القرار ليس له أي قيمة حقيقية على الأرض، لأن هاتين الحركتين انتهتا تماما وكانتا صيدا سهلا لأجهزة الأمن المصرية، مشيرا إلى أن الأمريكان يمارسون خداعهم لنا، ويريدون إثبات أنهم يحاربون الإرهاب، والحقيقة التى نفهمها من هذا القرار هو أنه عبارة عن محاولة لتبييض وجه تنظيم الإخوان، وإبعاد تهمة الإرهاب عنه».