رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رئيس المجمع الصوفى» السودانى: التصوف كسفينة نوح

رئيس المجمع الصوفى
رئيس المجمع الصوفى السودانى

قال الدكتور صلاح الخنجر، رئيس المجمع الصوفي السوداني، في بيان له اليوم الأربعاء،«إن التصوف الإسلامى، هو الحصن المنيع والملجأ والملاذ الآمن وهو التطبيق العملي للإسلام وحاجة الناس إليه أشد من حاجتهم للمأكل والمشرب.

وأضاف: "من لم يتصوف مات مُصرا على الكبائر كما يقول الإمام الغزالي رحمه الله، والغزالي من أعيان القرن الخامس، وإذا رجعنا إلى الوراء وجدنا الحسن البصري تلميذ الإمام علي كرم الله وجهه، وكذلك أبوهاشم الصوفي وهما من أعيان القرن الثاني الهجري، ومنذ القرن الثاني إلي يومنا هذا يسير التصوف بخطى ثابتة".


وتابع الخنجر قائلًا " في الوقت الذي انهارت فيه طوائف الضلال، وفرق الزيغ والإلحاد، وتيارات التشبيه والتجسيم بقى التصوف كالجبل في شموخه وثباته وأهله على قدم الصحابة الأكارم (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )، والتصوف عبر التاريخ لم يثبت بالدعومات والأنظمة والحكومات بل هؤلاء يقفون سدًا منيعًا أمام نهضته وتقدمه وازدهاره ويضعون المتاريس والعقبات ورغم ذلك تجاوزهم وهم في غيهم يعمهون.


وأشار الخنجر  إلي"أن المتربصين يخططون ويدعمون ويضعون الخطط والبرامج لإضعاف المنهج الصوفي والنتيجة صفر طالما أن العالم يعيش هذه الصحوة الصوفية التي قتلت الأحلام وهزت النفوس المريضة التي تنفذ أجندة الكيان الصهيوني ووزارة المستعمرات البريطانية، فكل من يتلقي دعمًا لإضعاف المنظومة الصوفية ننصحه باستثمار هذه الأموال ليستفيد منها شخصيا مع أنها أموال ربوية وكنسية لأن سفينة التصوف مبحرة، وبحره عميق، وهي كسفينة سيدنا نوح عليه السلام من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق".

وأوضح الخنجر "ربما يتساءل القارئ عن هذا الحراك والدفع والصحوة الصوفية ومن الذي يقف خلف هؤلاء في زمان الحديث عن الإمكانيات والدعومات والحكومات ؟ والجواب عندي بقول الله تعالى ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ )، ولتعلم أخي القارئ أن راية التصوف لم ولن تسقط وهو ما بين الإشراقات والإضاءات حتي يتم تسليم الراية إلى سيد السادات صلوات ربي وسلامه عليه، والبعض من حطاب الليل لا يفرقون بين السالك والمسلك فإذا مارأوا خطأ من بعض الأفراد السالكين نسبوا ذلك إلى المنهج، وشيخنا الغماري يجيب عن ذلك ويقول: إذا ارتكب المسلم معصية وكبيرة فليس من العقل والحكمة أن تنسب للإسلام، ( أخطاء الأفراد لا يتحملها المنهج )، طالما أن الكتاب العزيز نطق بذلك ( مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ  بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ).

وأكد الخنجر "أن رسائل التصوف النقد البناء الهادف بغرض الجودة وإعادة السيرة الأولى مسألة محمودة، والتصوف كمنهج لا يحتاج لشهادة ونقد ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من رءوس الضلال والإضلال، وهذه مسأله لا بد من التنبيه عليها حتي لايقع أهل المنهج في هذا الخطأ الفادح، والبعض يريد إفحام الوهابية وإقامة الدليل عليهم، علما بأن الوهابية لو قام فيهم رسول الله لما آمنوا وصدقوا، ومنهج الصدق لا يحتاج لشهادة الأدعياء والأغبياء (لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ).

وأشار الخنجر " طالما أن التصوف يمضي للأمام وبخطى ثابتة ليس أمام الآخرين إلا التعامل معه وإلا فسيجرفهم السيل ويلقيهم في مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم والأنظمة والحكومات تتقوى بأهل التصوف وهم السند الجماهيري لها، وفي المقابل لاتريد له أن يتقدم، وقد وسعت الأنظمة والحكومات مواعين الأحزاب والحركات ولكنها ضاقت بأهل التصوف، وهذه واحدة من الإشكالات التي يجوز فيها النقد البناء الهادف.

ووجه "الخنجر" رسالة فى نهاية البيان قال فيها "أقول لبعض المشايخ المعارضين وكذلك الذين خاضوا مع الخائضين من الجبهجية والمتأسلمين لم تقدموا لمنهجكم مايحفظ لكم ماء وجهكم أمام المريدين والأحباب - وهذه التجربة تحتاج إلى تقييم في أسرع وقت ولكم منا جزيل الشكر وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.