رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عين الحلوة».. مخيم الشتات والجماعات المسلحة

جريدة الدستور

أنشئ مخيم "عين الحلوة" عام 1948، بعد إعلان إسرائيل دولتها على الأراضي الفلسطينية، والذي أقيم على بعد 3 كم من الجنوب الشرقي لمدينة صيدا اللبنانية، وأطلق عليه "عين الحلوة" نظرًا لتفجر"العيون العذبة"، عند لجوء الفلسطينيين إليه بعد نكبة 1948.

وكانت هيئة الصليب الأحمر، أستأجرت قطعة أرض من الدولة اللبنانیة، عام 1949، كسكن للاجئي الخيام حتى عام 1952، وبعدها ساهمت وكالة الغوث الدولیة، في بناء وحدات سكنية أسمنتية.

ويعتبر سكان المخيم، من المهجرين بقرى "الجليل" بشمال فلسطين، ويضم نحو 130 ألف فلسطيني، من فاقدي المواطنة اللبنانية، ويطلق على المخيم "عاصمة الشتات الفلسطيني" الذي تبلغ مساحته حوالي كيلو متر مربع واحد، ويضم المخيم 10 مدارس، وعيادتين تابعتين لوكالة "الغوث الدولية"، بالإضافة إلى مستشفيين صغيرين للعمليات البسيطة والمعقدة أحيانا.

وتتواجد العديد من الفصائل الفلسطينية المسلحة داخل المخيم مثل حركة فتح و"حماس" والجهاد وفصائل مسلحة أخري.

تعرض المخيم بشكل خاص لأعمال العنف بين الأعوام خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وكانت حصيلة الاجتياح مئات القتلي والمصابين، بالإضافة إلى تدمير المخيم بالكامل.

التنظيمات التي تسيطر علي "عين الحلوة".

حركه" فتح" المسيطر الفعلي على أراضي المخيم، نظرا للوجود العسكري الكبير والمكانة الاجتماعية الكبيرة التي تحظى بها المنظمة الفلسطينية داخل المخيم، وتأتي حركة "حماس" أقل وجودا، كما تتواجد بعض التنظيمات المصنفة بالمعتدلة، منها "الأمن الوطني الفلسطيني" بقيادة "اللواء" صبحي أبوعرب، والمجموعات التابعة لـ"العميد"محمود عيسى "اللينو" المفصول عن حركة "فتح "في رام الله. واختفت في الفترة الأخيرة من المخيم التنظيمات الموالية للنظام السوري، مثل "الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين" و"القيادة العامة" و"الجبهة الديمقراطيّة".

أما التنظيمات الأخطر والتي غيرت خريطة المخيم التنظيمية في الفترة الأخيرة، فهي التنظيمات السلفية الجهادية مثل "عصبة الأنصار" التي تأسّست في أوائل التسعينات وجعلت منطقة التعمير أشبه بدويلة إسلامية داخل "عين الحلوة"، ولم تسمح لغير أعضائها بالدخول لـ"فتح " وشهد مخيم"الحلوة" ميلاد "جند الشام" اللبنانية التي تشكّلت في عام 2004.

ويعد تنظيم "فتح الإسلام" واحدا من أهم التنظيمات داخل المخيم، لأنه تابع لـ"لقاعدة" وقد اتخذ من مخيم عين الحلوة، معقلا رئيسيا له بعد أحداث نهر البارد في 2007، والذي أثار المخاوف لدى التنظيمات الموالية لجماعة"حزب الله" أبرزها مجموعات "سرايا المقاومة" التي أسسها الحزب في المناطق المجابهة، لوجود القوي الإسلامية السنية في المخيم.

مطاريد السلطات اللبنانية

يعتبر "عين الحلوة" ملجأ الفارين والمطلوبين لدي الحكومة اللبنانية، الذين تصدر ضدهم أحكام قضائية ومذكرات قضائية، بعد تحول "المخيم" إلى جزر أمنية خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية، ويقال إن عددهم يتراوح بين 400 و6000 مطلوب بحسب قائد قوات الكفاح المسلح السابق محمود عيسى الملقب بـ"اللينو".

السلطات اللبنانية فقدت السيطرة على المخيم منذ 1969، بعد موافقة الحكومة اللبنانية على اتفاق "القاهرة" مع منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات، لوقف الاشتباكات التي وقعت بين الجيش اللبناني وفصائل فلسطينية في تلك الفترة.

وحدث في عام 2006 حوار بين القوى السياسية اللبنانية، لتنظيم وجود السلاح في المخيمات الفلسطينية بلبنان ومن ضمنها عين الحلوة، وهو البند الذي لم ينفّذ لأسباب إقليمية فلسطينية، تتعلق بإعطاء حقوق مدنية للفلسطينيين.

وفي أعقاب التظاهرات السورية التي اندلعت ضد نظام "الأسد" في 2011، دخلت فصائل فلسطينية على خط الأزمة، بين مؤيد ومعارض للنظام السوري وحزب الله.

التيار السلفي يسيطر علي"عين الحلوة"

سيطر التيار السلفي الجهادي علي المخيّم، وحوله إلي بؤر أمنية صغيرة، وأصبحت تلك الجماعات صاحبه النفوذ الأمني والعسكري، ومن أبرز تلك الميليشيات "الشباب المسلم" و"جند الشام" و"فتح الإسلام، وتؤكد المصادر الفلسطينية، أن محاولات تجنيد مقاتلين لصالح الجماعات الإسلاميّة الإرهابية، مستمرة خاصة بعد الاشتباكات الأخيرة بين "فتح" وتنظيم "الشباب المسلم" الذي أسفر عن سقوط قتلى ومصابي.

وتصاعد التوتر بعد اغتيال القيادي في "فتح" طلال البلاونه المشهور بـ"طلال الأردني"، ويرى المحللون أن الجماعات المتطرفة، لن تهدأ، بسبب عقلها الثأري والكراهية التي تختزنها ضد كل من يخالفها وعلى رأسهم الشيعة، وهو الصدام المرتقب.

واعتبر وزير الداخلية اللبناني "نهاد المشنوق" أن "عين الحلوة" من البؤر الأمنية الخطرة على لبنان، لوجود فارين من وجه العدالة، وأنه مأوى لجماعات إسلامية متشددة.


تنظيمات حزب الله في "عين الحلوة"

بعد اغتيال "مروان عباس عيسى" القيادي بحزب الله، بعد استدراجه عن طريق شخصين تربطهما علاقة مع عيسى، إلى داخل المخيم، وتسليمه إلى الفلسطيني "محمد الشعبي" المحسوب على التنظيمات الإسلامية المتشددة والمتطرفة والذي قام بتصفيته، وبعدها بساعات تمكن "حزب الله" من استدراج "مجاهد بلعوس" المحسوب على التيار السلفي، إلى خارج المخيم وقتله، وتبين أن "بلعوس" مقرب من سرايا المقاومة التي يشرف عليها "حزب الله".