رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشايخ الـ«ask ».. صراع الفتوى على مواقع التواصل الاجتماعي

جريدة الدستور

بينما أنت تتجول في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قد تصادفك الكثير من المنشورات التي يشاركها الشباب عن آراء الشيوخ في أمور فقهية ودينية مختلفة، ويكون مصدر تلك المنشورات موقع "ask " المتخصص في الأسئلة والرد عليها.

يعد شيخ "ask " طريقة جديدة للحصول علي الإفتاء السريع وغير المكلف بعد هجرة كثير من الشباب والمشاهدين للقنوات التلفزيونية الدينية التي كانت تجتذب قطاعا كبيرا من الجمهور، خاصة بعد ابتعاد بعض الفئات العمرية عن المصدر الرسمي للفتوي مثل دار الافتاء المصرية أو لجنة الفتوي بالأزهر الشريف.

وبين مؤيد ومعارض لهذا الموقع قالت أسماء عبد الرحمن "مدرسة" أن مشايخ موقع"ask" يشعر معهم السائلون بالقرب ويحظون بقبول من فئة الشباب ونستفيد من علمهم كثيرا، ونتابعهم على صفحاتهم الشخصية"فيس بوك" مما يسهل التعرف على آرئهم ومواقفهم الفكرية". 

وأوضحت أسماء أن حصولهم على قبول واسع سببه تشابه الفكر وإجابتهم على الأسئلة بأسلوب يشبه تفكير الشباب أكثر من الشيوخ المتواجدين في دار الافتاء ولجان الفتوى وقوائم الدولة للفتوى. 

وأضافت سحر محمد "محاسبة" أن هؤلاء الشيوخ " جزاهم الله كل خير فهم متفهمون لعقول الشباب ويستطيعون الوصول لهم بطريقة رائعة تتماشى مع الدين السهل البسيط. 

وتؤكد أنها تتعامل مع مشايخ موقع ask فى أي سؤال فقهي أو مشكلة تواجهها فى حياتها الشخصية. 

ويتفق اسلام زاهد مع الرأيين السابقين من جانب إقبال الشباب الواسع على هؤلاء الشيوخ، ويفسر ذلك بسهولة التواصل عن طريق مشايخ "ask" خاصة لاحتياج الشباب لمرجع لهم في هذه الأيام الصعبة عليهم ولذلك هو وسيلة أسرع وأقرب لهم.

ويقول خالد أنور " مهندس" إن تواجد شيوخ للفتوى والتعامل المباشر معهم يحمل الكثير من الإيجابيات، منها إعطاء الحرية للسائل والشيخ في الإجابة، وهو ما يتوفر في شيوخ ask غير الأشكال الاخرى للفتوى.

بينما يرى أن من سلبيات هذا الأمر وضع بعض الشيوخ في موقف محرج من خلال الأسئلة المشبوهة التي قد تورط الشيخ في إجابات صعبة أمام الجمهور.

فى نفس السياق يرى محمود كمال "محام" أن من أسباب توجه الشباب لشيوخ ask"" إغلاق القنوات الدينية التي كان يتابعها قطاع من الجمهور، وأيضا انتشار السوشيال ميديا ومواقع التواصل وبالتالي أصبح الأمر سهلا على الشباب لمتابعة من يفضلون من خلالها.

وعن ظاهرة مكاتب أو أكشاك الإفتاء وصفحتها على الفيس بوك يقول كمال: "من يذهب إليها يعتبرها مكاتب روتينية لا يوجد بها أي تطوير أو تجديد ليواكب متطلبات الشباب، ونتيجة لذلك نجد قطاعا من الشباب ينجذب كل يوم لشيخه المفضل أو إلى مشايخ ask.

ويقول صلاح خالد "طالب بكلية العلوم جامعة الأزهر " إن أبرز ضوابط الفتوى أننا نستفتي من نثق فيه وفي علمه، فنحن فى الغالب نستفتي من نرتاح إليه ونشعر معه بالقرب مثل مشايخ ask"" فهم أقرب إلى قلوب الشباب من دار الافتاء والمؤسسات الدينية الرسمية.

ويرى جمال السبيعي المشرف الأول وصاحب فكرة إنشاء صفحة "قطوف من آسك" على فيس بوك أن الأمر طبيعي فمنذ استحداث منصب الافتاء أنه معني بالفتوى فيأمور الدولة وسياسة الناس لا فيما يتعلق بعبادات الناس ومعاملاتهم اليومية فهذا أفرز نخبا يستفتونها.

وأضاف "ليس هناك مواجهة بين دار الإفتاء وشيوخ ask بل هو مجرد وسيلة تواصل جديدة التف حولها الشباب نتيجة لقرب السن واستسهال طريقة الفتوى".

ومن ناحية أخرى اوضح د. شوقي علام مفتي الجمهورية أن أهم الشروط الإيجابية الواجب توافرها فى المفتي الفطنة والتيقظ، فيشترط فى المفتى أن يكون فطنًا متيقظًا ومنتبهًا بعيدًا عن الغفلة، قال ابن عابدين: (قوله: وشرط بعضهم تيقظه) احترازًا عمن غلب عليه الغفلة والسهو، وقال ابن القيم: ينبغى له أن يكون حذرًا فطنًا فقيهًا بأحوال الناس وأمورهم، يوازيه فقهه فى الشرع، وإن لم يكن كذلك زاغ وأزاغ، وكم من مسألة ظاهرها ظاهر جميل، وباطنها مكر وخداع وظلم، فالغِرُّ ينظر إلى ظاهرها ويقضى بجوازه، وذو البصيرة ينقد مقصدها وباطنها.

وأوضح المفتي أن جملة من الشروط التى ينبغى أن يتصف بها المفتي، أن يُنَصب فى منصب الإفتاء ومن لم تتوافر فيه فليتذكر قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام الدارمى فى سننه عن عبيد الله بن أبى جعفر المصرى مرسلا «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار».

وفي نفس السياق يقول الدكتور محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الاسلامية ردا على ما قاله الشباب، أن دار الإفتاء متواجدة بفاعلية وقائمة بدورها على أكمل وجه، ولها صفحتها للتواصل مع الناس على موقع التواصل.

موضحًا أن علماء دار الافتاء يخاطبون الناس بلغة سهلة وبسيطة تخاطب كل العقول والأفهام وليس بلغة صعبة أو غير مفهومة. 

وأضاف عاشور أن بعض هؤلاء الشباب له ميول وانتماءات معينة تجعلهم يلتفون حول هؤلاء الشيوخ، ورؤيتهم عن الأزهر والإفتاء خاطئة.