رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكومة أحمد زى الحاج أحمد


منذ انتفاضة 25 يناير 2011 هل هناك فارق بين حكومة أحمد شفيق الذى نصبه مبارك قبل سقوطه وبين حكومة عصام شرف الذى سربته جماعة الإخوان إلى ميدان التحرير وتم تنصيبه من على منصة التحرير حيث كانوا يطلقون عليه «مرشح الثورة»...

... وبين كمال الجنزورى الذى قضى جُل خدمته الوزارية والرئاسة وزارية فى حضن مبارك وبين هشام قنديل الذى لم يكن لديه أدنى إمكانيات سوى مدير مكتب وزير الرى ولأنه إخوانى متأخون أصبح رئيسا لوزراء مصر حيث تمسك به الإخوان في مواجهة الجميع وكأنه يمتلك كل مواهب وإمكانات الحكم، وبين الببلاوى الذى لم يظهر أى كرامات عندما كان وزيراً للمالية مع عصام شرف حتى يصبح رئيسا لوزراء مصر بعد انتفاضتى يناير ويونيو، ولذا وعلى ذلك هل سيكون هناك فارق بين هؤلاء وبين إبراهيم محلب الذى أصبح رئيسا للوزراء؟ وهل نجاح محلب فى رئاسة شركة مقاولات يعنى نجاحه كرئيس وزراء؟ وهل لأنه رجل ميدانى يضع الخوذة الصفراء على رأسه ليتابع أعمال البناء والسباكة وتركيب السيراميك يؤهله هذا حتى ينجح فى مهمة رئيس وزراء مصر فى ظل ظروف استثنائية وفى ضوء استقطاب سياسى غير مسبوق؟ وإذا كان هناك سبعة عشر وزيراً قد جاءوا من وزارة الببلاوى فهل هذا يعتبر تغييرا وزاريا أم تعديلا وزاريا بشرطة؟ وهل المشكلة كانت فى أن الببلاوى لم يكن عضوا فى لجنة سياسات الحزب الوطنى مثل محلب الذى كان؟ وهو المطلوب للخروج من المأزق الذى تعيشه البلاد وتخطى ظاهرة التظاهرات العمالية والفئوية وتحقيق أول خطوة فى طريق العدالة الاجتماعية أن تكون هناك وزارة لرجال الأعمال الذين استنجد بهم محلب ناسياً ومتناسياً قانون تعارض المصالح؟!

أم أنه لم يكن يعلم أن قطاع المصالح والجمع بين الوزارة ورجال الأعمال كما يجب أن يكون قد سقط بعد يناير ويونيو؟ وهل مواصفات الوزير لدى محلب فى وزارته هو أن يكون متمرساً فى دولاب حكم ما قبل يناير وأن يكون ذا علاقة جيدة برموز نظام مبارك؟ حيث إنه قد رشح الغزالى حرب لأنه كان زميلا له فى لجنة جمال مبارك وزيرا للثقافة حيث اعترض المثقفون، ورشح وزيراً للتعليم العالى صاحب جامعة خاصة «رجل أعمال» وكان قد منح سوزان مبارك شهادة فخرية؟ ونحن هنا لا نريد تكسير أى مجاديف أو أن نضع عصا فى العجلة بل نحن نريد أن تخرج مصر من هذه الأزمة.وأن يسود الأمن ويحل الأمان وتسير عجلة الاقتصاد وأن نبدأ فى طريق العدالة الاجتماعية التى لا بديل عنه لحل تلك المشاكل المتراكمة والتى يعانى منها الجميع فى شكل بطالة وفقر وأمية وعشوائيات ونظام تعليمى متخلف ونظام صحى لا علاقة له لا بالمريض ولا بالأمراض، واقتصاد منهار وينهار وموازنة تسير فى طريق العجز لقلة الموارد التى تواجه مصروفات ومتطلبات ومطالب جماهيرية مشروعة حتى ولو لم يكن توقيتها مناسبا، كما أننا لا نزايد على من كان فى زمن مبارك أو كان فى لجنة السياسات فمصر لكل المصريين، فالجميع كان فى زمن مبارك والجميع مارس العمل فى دولاب الدولة التى كان يحكم نظام حكمها مبارك، فطالما لا يوجد ما يشين أو يعيب أو يوجب المحاكمة والمساءلة فلا مانع ولا مزايدة لأن مصر لن يبنيها غير كل المصريين الشرفاء الأوفياء المنتمين إليها، ولكن الأهم هو غياب الرؤية الثورية لدى كل هؤلاء الذين جاءوا بعد يناير، فالانتفاضات الشعبية والجماهيرية يمكن أن تسقط أنظمة الحكم ولكن البناء وتحقيق الثورة هذا يحتاج إلى رؤية وبرنامج وأجندة ثورية فتحقيق الثورة ليس بالشعارات ولكن بالخطط والآليات وتفعيل الإمكانيات المتاحة واستحداث إمكانيات ومصادر إنتاج جديدة للعدالة الاجتماعية ليست بالرشوة بإعطاء حقوق فى ظل غياب الإمكانيات والاعتمادات هى رشوة تضر ولا تنفع، فبعد يناير 2011 وفى الوقت الذى كان الموظف يأمل ويتمنى علاوة 10٪ وجدنا عصام شرف وسمير رضوان يغدقان بما يسمى حوافز 20٪ أى ضعف ما يقبض الموظف وهذا كان فى ظل قحط اقتصادى الشىء الذى فتح الباب أمام المطالب الجماهيرية ولكن هل يملك محلب رؤية سياسية لهذا؟ ولأنه غير متخصص فى الاقتصاد ولا نرى أيضا مجموعة اقتصادية غير التى كانت مع الببلاوى ولا نعلم ما الجديد فى هذا الإطار؟ نعم لا مانع من أن تكون حكومة غير مسيسة لضمان الإشراف على انتخابات الرئاسة والبرلمان ولذا خرج الوزراء المحسوبون على أحزاب ولكن لا نعلم لماذا بقى منير فخرى وهو تابع للوفد ولم يبين أى كرامة لا فى السياسة مع عصام ولا فى الصناعة والتجارة مع الببلاوى إلا إذا كان ظل كمسيحى لسد الخانات الطائفية التى يجب التخلص منها، كما أن توفير الإمكانات المادية للشرطة لمحاصرة الإرهاب ليست كافية وحدها فلابد من رؤية أمنية متكاملة لا تستغنى عن تلاحم شعبى حقيقى ولا وجود لهذا التلاحم دون وضع كرامة المواطن المصرى وهذا هو الأهم فى الاعتبار، فهل السيد محلب يعى هذا؟ بل هل صاحب القرار الفعلى الذى لا نعرفه يعى هذا؟ وهل هناك قناعة بأن هناك ثورة مازالت معلقة فى الهواء تنتظر الأرض الممهدة حتى تستقر وتتحقق حتى يشعر المواطن أنه صاحب هذا البلد وأن مصر لكل المصريين، ولا أحمد هو الحاج أحمد.

■ كاتب وبرلمانى سابق