رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مرصد الأزهر» يحلل أسباب التواجد الداعشي على الحدود الباكستانية الأفغانية

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر

قال مرصد الأزهر في تقرير له  أنه بعد  إعلان تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي وقع في أحد مساجد مدينة بيشاور الباكستانية في الرابع من مارس ٢٠٢٢، والذي راح ضحيته ما يقارب 100 ضحية وأصيب المئات، بات هناك تخوف من تصاعد حدة ووتيرة الهجمات الإرهابية للتنظيم على الأراضي الباكستانية. 

وقد أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن إنشاء فرع "ولاية خراسان" بأفغانستان في يناير 2015م، من خلال بيان شهير حمل عنوان: "قل موتوا بغيظكم"، وقد شهدت المرحلة الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في انتقال المقاتلين الذين ينتمون لتنظيم "داعش" إلى أفغانستان من أجل الانضمام لما يسمى بـ"ولاية خراسان"، وذلك بالتزامن مع الهزائم القوية التي تعرض لها التنظيم في كل من العراق وسوريا؛ حيث تتسم أفغانستان بحدودها الهشة التي تسمح بانتقال المقاتلين الأجانب، خاصة حدودها مع باكستان، تلك المنطقة التي تُعرف بـ"المنطقة الجبلية"، التي يوجد بها العديد من الدروب الجبلية، التي تُستخدم في بعض الأحيان، ممرات لنقل المئات من المقاتلين لوعورتها وتشعبها.

وتابع المرصد أنه  بعد قيام السلطات باستهداف رئيس استخبارات الولاية "أسد الله أوروكازاي" في جلال آباد. وعلى ما يبدو أن تنظيم داعش الإرهابي قد انسحب من الساحة الأفغانية، بعد أن أدرك أن تواجده هناك سيكبده مزيدًا من الخسائر، ومن ثَمَّ فضَّل التواجد على على الحدود الأفغانية الباكستانية، وهذا يفسر لنا السر وراء تمركز عملياته الإرهابية في مدينة بيشاور أو إقليم خيبر بختونخوا المتاخم للحدود الأفغانية. 

كل هذا يجعلنا نقول: إن تنظيم داعش الإرهابي يبغي من تواجده في باكستان الانتقام والثأر لما حدث له على يد أفغتنستان، وبسط نفوذه في المناطق المتاخمة للحدود الأفغانية، خاصة وأن هذه المناطق هي أهداف سهلة للغاية لداعش لتقوية جذوره في باكستان. ومن المؤشرات الدالة على تلك المساعي، نشر تنظيم داعش في أبريل 2021 مجلة باللغة الأردية تتحدث باسم التنظيم، وبها مقالات تحرض على قتل الشرطة والجيش في باكستان، فهل إطلاق أول مجلة باللغة الأردية لداعش، هي محاولة لزيادة النفوذ؟ أم محاولة لاستقطاب وتجنيد أكبر عدد من الإرهابيين وأخذ البيعة المزعومة له؟.

يبدو أن الهدف من نشر هذه المجلة الأردية لداعش هو أولًا وقبل كل شيء تعزيز جذور التنظيم الأيديولوجية غير المشروعة في باكستان، لإيصال رسالته المضللة إلى الشباب، وللتواصل مع التنظيمات أو الشخصيات التي نشطت في الماضي باسم الجهاد - وفقًا لفهمهم المغلوط، فهو يستخدم هذه المجلة لنشر أفكاره المسمومة بين الناس في باكستان، إضافة إلى استخدامها لشن الهجوم على المنافسين الرئيسيين له في المنطقة، كالقاعدة وطالبان الأفغانية؛ فقد انتقد مقال نشر في المجلة صمت تنظيم "القاعدة" الإرهابي على اعتقال عناصره بعد سقوط دولة داعش المزعومة في سوريا.