رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عرف بشهيد النازية.. الكنيسة الكاثوليكية تُحيي ذكرى الطوباوي مارسيل كالو

كنيسة
كنيسة

تٌحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكري الطوباوي مارسيل كالو العلماني، شهيد النازية‏، إذ روي وليم عبد المسيح سعيد - الفرنسيسكاني، سيرته قائلاً: وُلِدَ  مارسيل في 6 ديسمبر 1921م، بمدينة رين شمال غرب فرنسا، تميَّز مارسيل بشخصية قيادية بدت ملامحها منذ طفولته، انضم في عام 1935م إلى جمعية الشباب المسيحي العامل خلال الحرب العالمية الثانية واجتياح ألمانيا النازية لفرنسا، كان لمارسيل كالو دوره مع رفاقه من جمعية الشباب المسيحي العامل، من الخلال مُلاقاة اللاجئين الفارين من ويلات الحرب، وتدبير معيشتهم.

وتابع: أحب مارسيل فتاة تُدعىَ "مارجريت درنيو" وخطبها، لكنه ظل خطيباً لها مدّة عام كامل ولم يستطع تتميم الزواج منها بسبب ظروف الحرب، لكنهما بقىَ على محبتهما لبعضهما البعض وتعاهدا على أن يعيشا بتعفُّف ويعيشا نظاماً روحياً يبقى هو إسلوب حياتهم حتى النهاية، فكانا ينتظمان في صلاة القداس اليومي وتناول الأسرار المقدسة، والإعتراف الدوري .

مٌضيفًا: خلال تفجير وقع في رين يوم 8 مارس 1943م، توفيت "ماريا مادلينا" شقيقة مارسيل متأثرة بجراحها، فازداد كُره مارسيل للحرب والدماء، بينما كان عليه تسليم نفسه للتجنيد الإلزامي في الجيش النازي الذي احتلّ فرنسا. 

وتابع: اضطر مارسيل أن يسلِّم نفسه بعد أيام من وفاة شقيقته، لخوفه من اعتقال أفراد عائلته لو أنه تهرَّب، وطلب إلى الرب ألا تتلوث يداه بالدماء، وأن يعيش خبرة روحية عمية وكِرازة بالجيش. أخذ مارسيل معه ما يمكنه الاحتفاظ به في الجيش لم تكن تفارقه أبداً (شارات وشعارات وبعض الصلوات التي كانت تطبعها جمعية الشباب المسيحي العامل). 

مُضيفًا: وفي البداية أُرسِل مارسيل إلى مصنع للقنابل بألمانيا ليعمل هناك، وكان يؤلمه أن يكون مُشاركاً في تصنيع أدوات القتل التي تسحق الإنسان، ويحاول قدر الإمكان عدم المشاركة وتنفيذ أعمال ثانوية لا علاقة لها بالتصنيع. في أوقات الراحة كان يخرج للبحث في المنطقة عن كنيسة تفتح أبوابها يوم الأحد لصلاة القداس فلم يجد، فأصابه الإكتئاب وصلّى كثيراً حتى لا يُحرَم من الإفخارستيا، إلى أن عرف مكاناً هو عبارة عن غُرفة صغيرة يلتقي فيها كاهن بالمُصلّين ليرفع ذبيحة القداس سرّاً. كان النظام النازي عدواً للكنيسة .

مستكملاً: وقد حَظَر جميع الأنشطة والاجتماعات والجمعيات الروحية والخدمية الكاثوليكية وبشكل خاص "جمعية الشباب المسيحي العامل" التي ينتمي لها مارسيل كالو بسبب جهودها في إغاثة اللاجئين. انكشف أمر المجند كالو وعضويته لهذه الجمعية وأنشطته مع الفرنسيين المجندين إجبارياً مثله في ألمانيا للخدمة بالجيش النازي، وتم اعتقاله من قِبَل الجِستابو (البوليس السرّي) النازي، بتهمة انضمامه لجمعية مُناهضة للنازية. كان ذلك في يوم 19 ابريل 1944م. تم استجوابه ولم ينكر أنشطته انتمائه لجمعية الشباب الكاثوليكي العامل، فتم ترحيله إلى معتقل فلوسنبرج، ثم انتقل إلى معتقل ماوتها وزن بالنمسا، وفي كل تلك المراحل كان يحيا حياة الاعتقال النازي بكل صعوباتها بداية من الأعمال الشاقة لأكثر من 12 ساعة متواصلة بلا طعام أو راحة، وانتهاءاً بالإهانة والضرب المبرح حتى فقد الوعي لو أن أحد الجنود لاحظ أنه يصلّي او يحاول تشجيع أي معتقل وتشديد إيمانه. 

مُختتمًا: وتدهورت صحة مارسيل وأصيب بمرض السُلّ ومزيج من أمراض الحُمّىَ والإلتهابات الجلدية والتورُّم، بسبب سوء التغذية والظروف المعيشية الغير آدمية، لكنه لم يفقد إيمانه أبداً بل كان يشجِّع إخوته قائلاً: "في الصلاة نجد قوّتنا"، وفاضت روحه في تذكار القديس يوسف العفيف فجر يوم 19 مارس 1945م بعمر الرابعة والعشرين. أعلنه طوباوياً البابا القديس القديس يوحنا بولس الثاني في 4 أكتوبر عام 1987.