رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المونيتور»: مصر على رأس قائمة المصدرين المحتملين للغاز إلى أوروبا

الغاز الطبيعي
الغاز الطبيعي

قال موقع "المونيتور" الأمريكي، إن التقلبات التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية تتيح لمصر فرصة كبيرة لتوسيع وزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا. 

وأوضح الموقع، نقلا عن خبراء طاقة عالميين، أن مصر مؤهلة لأن تسهم في تأمين جزء من احتياجات الأسواق العالمية من الطاقة في ظل الظروف والتحديات الحالية، وذلك بالنظر إلى توسعها في اكتشافات الغاز الطبيعي وزيادة إنتاجه، ونمو الصادرات المصرية خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن أزمة الطاقة في أوروبا والنقص العالمي في إمدادات الغاز يعززان هدف مصر لأن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، متوقعاً أن تكون القاهرة على رأس قائمة المصدرين المحتملين للغاز الطبيعي المسال لأوروبا حتى عامي ٢٠٣٠- ٢٠٤٠.

وأشار الموقع إلى تصريحات وزير البترول طارق الملا، على هامش مؤتمر سيراويك الدولى للطاقة، الذي استضافته مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية واختتمت فعالياته الأسبوع الماضي، حيث أكد أن بلاده تهدف إلى زيادة صادراتها من الغاز للأسواق الأوروبية لتأمين جانب من الطلب في ظل الظروف والتحديات الحالية التي تواجه الأسواق العالمية، في ضوء ما تتميز به مصر من بنية أساسية متفردة  في مجال التصدير وموقع جغرافي متميز، مما يمكنها من توفير جزء من احتياجات الغاز الطبيعي لأوروبا وآسيا. 

وأضاف أن "الملا" عقد أيضا جلسة مباحثات مع كلاي نيف، رئيس شركة "شيفرون" العالمية للاستكشاف والإنتاج، وتم خلال اللقاء استعراض نشاط الشركة فى مصر من حيث الاستثمارات والتعاون المشترك بين الجانبين فى نقل الغاز من حقول شرق المتوسط لإعادة تصديره من خلال الاستفادة من البنية الأساسية التى تمتلكها مصر لإسالة الغاز الطبيعى، مشيرا إلى أن الشركة تدير بالفعل استثمارات في مصر تزيد قيمتها عن 360 مليون دولار.

القاهرة تسعى لأن تصبح مركزًا إقليميًا لتجارة الطاقة

وأشار الموقع إلى أهمية تأسيس مصر منتدى غاز شرق المتوسط، والذي تحول لاحقًا إلى هيئة حكومية دولية رسمية تهدف إلى إنشاء سوق إقليمية للغاز الطبيعي، من خلال تعزيز قدرات البلاد الإنتاجية والتصديرية، وترشيد التكلفة وتعزيز البنية التحتية وتقديم أسعار تنافسية، منوها إلى أن مصر تتوقع ارتفاع صادراتها من الغاز الطبيعي إلى 7.5 مليون طن بنهاية يونيو المقبل، حيث تسعى القاهرة لأن تصبح مركزًا إقليميًا لتجارة الطاقة، مؤكدا أن أزمة الطاقة الحالية في أوروبا والنقص العالمي في إمدادات الغاز الطبيعي يعززان تحقيق هذا الهدف بشدة. 

وأضاف أنه "يتزايد إنتاج مصر من الغاز بشكل مطرد منذ ديسمبر 2017، مع بدء تشغيل حقل ظهر للغاز، وهو أكبر اكتشاف للغاز على الإطلاق في البحر الأبيض المتوسط، ويحتوي على ما يقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، بالإضافة إلى اكتشافات أخرى دخلت المنطقة. وفي ذلك الوقت، كانت مصر قد أعلنت أنها ستحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي بنهاية عام 2018".

وتابع: "تمتلك مصر 75.5 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز المؤكدة حتى نهاية عام 2020، وفقًا لتقرير صادر عن شركة بريتش بتروليوم ومقرها لندن، حيث وصلت الطاقة الإنتاجية من الغاز الطبيعي إلى 58.5 مليار متر مكعب سنويًا في عام 2020، ما يضع مصر في المرتبة 14 في العالم في احتياطات الغاز، كما أنها تهدف إلى زيادة صادراتها إلى أوروبا من خلال محطتي تسييل الغاز الطبيعي في إدكو ودمياط على الساحل الشمالي، بطاقة إنتاجية تصديرية تبلغ 1.6 مليار قدم مكعب في اليوم".

خبراء عالميون: مصر مؤهلة لتأمين احتياجات الأسواق الأوروبية من الغاز

وفي هذا الصدد، قال تشارلز إليناس، زميل أول غير مقيم في مركز الطاقة العالمي بالمجلس الأطلسي، إن مصر صدرت نحو ملياري متر مكعب في عام 2021 إلى أوروبا ويمكنها تصدير المزيد في عام 2022، مضيفا لـ"المونيتور": "مع استبدال ما يصل إلى 200 مليار متر مكعب سنويًا- وهو حجم صادرات روسيا من الغاز إلى أوروبا- ستجد مصر أنه من السهل جدًا تأمين المزيد من أسواق التصدير في أوروبا".

ونوه بأن مصر لديها فرصة واضحة لتوسيع طاقتها بإضافة قطارات تسييل جديدة إلى إدكو ودمياط، متابعًا: "نظرًا لأن معظم البنية التحتية المطلوبة موجودة بالفعل، فإن القيام بذلك سيكون فعالاً من حيث التكلفة ويمكن أن يتم في غضون ثلاث سنوات".

مصر قادرة على توريد الغاز الطبيعى المسال التنافسى إلى آسيا

من جهته، قال سيريل ويدرسهوفن، خبير سوق الطاقة العالمي، لـ"المونيتور"، إن مصر يمكنها التصدير إلى جميع الأسواق الأوروبية التي لديها إمكانية الوصول إلى مصانع إعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز طبيعي، بما في ذلك إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وكل شمال غرب أوروبا، مشيرا إلى توقيع الحكومة المصرية اتفاقيات مع اليونان وقبرص لتمهيد الطريق لزيادة حجم واردات الغاز ثم إعادة تصديره إلى أوروبا بعد تسييله. 

وأضاف ويدرسهوفن: "حتى 2030-2040 سيكون هناك سوق غاز كبيرة موجودة داخل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وستكون مصر على رأس قائمة المصدرين المحتملين للغاز الطبيعي المسال والغاز الطبيعي إلى أوروبا".

وأوضح خبير الطاقة العالمي أن هناك ما يكفي من الغاز الطبيعي غير المستخدم في شرق البحر المتوسط ​​لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال بمقدار 10-15 مليار متر مكعب أخرى في السنة، ما يعزز تصديره إلى أوروبا طالما دعت الحاجة ومن ثم إلى آسيا، مختتما: "مصر ليست فقط قادرة على الاستجابة لاحتياجات أوروبا ولكن لديها أيضًا القدرة على توريد الغاز الطبيعي المسال التنافسي إلى آسيا".