رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى الرحيل.. أبرز الكتب التي تناولت سيرة البابا شنودة الثالث

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث

يروي الكاتب أحمد السرساوي في كتابه "الأسطورة.. البابا شنودة الثالث"، والصادر عن كتاب أخبار اليوم، العديد من مواقف قداسة البابا الوطنية ومواقفه كإنسان محب للضحكات يتمتع بذكاء خارق وخفة ظل لا مثيل لها وحب للجميع مسلمين ومسيحيين، ويسرد مواقف جمعته بمشايخ وساسة ومفكرين، وأجمع الجميع على حب شخصية قداسة البابا والذى بادلهم حبًا بحب أكبر ومودة صنعت فى النهاية شخصية أسطورية يندر تكرارها.

ويلفت "السرساوي" إلى أن "شنودة الثالث هو البابا الذي تحاور مع العالم شرقًا وغربًا وقابل كبار الساسة شمالا وجنوبا لخدمة قضايا الوطن والعروبة، منطلقا من وطنية جارفة ومصرية مطلقة وعروبة خالصة، بشخصية ذكية متزنة، مرنة ومتعلمة، واثقة من نفسها لأبعد مدى. قال عنه أديبنا الكبير نجيب محفوظ: "لقد كان البابا شنودة الثالث دائما رجلا صلبا متفائلا.. شديد الذكاء، مصريا عميق الأصالة، عربي الوجدان والتوجهات، إنساني النزعة، عالمي الأفق"، ورغم كل ذلك لم يكن أبدا يتميز بالجهامة أو العبوس أو الغلظة أو الجدية المفرطة بل على العكس كان بشوشا، سريع البديهة وكان أحد كبار الظرفاء من أبناء ذاك الجيل الذي كان يجيد "حبك القفشات" وكان شاعرا أديبا وصحفيا بارعا، يجيد عدة لغات ويتكلم الانجليزية بطلاقة أهلها وكان يستطيع التحدث بها لعدة ساعات في تخصصات مختلفة دون خطأ واحد".
وبحسب "سرساوي"، "كان البابا شنودة يتمتع بذاكرة حديدية حتى آخر أيامه وقدرة فائقة على التنظيم والادارة رافقته منذ سنوات شبابه الأولى، إضافة إلى ثقافة واسعة في مجالات شتى مكنته من التدفق إذا تكلم، فلا يفيض بالفعل إلا من امتلأ. والعجيب أن أزمات كثيرة هادرة قد واجهته في حياته، كانت أي منها قادرة على كسر أقوى الرجال  فخرج منها جميعا منتصرا مرة بالكياسة وأخرى بالهدوء وثالثة برباطة الجأش والشجاعة".


فيما يلفت كتاب "قداسة البابا شنوده الثالث.. سيرة عطرة"، صادر عن المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إلي أن "قوة تأثير البابا شنودة الثالث وعمله القيادي وحد الكنائس في العالم،  بفضل قيادته الحكيمة التي كان يتمتع بها البابا شنوده الثالث إنه رمز للقيادة، وأن العمل الذي قام به البابا شنوده في عصره هو أكبر عصر عاصره في تكريس الشباب الذين تتلمذوا على يديه لكي ما يكونوا كارزين ويكونوا خداماً للكلمة انتشر صوتهم إلى كل المسكونة وصار صوتهم معروفاً في كل العالم".

وجاء كتاب "الأنبا شنودة الثالث دنيا ودين"، من تأليف سناء السعيد، وصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب للعام 2005، أن "صحيفة أعمال قداسته خير شاهد على أن هذا القديس كان عطاء لاينضب، فهو الأديب المبدع والشاعر المفوه والخطيب البارع. حباه الله كاريزما شدت إليه الجميع، عطاؤه الروحى كان بلا حدود، اجتذب الجميع بأسلوبه الهادئ الرزين، فهو السهل الممتنع. ملك موهبة نادرة استطاع من خلالها صياغة أجمل وأكمل العبارات التى تعكس الحكمة والفلسفة معًا. وتبلور كل هذا فى مجموعة رائعة من الأقوال المأثورة هو صاحبها يؤمن بها ويطبقها. وأسوق هنا بعضا منها: يجب ألا يتم توظيف رجل الدين حسب الأهواء، فالمفروض أنه قائد لامقود. تعايش الأقباط فى مصر يتم بالتراضى والمودة، وعليه فإن اللجوء للخارج هو موضع نقد من حيث الولاء للوطن.
الإنسان الصالح يكون صالحًا فى غاياته وفى وسائله أيضًا ولا يجتمع الخير والشر معًا فى عمل واحد. المفروض أن ينتصر الإنسان على الضرورات إذا واجهته حتى لا تنتصر عليه.

ويقول شريف نبيه في كتاب "البابا شنودة الثالث نهر العطاء": إنه "لم يكن البابا شنودة رمزًا دينيًا مسيحيًا فحسب، بل كان شخصية وطنية "تجري في عروقه دماء مسلمة"، ولم تكن مصر بالنسبة له مجرد وطن نعيش فيه، بل كانت وطنًا يعيش فينا".

ويلفت الكتاب إلى "رفض البابا شنودة الثالث بحسم زيارة المسيحيين للقدس في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وكيف سعى للصلح مع إثيوبيا، ورد كنيستها لأحضان الكنيسة الأم بالقاهرة، حفاظًا على حق مصر التاريخي في مياه النيل، وصيانة لأمنها القومي في عمقها الإفريقي. ناهيك عن تعامله بحكمة مع محاولات الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، ورفضه وصاية الخارج وتدخله في شئوننا الداخلية تحت أي ظروف".