من مذكرات شكرى سرحان.. كيف استطاع أبطال فيلم «ابن النيل» إتقان اللهجة الصعيدية؟

"لقد استأذنت والدي رحمه الله في أن يكتب قصة حياته بيده قدر المستطاع، ولم يرفض لي رجائي هذا، حيث إنه شخصية عرفت بالصمت والصبر الطويل بلا ثرثرة وإن خمسين عاما بين الفن والحياة هو الاسم الذي اختاره الفنان الراحل لقصة حياته". حكى ابن الفنان الراحل شكري سرحان في حواره لمجلة "العربي" 1999.

وقال ابن الفنان الراحل، يحيى شكري سرحان، إن والده حكى في مذكراته عن مشاركته في بطولة فيلم "ابن النيل" وهو اللقب الذي ظل ملاصقا له طوال حياته وحتى بعد رحيله.

قال شكري سرحان في مذكراته "إن أولى الخطوات التنفيذية في فيلم ابن النيل، كانت حينما استعان المخرج بأحد الأساتذة الذين يتحدثون اللغة الصعيدية كأحد أبنائها، وكنا نجلس حوله مع السيدة فاتن حمامة، يحيى شاهين وفردوس محمد واستمرت الجلسات مرات ومرات حتى استطعنا إلى حد كبير من الإمساك باللهجة الصعيدية، بشكل مقنع ليس فيه شيء من المبالغة أو الصنعة وسافرنا إلى قرية في أول الصعيد، وعشنا بها حوالي عشرين يوما نأكل مما يأكل أهلها ونعيش معهم على الحياة على طبيعتها تماما".

استطاع الفنان شكري سرحان إتقان اللهجة الصعيدية، ونجح ابن النيل نجاحا كبيرا.

شكري سرحان، من مواليد محافظة الشرقية، وهو شقيق كل من صلاح سرحان وسامي سرحان. 

وكانت أول أعماله السينمائية هو فيلم "لهاليبو" مع الفنانة الراحلة نعيمة عاكف والذي أخرجه حسين فوزي عام 1949، ثم اختاره المخرج العالمي يوسف شاهين لفيلمه "ابن النيل" عام 1951 م والذي كان الانطلاقة الحقيقية لنجوميته، ثم توالت عليه أدوار البطولة في أعمال "درب المهابيل"، "شباب امرأة"، "الطريق المسدود"، وغيرها من الأعمال.

وكان يلقب بذلك الوقت بفتى الشاشة. وكرم من الرئيس المصري جمال عبد الناصر بوسام الدولة، وحاز على العديد من الجوائز، وكذلك أبرز الجوائز التي حصل عليها في أفلامه السينمائية الشهيرة في فيلم "ليلة القبض على فاطمة" مع فاتن حمامة عام 1984 للمخرج الراحل هنري بركات، والتي حاز من خلاله على جائزة أفضل ممثل، وله العديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية، وأما رصيده السينمائي فهو 150 فيلما سينمائيا ابتداء من "لهاليبو" عام 1949، وانتهاء بـ"الجبلاوي" 1991