رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل استهدف الهجوم على أربيل منشآت تابعة لـ"الموساد"؟

هجوم أربيل
هجوم أربيل

أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، أمس، وأكد أن القصف طال موقعاً تابعاً لإسرائيل هناك.

وذكر الحرس الثوري في بيان أنه شنّ ضربات بصواريخ قوية ودقيقة على "المركز الاستراتيجي للتآمر وجرائم الصهاينة" في أربيل، وشدّد البيان على أن الهجوم نُفّذ في إثر الجرائم الأخيرة لإسرائيل وإعلان طهران السابق أنها لن تترك جرائم وشرور إسرائيل من دون رد. 

وحذّر البيان إسرائيل من أن تكرار أي جريمة أو سوء تصرف سيواجَه بردات فعل قاسية وحاسمة ومدمرة. وأشار البيان إلى أن أمن وسلام إيران هما خط أحمر للقوات المسلحة الايرانية، وأكد أنه لن يتم السماح لأحد بتهديدهما.

كما نشرت وسائل إعلام مؤيدة للحرس الثوري الإيراني نصوصاً تشير إلى أن القصف نُفّذ رداً على اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني وسقوط قتلى إيرانيين جرّاء الغارات الإسرائيلية على سوريا,

في الأسبوع الماضي، قُتل ضابطين من الحرس الثوري الإيراني في هجوم جوي على منطقة مطار دمشق الدولي في سوريا، نُسب إلى إسرائيل.

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق أن الهجوم نُفّذ بـ12 صاروخاً بالستياً بعيد المدى أُطلقت من خارج حدود البلد صوب المقر الجديد للقنصلية الأمريكية في أربيل والمناطق المدنية السكنية القريبة من مبنى قناة كردستان 24 ومحيطها.

هل استهدف الهجوم منشآت تابعة للـ"الموساد"؟

التقارير الأولى بعد الهجوم أفادت أن الهدف هو القنصلية الأمريكية في أربيل، ثم ادّعت وسائل إعلام مقربة من إيران أن الهدف كان إسرائيلياً. ولاحقاً أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه هو الذي نفّذ الهجوم الذي استهدف "مركزاً للاستخبارات الإسرائيلية".

بعد التقارير الإيرانية، جاء الرد الأمريكي - والذي اعتبر بمثابة إقرار بالإدعاء الإيراني- بأن الهدف ليس أمريكياً، حيث أعلنت نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان أن الإدارة الأمريكية لا تعتقد أن القنصلية الأميركية في أربيل هي هدف الهجوم.

هذه ليست المرة الأولى، التي تتنصل فيها الإدارة الأمريكية، وهناك من يرى أن التنصل قد يكون رغبة في تجنب التصعيد، أو لتأكدها أن العملية هي انتقام ضد إسرائيل.

في مقابل ذلك، أظهرت الحكومة الكردية توجّهاً مختلفاً، إذ ذكر بيان أن الهجوم إيراني موجّه ضد مبنى مدني بالكامل.

هذه ليست أول مرة يدّعي الإيرانيون وجود قاعدة إسرائيلية سرية في أربيل، ففي أبريل الماضي، تحدثت تقارير في وسائل إعلامية إيرانية عن إطلاق صواريخ ومسيّرات لمهاجمة ذات المنطقة، حول مطار أربيل، وأن الهجوم أسفر عن جرح عناصر من الموساد.

منذ أعوام، تتحدث وسائل إعلام أجنبية عن نشاط سرّي إسرائيلي في إقليم كردستان وأذربيجان، بالقرب من الحدود الإيرانية.

بالربط بين الموقع المقصود في أربيل، وبين العمليات التي يتم فيها إصابة مواقع إيرانية أو يتم من خلالها تنفيذ عمليات ضد إيران، فإن التواجد الاستخباراتي الإسرائيلي في هذه المنطقة سيسهل بالفعل تنفيذ عمليات إسرائيلية ضد إيران، وإلا ما استهدفها الحرس الثوري أكثر من مرة.