رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب ضد الأمراض المستوطنة.. مستفيدين علاج «الاعتلال الكلوي» يتحدثون

الاعتلال الكلوي
الاعتلال الكلوي

تحارب مصر منذ سنوات طويلة الأمراض المستوطنة والتي ظلت تنهش في أجساد المصريين فترات ضخمة، حتى بدأت وزارة الصحة في إطلاق المبادرات التي من شأنها علاج تلك الأمراض بشكل مجاني ونشر التوعية بشأنها وطرق التعامل بشكل صحيح.

وكانت إحدى المبادرات الهامة التي أطلقت مؤخرًا هي مبادرة الكشف عن الاعتلال الكلوي، والتي انطلقت في محافظات مصر بشكل مجاني وقدم لها العديد من المواطنين الذين تلقوا الكشف والعلاج بشكل مجاني حتى تماثلوا للشفاء التام تحدثت "الدستور" مع البعض منهم.

 سحر محمد، أصببت منذ ثلاثة أعوام بمرض السكر، وبعد مرور 7 أشهر من الإصابة بدأت بطنها تنتفخ وتعاني من الزلال البولي ظنت في البداية أن الأمر عارض إلا أن مع تكراره اتجهت لاستشارة طبيب.

 لم يكن انتفاخ البطن والزلال البولي الذين أصيبت بهم سحر  عارضان عابران كما ظنت لمرض السكر الأساسي لديها، ولكنهما كان بداية لإصابتها بمرض الاعتلال الكلوي السكري وهو مرض غير شائع ويكون في الأغلب مقدمات للإصابة بالفشل الكلوي المزمن، وذلك ما خشيت منه سحر على مدار تلك الأعوام لكنها لم تجد حل له.

 تم توقيع الكشف الطبي عليها في تلك المبادرة، خشية من أن يتحول الاعتلال الكلوي إلى فشل كلوي لا تستطيع العلاج منه بسبب تكاليف الأدوية وجلسات الغسيل.

أضافت: "سمعت عن تلك المبادرة في أحد محطات المترو، ولم أصدق إنها تشمل مرض الاعتلال الكلوي، فالأدوية والعلاج أسعارهما مرتفعة للغاية وحاولت طوال تلك السنوات العلاج على نفقة الدولة لأنه مرض مزمن لكن لم استطع".

 وبالفعل تم تحويلها إلى مستشفى دار السلام من أجل إجراء كل الفحوصات الطبية اللازمة وتلقي العلاج بالمجان من خلال كارت المتابعة، وتذهب مرتين في الأسبوع الواحد وتتم كل الإجراءات بشكل مجاني دون أن تتكلف عناء أي شيء مادي.

ويختلف الاعتلال الكلوي عن الفشل الكلوي، فلا يوجد به غسيل للكلى، ولكنه يؤدي إلى نزول زلال بولي إلى جانب الانتفاخ في البطن بشدة، فضلًا عن وجود ألم شديد ونغزات في القلب، لأن الكلى تكون بدأت في التدهور وعدم القدرة على القيام بوظائفها الرئيسية.

وكان محمود رجب، 50 عامًا، أحد المستفيدين من مبادرة الكشف عن الاعتلال الكلوي، والذي أصيب منذ عام بمرض السكر في مراحل متأخرة منه، وتحول الأمر بسبب التدهور فيه إلى اعتلال كلوي سكري، أدى إلى حدوث ضعف في شرايين القلب وإصابته بالزلال البولي.

قال: "كنت في مراحل متأخرة بشدة من الاعتلال الكلوي بسبب عدم استطاعتي تحمل مصاريف وتكاليف العلاج فكنت أتلقى العلاج مرة وعشرات لا استطيع بسبب غلاء ثمنها، فالاعتلال الكلوي أحد الأمراض المزمنة مثل القلب وفيروس سي".

سمع رجب عن المبادرة الرئاسية للكشف عن الاعتلال الكلوي، فسارع بالذهاب وإجراء الكشف لا سيما أن العلاج فيها يكون مجاني بعد توزيع المرضى على المستشفيات من أجل المتابعة معهم خلال رحلة العلاج وإعطائهم الأدوية اللازمة.

تابع: "يتم الكشف على الاعتلال الكلوي والسكر وقياس مؤشر كلتة الجسم لمعرفة كل المضاعفات التي قد تصيب المريض، وتظهر النتيجة في وقتها بعد أخذ عينة من الدم وتم تحويلي إلى المستشفى التابعة  لها للبدء في رحلة العلاج والمتابعة الأسبوعية وصرف العلاج بشكل مجاني".

أضاف: "مبادرة الرئيس كنا ننتظرها بشدة نحن مرضى الاعتلال الكلوي، إذ إنها أنقذت كثير من مرضى الاعتلال الكلوي لاسيما ذوي الحالات المتأخرة أو الخطيرة، والذين كانوا على وشك التحول لمرضى فشل كلوي وأنا منهم وبالتالي زيادة أعداد هؤلاء المرضى عن الحد، لولا تلك المبادرة التي وفرت الكشف والعلاج المجاني للمرضى داخل المستشفيات وبشكل دقيق للغاية".