رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موقع أمريكى يبرز أهمية الكشف الأثرى الأخير فى شمال سيناء

الاكتشاف الأثري في
الاكتشاف الأثري في تل الكدوة بشمال سيناء

سلط  موقع "المونيتور" الأمريكي الضوء على الاكتشاف الأثري الأخير بمنطقة تل الكدوة بشمال سيناء، والمتمثل في العثور على خمس آبار مياه  ترجع إلى العصور الفرعونية، مشيرًا إلى أن الكشف يعد الأول من نوعه، مشددًا على أهمية المنطقة الأثرية في سيناء التي تضم العديد من الآثار لم يكتشف كل أسرارها حتى الآن وتعتبر البوابة الشرقية الاستراتيجية لمصر. 

وأشار الموقع إلى أن أهمية هذا الكشف ترجع أن هذه الآبار كانت جزءًا من طريق حورس الحربي، الذي يعد من أهم وأقدم الطرق الحربية والمواقع العسكرية في مصر القديمة، حيث تم نقشها وتصويرها في بعض المواقع الأثرية البارزة في مصر، بما في ذلك معبد الكرنك في الأقصر.       

الاكتشاف الأول من نوعه في سيناء

ولفت إلى أن هذه هي المرة الأولى من نوعها التي يتم فيها الكشف عن آبار للمياه بالمنطقة تعود للعصور الفرعونية، حيث إن الأدلة العلمية تؤكد أن هذه الآبار ظهرت لأول مرة في النقوش المنقوشة على جدران معبد الكرنك في عهد الملك سيتي الأول، التي تشير إلى وجود سلسلة من الحصون العسكرية وآبار المياه على طول طريق حورس العسكري القديم.

من جهته، قال هشام حسين، مدير عام آثار سيناء وعضو البعثة الأثرية المسئولة عن الكشف، لـ"المونيتور": "الأدلة التي لدينا تشير إلى أن أربعة من الآبار الخمس المكتشفة كانت مليئة بالرمال لمنع الجيش الفارسي، الذي غزا مصر عام 525 قبل الميلاد من الحصول على المياه".

وذكر أنه في تلك الحقبة، غزا الفرس منطقة تل الكدوة في سيناء الواقعة على الحدود الشرقية لمصر، حيث تم تدمير القلعة العسكرية هناك، مضيفًا "أننا نعتقد أن القدماء المصريين كانوا على علم بالغزو قبل حدوثه، وبالتالي دمروا الآبار حتى لا يستفيد منها الغزاة ويقطعون إمدادات المياه عنهم". 

وتابع أن البعثة عثرت أيضًا على 13 حلقة فخارية، والعديد من الأواني الفخارية ترجع إلى عصر الأسرة 26، المعروفة باسم العصر الصاوي. كما عثرت البعثة على بقايا أفران، تعود أيضًا إلى ذات الفترة ويرجح أنها ورشة لصهر خام النحاس؛ حيث تم العثور على شظايا نحاسية بالقرب من الأفران، مشيرًا إلى أن النحاس يستخدم في صناعة الأسلحة في ذلك الوقت.

الفخار والآبار صناعة مصرية قديمة

وأوضح أن الاكتشاف الأخير "يثبت عدة أمور، من بينها أن صناعة الفخار في الآبار هي أفكار مصرية قديمة وليست أفكارًا من الشرق الأدنى، تثبت هذه الاكتشافات أيضًا أن سيناء أرض مصرية والحصن الأول ضد أي غزو مصري".

فيما شدد حسين عبدالبصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية على "أهمية المنطقة الأثرية في سيناء التي تضم العديد من الآثار في الجنوب والشمال وتعتبر البوابة الشرقية لمصر، مضيفًا أن المنطقة تمثل جزءًا استراتيجيًا للغاية لا ينفصل عن الأراضي المصرية".

أرض سيناء لم تكشف عن كل أسرارها الأثرية بعد

وتابع لـ "المونيتور": "أن الاكتشافات الأخيرة تؤكد أهمية طريق  حورس العسكري بالنسبة لعلماء الآثار، حيث كان المسار الذي سلكته القوات المصرية المقاتلة في الشرق الأدنى القديم، خاصة في عصر الدولة الحديثة، التي بدأت مع الملك أحمس الأول، واستمرت مع تحتمس الأول والثالث، حتى الفتوحات العسكرية الكبرى تحت حكم سيتي الأول ورمسيس الثاني".

وأردف قائلًا: "أرض سيناء لم تكشف عن كل أسرارها الأثرية بعد، وهناك اكتشافات جديدة في سيناء سيتم الإعلان عنها قريبًا".