رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف نستقبل شهر رمضان؟.. أستاذ بالأزهر يجيب

شهر رمضان
شهر رمضان

تداول سؤال إلى الدكتور أحمد البصيلي، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر ، من أحد المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعى يقول: كيف نستقبل شهر رمضان؟

من جانبه رد قائلاً:" نحن الآن في شهر شعبان المبارك وعلى عتبات استقبال ضيف كريم، ولنا أن نعجب مِن وصْفِ الضيف بالكرم، فإن الضيف الذي نستعد لاستقباله في هذه الأيام جاء يحمل إلينا من الهدايا والعطايا ما يملأ الأفُق، ويزيل عن النفس وحزن.

وأضاف في مقطع فيديو مصور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن شهر رمضان الذي فرض الله علينا صيام نهاره، وسن لنا رسول الله قيام ليلِه، ولو علمنا ما في هذا الشهر من الخير لتمنينا أن تكون السنة كلها رمضان.

واستدل البصيلي بما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما حضر رمضان: "أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِم". رواه أحمد والنسائي والبيهقي.

وأشار إلى أن استقبال المسلم  لشهر رمضان يكون بالفرح والسرور بفضل الله وبرحمته حيث قال تعالى:" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، ولا يستمتع ويفوز بهذا الخير العظيم إلا من أحسن استقبال شهر رمضان ثم أدى ما افترضه الله تعالى وما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم على العباد في هذا الشهر العظيم.

نصائح استقبال شهر رمضان
وقال البصيلي: " ينبغى ضرورة أن يجدد المسلم نيته وعزيمته من الآن على الصيام والقيام وصالح الأعمال، "فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).

وأشار إلى أن ينبغى أن نكثر  من الدعاء وخاصة الدعاء الكريم الذي رواه لنا يحي بن كثير عن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين. "اللهم سلمني إلى رمضان, اللهم سلم لي رمضان, وتسلمه مني متقبلا". (رواه الطبراني).

وتابع: كما ينبغى أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ونعلن توبتنا إلى الله قبل أن نموت، هيا نرد المظالم إلى أهلها, و نتصافى مع الخلق، قبل أن لا يكون، ونسعى لإصلاح ذات بيننا، ونعلق قلوبنا بالمساجد، حتى يظلنا الله بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، نتواصى بالقصد والاعتدال, والبعد عن مظاهر الإسراف والتبذير في كل شئون الحياة.

وأكمل:" ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته وأن ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات، وأن نلتزم بطاعة الله تعالى مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين يوم القيامة ، وصدق الله العظيم إذ يقول { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } وأن نحافظ على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات في رمضان.

كما ينبغي على المسلم أن يحفظ أوقات حياته القصيرة المحدودة، فما ينفعه من عبادة ربه المتنوعة القاصرة،  والمتعدية ويصونها عما يضره في دينه ودنياه وآخرته وخصوصا أوقات شهر رمضان الشريفة الفاضلة التي لا تعوض ولا تقدر بثمن وهي شاهدة للطائعين بطاعاتهم وشاهدة على العاصين والغافلين بمعاصيهم وغفلاتهم.