رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

داعية بالأوقاف يرصد أقوال العلماء حول تسمية الشهيد بهذا الاسم

يوم الشهيد
يوم الشهيد

يحتفل المصريون اليوم التاسع من مارس بيوم "الشهيد"، وخصصت وزارة الأوقاف بخطبة الجمعة المقبل للحديث عن منزلة الشهيد ومكانته عند الله، يوم القيامة، ونماذج للشهداء منذ بعثة سيد الخلق.

وقال الشيخ محمد الخراشى، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، للشهداء مكانة خاصة، والفقه الإسلامي على أن الشهيد أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والصديقين وأن الشهادة درجة يرفع الله إليها من يتخير من عباده، فهي منحة وليست محنة، إذا أراد الله أن يرفع درجة إنسان اختاره شهيدا، وهذا أفضل ما يؤتيه الله عبدا صالحا، أن يقتل في سبيله، فالشهادة إذن مكانة خاصة لناس يريد الله أن يرفع درجتهم، ولذلك يقول الله في شهداء أحد: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ).

وتابع "لكن، مَن الشهيد الذي يستحق هذه الدرجة الرفيعة، وهذه المكانة السنية عند الله؟ من هو؟ أهو كل قتيل في معركة؟ لا. إن اليهودي الذي يقتل فوق الأرض العربية معتديا غاصبا يريد أن يطوي الرسالة المحمدية، وأن يجهز على التاريخ الإسلامي هذا القتيل كأي لص يسطو على بيت فيطلق عليه الرصاص فيذهب إلى النار، وبئس القرار! ليس كل قتيل في معركة يعتبر شهيدا.

أضاف في منشور له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" أن شهيد الدنيا والآخرة هو الذي يقتل في قتال مع الكفار مقبلاً غير مدبر لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، دون غرض من أغراض الدنيا.

وأشار إلى أن شهيد الدنيا والآخرة هو الذي يقتل في قتال مع الكفار مقبلاً غير مدبر لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، دون غرض من أغراض الدنيا، لما جاء عن أبي موسى رضي الله عنه قال: إن رجلاً أتى النبي ﷺ فقال مستفهماً: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال ﷺ: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله .

وتابع "أما شهيد الدنيا فهو من قتل في قتال مع الكفار وقد غل في الغنيمة، أو قاتل رياء، أو عصبية عن قومه، أو لأي غرض من أغراض الدنيا، ولم يكن قصده إعلاء كلمة الله، فهذا وإن طبقت عليه أحكام الشهيد في الظاهر من دفنه في ثيابه ونحو ذلك لكنه ليس له في الآخرة من خلاق، ونحن نعامل الناس على حسب الظاهر في الدنيا، والله الذي يعلم الحقائق هو الذي يتولى حسابهم يوم القيامة.

لماذا سمي الشهيد شهيدًا؟

أوضح الخراشي أن هناك العديد من الأقوال حول تسمية الشهيد بهذا الاسم، حيث يقول الإمام النووي رحمه الله: "وأما سبب تسميته شهيدًا فقال النضر بن شميل: لأنه حي؛ فإن أرواحهم شهدَت وحضرت دار السلام وأرواح غيرهم إنما تَشهدها يوم القيامة.

وقال ابن الأنباري: إن الله تعالى وملائكته عليهم الصلاة والسلام يشهدون له بالجنة.

وقيل: لأنه شهد عند خروج روحه ما أعده الله تعالى له من الثواب والكرامة.

وقيل: لأن ملائكة الرحمة يشهدونه فيأخذون روحه.

وقيل: لأنه شهد له بالإيمان وخاتمة الخير بظاهر حاله.

وقيل: لأن عليه شاهدًا بكونه شهيدًا، وهو الدم.

وقيل: لأنه ممن يشهد على الأمم يوم القيامة بإبلاغ الرسل الرسالة إليهم، وعلى هذا القول يشاركهم غيرهم في هذا الوصف".

خصال الشهيد

ونوه الخراشي بأن النبي (ص) يُبيِّن أن للشهيد عند الله ستَّ خصال؛ (يُغفَر له عند أول دفعة من دمه، ويرى مكانه في الجنة، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما عليها، ويُزوَّج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويَشفع في سبعين من أهله)، رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الشيخ الألباني؛ عن المقدام بن معدي كرب.