رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلمتين باختصار فى موضوع الأسعار!

متي سيرضي الله علينا ويريحنا ويزيح عنا هذا البلاء والابتلاء والطمع والجشع والغلاء الذي طحن عظام الفقراء، ونهش لحوم البسطاء في زمن الجائحة والوباء؟! 
أخذت الأسعار في الازدياد، في شتي ربوع البلاد، فما الذي يحدث بالضبط، وأين الضبط أو الربط، بل أين الضمير ياسادة، ولماذا كانت الزيادة؟! علي أية حال سنقول رأينا باختصار دون أي تقليل مخل، أو المزيد من الإكثار.. أن تضيئ شمعة صغيرة أفضل من أن تلعن الظلام، هذا مما علمني والدي، وهو ما سأحاول فعله خلال السطور القادمة، سألقي بقعة ضوء علي تجربة "شعبية بامتياز" حدثت قبل بضع سنوات في دولة الأرجنتين الصديقة، وكانت ناجحة وناجعة وفاعلة، عندما استيقظ المواطنون هناك، ليجدوا أن أسعار البيض قد زادت، ولم تكن النسبة كبيرة، حيث زاد سعر طبق البيض بمقدار ١ بيزو، (والبيزو هو اسم عملة الأرجنتين، والعديد من عملات الدول في أمريكا الجنوبية).
قرر المواطنون رفض الزيادة، معتبرين إياها محاولة من التجار لاستغلالهم، فامتنعوا عن شراء البيض، وقالوا بلاه البيض ومش هناكل بيض، توقف الناس عن الشراء، ولكن الدجاجات لم تتوقف عن القيام بدورها في إنتاج المزيد منه، بعد عدة أيام اجتمع أصحاب شركات الدواجن، وناقشوا الموضوع فيما بينهم وقالوا بناقص ياجماعة من البيزو، ونلحق نبيع البيض قبل ما يمشش ويفسد، فقرروا إعادة الأسعار إلي ما كانت عليه قبل فرض الزيادة! لم يؤت القرار ثماره واستمر المواطنون في المقاطعة، واستمرت الدجاجات تبيض وتأكل وتبيض.. الخ الخ. 
امتلأت المخازن والمستودعات، والثلاجات الكبرى والبقالات بالآلاف من أطباق البيض الذي أوشك علي الفساد جراء ما لحق به من الركود والكساد، ليجتمع التجار مرة ثالثة ويتخذوا قرارات جديدة  كان أولها تقديم اعتذار رسمي للشعب الأرجنتيني عبر جميع وسائل الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي، عن كل ما حدث، مع تعهد بعدم التكرار وقرار بتخفيض الأسعار بنسبة 75% ( يعني البيضة اللي كانت بجنيه، نزلت لربع جنيه).. لقد قدم شعب الأرجنتين درساً في أهمية أن يكون الشعب إيجابياً، وهو نفس ما قاله السيد الرئيس من قبل (الحاجة اللي تغلي ما تشتروهاش) ولكم أن تتخيلوا معي ما الذي يمكن أن يحدث إذا ما توقفنا لفترة عن شراء اللحوم أو الأسماك أو الدواجن أو بعض صنوف الخضروات والفاكهة، ولو علي سبيل التجربة؟
إن لكل سلعة من هذه السلع فترة زمنية محددة تكون فيها صالحة للاستهلاك والتناول، فماذا سيحدث لها إذا ما قررنا مقاطعتها؟ إنها حتما ستفسد، وسيتكبد بائعوها والمتاجرون فيها خسائر ستكون كافية وكفيلة بأن يتقون الله، وألا يكونوا مستغلين، فلنخض غمار التجربة ونفعل كما فعل أصدقاؤنا في الأرجنتين.
حفظ الله بلدنا وأعان شعبنا ونصر قائدنا