رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: على المؤمن مصاحبة الصالحين وهجر أصحاب الظلمة

د. على جمعة
د. على جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن سيدنا رسول الله ﷺ يقول: « الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»،وكم من المتصدرين قد قست قلوبهم عن ذكر الله يُبَدِّعُون الذَّاكِرِين ولا يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ، فأغْلَقَ اللهُ عليهم مَغَالِيق الطريق ولم يَفْتَح عليهم فتوح العارفين به ، فإذا صاحبته انتقلت ظُلْمَةُ قَلْبِه إلى قلبك ، والمرءُ على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَالِل.

وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك": ومَثَلُ صاحب السوء والخليل الطيب كمثل حامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذوك بالمسك أو تشم منه رائحة طيبة أو يعطيك من مسكه ، ونافخ الكير إما أن تصيبك ناره فتحرق ثيابك وإما أن تشم منه الرائحة الكريهة، هكذا الصاحب.

وأضاف "جمعة": الله سبحانه وتعالى يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} قال 'مع الصادقين' ولم يقل من الصادقين، فالْمَعِيَّة تَدُلُّ على الصحبة ؛ والصحبة تؤثرُ فى القلب فتنتقل أنوار الذِّكْر إلى قلبك بالبيئة الصالحة، وَدَلَّ على ذلك النبى ﷺ فى قصة الرجل التى قَصَّها علينا قَتَلَ تسعةً وتسعين نفسا ، فسأل عَابِد هل لى توبة ؟ فقال : لا. فقتله فأكمل به المائة، وسأل عالما هل لى توبة؟ فقال له : من الذى يَتَأَلَّه على الله .. من الذى يمنعك من التوبة، ولكن أرى أنك بأرض قومِ سوء - كيف لم يقبضوا عليك ولم يقتلوك وتركوك تقتل منهم مائة - فارحل إلى أرض كذا فإن فيها أقواما يعبدون الله.

وأشارقائلا  :يجب على المؤمن  أن يهجر أصحابَ الظُّلْمَة الذين حرمهم ربنا من الذكر، وأن تحيط نفسك بالصحبة الصالحة، الصادقين الذين جعلهم ووفقهم بأن تَلْهَجُ ألسنتُهم بذكره "لا يزال لسانك رطبا بذكر الله" ، "خيركم من إذا رُؤِىَ ذُكِرَ الله". ويقول سيدي ابن عطاء الله -رضى الله تعالى عنه-: " لاَ تَصْحَبْ مَنْ لاَ يُنْهِضُكَ حَالُه وَلاَ يَدُلُّكَ عَلَى اللهِ مَقَالُه".