رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا يا فضيلة الشيخ!

من جميل أقوال الإمام علي (كرم الله وجهه)...
ليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما يقال حضر أهله، وليس كل ما حضر أهله حان وقته، وليس كل ما حان وقته صح قوله...
في ظل انشغال سكان الأرض، من أقصاها إلى أقصاها بمتابعة أخبار الحرب، ومشاهدة ما يدور، والوقوف على مجريات الأحداث ومستجدات الأمور، ومحاولة التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع، سواء على المدي البعيد أو المستقبل المنظور، خرج علينا أحد كبار العلماء وأساتذة الشريعة الأجلاء، ليقول لجموع المشاهدين أن ثلاثة أرباع "المصريين"جايين من زيجات حرام!
ساءني ما سمعته من الشيخ، الذي لم أكن يومًا من مريديه، أو محبيه أو معجبيه، أو متابعيه!
فلم تستهوني برامجه التليفزيونية أو الإذاعية، كذا مقاطعه اليوتيوبية، وبثوثه المباشرة الفيسبوكيّة، ولا أقصد هنا أو ألمح إلى مقاطع فيديوهاته الغريبة، كجلوسه مثلًا  فوق أحد أقفاص الخضار ليقلي أو يبيع الطعمية، أو افتراشه للأرض، وبيعه أو شراؤه للفجل والجرجير وأعواد الملوخية، كونها حياته الخاصة وهو حر فيها، يدير شئونها بالطريقة التي تناسبه وفقًا لقناعاته وليس علينا سوى احترام الخصوصية، وإنما قصدت بالمقاطع كل المقاطع أو جميعها فهي لا تعجبني! أيضًا طريقته في الظهور على الشاشات، وردوده على أصحاب المداخلات، لم تكن ترق لي في أي وقت من الأوقات، أقول هذا من باب الصراحة الواجبة، وقبل التطرق للحديث في أية موضوعات.  
قلت إنني لا أحب أسلوب الرجل ولا طريقته، ولكن نقدي لأسلوبه، أو انتقادي لطريقته، لا يعني أبدًا عدم احترامي لشخصه ومكانته، أو إجلالي لعلمه، أو تبجيلي لعمله، أو تقديري لجهده، أو توقيري لعمره (كونه رجلًا كبيرًا). 
( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا).
من حق شيخنا الجليل مخاطبة جمهور متابعيه بطريقة مبسطة، طالما أنهم قد ارتضوها أو أنها تريحهم، من حقه ابتكار أساليب جديدة خلال ظهوره الإعلامي، كالإمساك مثلًا بالورود، أو حمل باقات الزهور وأعواد البخور!
من حقه أن يفسر للناس كل ما وجدوا فيه التباسًا من أمور الشرائع الدينية أو الأحوال الدنيوية، ويخبرهم بما ينفعهم في آخرتهم ودنياهم وفق ما أفاض الله عليه من مناهل العلم ومعينه الذي لا ينضب، ولكن عليه مع كل هذا، وقبله وبعده  أن يراعي أفهامهم وأعرافهم وقدراتهم ودرجات وعيهم، كونه يخاطب الجميع، وحديثه موجه للعموم، وفيهم العلماء والبسطاء، والطيبون والخبثاء، والأنقياء الأتقياء، وأصحاب الفطرة السوية، والمتصيدون للأخطاء!
يقول الإمام علي "حدثوا الناس على قدر عقولهم " ويقول ابن مسعود "ما أنت بمحدث قومًاً حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة". 
من حق فضيلته أن يرد على من لم تعجبه آراؤهم أو اجتهاداتهم، وأن يقارعهم الحجة بالحجة، والدليل بالدليل والبرهان بالبرهان، وهو ما فعله فضيلته مع الأستاذ إبراهيم عيسي" الذي من حقه هو أيضًا بالمناسبة أن يقول آراءه سواء اتفقنا معها أو اختلفنا حولها!
ومن حقي يا مولانا، عندما تقول كلامًا يصيبني بالبلبلة، أو التشكك، أو أشعر معه بشيء من الإهانة، حتى وإن لم تقصدها، أن أقول لك لا يا فضيلة الشيخ ...
إن ما صدر عن فضيلتك لم يفدني بقدر ما أضرني، لم تشنف به آذاني بل إنه أذاني، فاتق الله فينا وأمسك عليك لسانك قبل أن تؤذينا!
حفظ الله مصر.