رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة تحذر من خطورة إخوان فرنسا: يتخفون وراء تشذيب اللحية والملابس العصرية

جماعة الإخوان
جماعة الإخوان

حذّر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، من خطورة تغلغل جماعة "الإخوان" في فرنسا، واستغلالها الجاليات العربية والمسلمة هناك؛ إما لنشر أفكارها المتطرفة بين أبنائها والترويج لأعمال العنف والإرهاب، أو لتحقيق أهدافها السياسية بالوصول إلى السلطة أو التحريض ضد الأنظمة الحاكمة ومحاولة تشويه صورتها. 

 

وقال المركز في دراسة جديدة نشرها على موقعه الإلكتروني، إن الإخوان تستغل الأعداد الكبيرة من الجاليات المسلمة التي تعيش داخل المجتمع الفرنسي، وتسعى لنصب نفسها ممثلة عنها وبناء قاعدة شعبية لها تحت ستار شبكة من المنظمات والجمعيات الخيرية والاجتماعية، داعيًا إلى ضرورة إدراك المخاطر والتهديدات الخطيرة التي تمثلها الجماعة على أمن المجتمع الفرنسي، وعدم التعاطف معهم، فضلاً عن تشريع قوانين بعقوبات صارمة لكل من يثبت تعامله معها. 

 

  •  الجماعة نجحت في خداع رجال السلطة في فرنسا

وأضافت الدراسة: "استطاعت جماعة الإخوان أن تكن مألوفة في المشهد الإعلامي الفرنسي، حيث نجحت قيادتها في خداع بعض رجال السلطة والسياسيين وقادة الرأي في فرنسا وتكوين علاقات قوية معهم؛ من خلال تصوير الجماعة أنفسهم بأنهم مثالاً جيد للدين الإسلامي، حيث شذبوا لحاهم وارتدوا ملابس عصرية وأنيقة تختلف عن تلك النمطية التي يعرف بها المتشددون من جماعات الإسلام السياسي". 

 

واعتبرت أن جماعة الإخوان ستبقى معادية دائما للديمقراطية، حتى لو كان بإمكانهم أحياناً استغلال العمليات الانتخابية كأداة للوصول إلى أهدافهم، عندما يأملون جني بعض الفوائد منها، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن ممثليها يدعون عكس ذلك، فإن الحقائق موجودة تظهر أن أيديولوجيتهم تمثل عدواً معلناً للقيم العالمية، داعية إلى "فك خطاب المظلومية" الذي اعتادت الجماعة على الترويج إليه. 

 

  • اللعبة المزدوجة للإخوان 

ووفقا للدراسة، استغل الإخوان في فرنسا الجمعيات المناهضة للعنصرية واخترقوا المجالس البلدية، ووصلوا إلى المسؤولين المنتخبين والأكاديميين والصحفيين باتباع إستراتيجية "اللعبة المزدوجة" التي تتصف بالكذب، بالإضافة إلى أنهم طوروا اقتصادات قوية بالترويج ل "سوق الحلال" الذي يلاقي رواجاً من العديد من المسلمين في البلاد. 

وترى الدراسة إن تيارات الإسلام السياسي لاسيما تنظيم الإخوان على المؤسسات الفكرية والمنظمات الخيرية وعلى وسائل الإعلام في العديد من الدول الأوروبية، خاصة فرنسا، وتستطيع من خلال ذلك خدمة مصالحها ونشر وترويج أفكارها. 

 

ولفتت إلى أن حركات الإسلام السياسي تشترك بوجه عام فيما يسمي بالاستغلال السياسي للأزمات وتوظيفها سواء للوصول إلى السلطة أو التحريض ضد الأنظمة الحاكمة ومحاولة تشويه صورتها أو في التغلغل في المجتمع وبناء قاعدة شعبية لها، وخاصة ضمن أوساط الطبقات الفقيرة والمهمشة، مؤكدة أن جماعة الإخوان تأتي في مقدمة هذه الحركات التي لم تترك أزمة أياً كانت سياسيةً أو اقتصاديةً أو إنسانيةً إلا وحاولت استغلالها لتعظيم مكاسبها وتعزيز نفوذها. 

 

  • الإخوان يسعون حاليا لإنشاء دولة الخلافة وتغذية نزعة انفصالية خطيرة في فرنسا 

وذكرت الدراسة إلى أن العديد من التقارير الاستخباراتية كشفت أن مؤيدي الإسلام السياسي، يسعون حالياً إلى السيطرة على الجالية المسلمة في فرنسا من أجل إنشاء ما يعرف بـ "دولة الخلافة"، ويغذون في بعض المدن نزعة انفصالية خطيرة. 

وتابعت أن الأجهزة الاستخباراتية قد كشفت عن وجود علاقة بين جماعة الاخوان وبعض الأحزاب السياسية في فرنسا، حيث تربط بين بعضهم البعض مصالح سياسية مشتركة متمثلة في استغلال الإخوان للجاليات الإسلامية وتوظيفها لخدمة أهدافها في المجتمع الفرنسي، وخاصة فيما يتعلق بالممارسات السياسية. 

كما مثلت الكتل المنتمية للإسلام السياسي وسيلة للضغط على الدول الأوربية لدعم سياسيين أو أحزاب في الانتخابات، حيث يعطون أصواتهم وأصوات الجاليات المسلمة التي يشكل كتلة سياسية انتخابية كبيرة لدعم حزب معين أو خسارة أخر مقابل الحصول علي الدعم السياسي والمالي من الحكومة الفرنسية.

وأشارت إلى أن من أبرز الجمعيات المعروف صلتها بجماعة الاخوان في فرنسا: "منتدى المنظمات الشبابية والطلابية المسلمة الأوروبية" أو ما يعرف اختصارا بـ "FEMYSO"، واتحاد الجمعيات الإسلامية في فرنسا، بالإضافة إلى "التجمع لمناهضة الإسلاموفوبيا"، موضحة أن فرنسا تضم أكثر من 250 جمعية إسلامية على كامل أراضيها، منها 51 جمعية تعمل لصالح الإخوان. 

 

  • الإخوان تمثل خطراً كبيراً على المجتمع الفرنسي

واختتمت الدراسة بالقول "الإخوان وغيرها من الجماعات المتطرفة تمثل خطراً كبيراً على المجتمع الفرنسي، ولابد أن يتفهم ذلك الخطر كل من له مصالح مشتركة تدعمها هذه الجماعات سواء أكانت مصالح سياسية تتمثل في دعم حزب أو مرشح معين للفوز في الانتخابات، أو مصالح مالية كدعم المالي الذي تقدمه جماعة الإخوان إلى بعض المؤسسات".