رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روشتة النجاح على طريقة «عبدالغفور البرعى» الحقيقى: الأمل والصدق والإخلاص

عبدالغفور البرعى
عبدالغفور البرعى الحقيقى

فى أواخر التسعينيات من القرن الماضى، قدّم الفنان نور الشريف أحد أفضل أعماله التليفزيونية، وهو مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى»، الذى يحظى بشعبية كبيرة بين جموع الشعب المصرى، رغم مرور أكثر من عشرين عامًا على العرض الأول. 

ربما لا يعرف الكثير من الناس مَنْ هو البطل الحقيقى وراء قصة «عبدالغفور البرعى»، إنه الحاج نادى السباعى، ابن مدينة طنطا، الذى توفى فى الأول من ديسمبر عام ٢٠٢٠، وشيعته المدينة بأكملها إلى مثواه الأخير فى مشهد ملحمى، لن ينساه أبناء طنطا بسهولة.

بين أحياء كل المدن وفى قلب كل رجل يعمل فى مجال «الخردة» من يريد أن يصبح مثل «الحاج عبدالغفور البرعى»، لكن «نادى» وحده هو صاحب هذه الملحمة التى لا تتكرر كثيرًا، إذن هل الحظ وراء هذا النجاح، أم هناك روشتة نجاح التزم «السباعى» بتطبيقها؟.

لم يكن الطفل الصغير ذو الخمس سنوات، الذى توفى أبوه، تاركًا حِمل أربعة أشقاء آخرين على كاهل الجد والأعمام، يدرك أن الفتات الذى كان يحيا به نظير عمله فى محل عمه يمكن أن يكون نواة لثروة رجل عصامى، غير أن الأمل وحده فى هذه المرحلة هو الشىء الوحيد الذى امتلكه وكان له بمثابة طاقة هائلة.

«كان أملى أكون حاجة كبيرة»، فى أحد لقاءاته التليفزيونية قال «السباعى» إنه لم يكن يدرك على وجه التحديد ماذا يريد، وإن كل ما كان يعرفه حقًا هو الأمل فى الله، وشعوره بأنه سيصبح يومًا رجلًا ذا شأن كبير.

وفاة الجد كانت بداية تحقيق الأمل، عندها ورث عن جده مبلغ ٤٦ جنيهًا فى أوائل السبعينيات وقرر الاستقلال عن عمه والعمل بمفرده وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة.

الصدق مع الله ومع النفس وفى العمل، هو الشرط الثانى فى روشتة نجاح الحاج نادى، فلم يخن يومًا كلمة وعد بها الآخرين، حتى إنه وهو فى عمر التاسعة عشرة اشترى بضاعة بقيمة ٤٠٠ جنيه ولم يدفع فيها جنيهًا واحدًا، فلم يكن يملك شيئًا، وبعدما نجح فى بيعها وتحصل على مبلغ ١١٠٠ جنيه أعاد للرجل صاحب البضاعة أمواله على الفور، الأمر الذى جعله يمنحه الثقة ويعهد إليه ببضاعة أخرى.

الإخلاص هو الشرط الثالث الذى التزم به الحاج نادى، وحسب روايته، فقد منح العمل الكثير من الإخلاص، والكثير من الوقت أيضًا، فعلى مدار سنوات عمره كان أغلب الوقت يقضيه فى العمل، ورغم أنه صاحب محل كبير فإنه كان يتجول بالدراجة الخاصة به فى محاولة إيجاد نماذج جيدة للبيع أو الشراء، كأى عامل بسيط فى هذه المهنة، حتى عرف بأمر الطائرة التى جرت الإشارة إليها فى مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» ولكن بتفاصيل أخرى.

وعرض شراءها بمبلغ ١٠٠ جنيه، وبالفعل تم له ما أراده، ثم باعها خردة وبلغت قيمة القطعة الواحدة ما يقرب من ٧٠٠ جنيه، واحتفظ بكرسى من هذه الطائرة داخل الوكالة الخاصة به، حتى آخر يوم فى عمره.