رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلف النيران: شهادة إسرائيلى من كييف.. كيف يشارك فى الحرب؟

إيجال ليفين
إيجال ليفين

نشر موقع "ميكوميت" العبري تقريراً كتبه المحرر الإسرائيلي "أورين زيف" حول قصة "إيجال ليفين"، الشاب الأوكراني-الإسرائيلي، الذي عاد إلى أوكرانيا قبل ست سنوات، وهو يدرب السكان المحليين طواعية منذ ذلك الحين، ويشرح بدقة يوميات الحرب من كييف.

يشرح "ليفين" بصفته واحدا من الذين دربوا السكان المحليين الأوكرانيين على مختلف الجبهات ضد الغزو الروسي، لماذا فشل الروس في احتلال سريع  لأوكرانيا؟ وكيف وحد ​​الغزو الأوكرانيين؟ وماذا يدور الآن خلف النيران؟

من هو "إيجال ليفين"؟

جاء ليفين إلى إسرائيل عام 1996 مع عائلته، خدم ضابطا في فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، وحارب في عملية "الرصاص المصبوب"عام 2008، ثم أصبح ناشطاً في الاحتجاجات اليسارية في إسرائيل والضفة الغربية، وقبل 6 سنوات غادر إسرائيل لأسباب شخصية، ويعمل حاليًا كمحرر للقسم العسكري لمجلة Focus التي تصدر في كييف.

كان جده الأكبر  "ليفين" ضابطاً في الجيش الأحمر السوفيتي، وحارب النازيين كمتطوع، وقُتل عام 1944 في جبهة لينينغراد، ثم حارب جده التالي في أفغانستان. يقول “إيجال”: "لقد أوقف الجد الأكبر الغازي من الغرب، والآن انا أساعد في صد المحتل من الشرق.. عائلتي هي أجيال من العسكريين والضباط ، كل واحد منا في زمنه".

مكالمة من كييف

في مكالمة هاتفية في وقت سابق من هذا الأسبوع مع الصحيفة، فضل “ليفين” عدم الكشف عن موقعه بالضبط في أوكرانيا، من أجل الحفاظ على أمنه، وقال: “الوضع في المنطقة جيد وسيئ. هناك طعام وماء وكهرباء وتدفئة مركزية، كل هذا يعمل في الوقت الحالي، ولكن ليس في كل مكان. لكن ساحة المعركة ضخمة. إنها أكبر دولة في أوروبا من حيث المنطقة، وهناك معارك جوية لم نشهدها منذ عقود بالدبابات ومئات الآلاف من الجنود ومعارك الشوارع؛ فلم يتوقع أحد أنه في القرن الحادي والعشرين، أن زعيم قوة نووية سيبدأ مثل هذا الشيء الرهيب".

مضيفاً: "اليوم البلد كله موحد، يسار ويمين، من يتحدث الروسية ومن يتحدث الأوكرانية. أصدقائي المسالمون، الذين لم يؤيدوا المواجهة المحدودة على مدى السنوات الثماني الماضية وقالوا إنه يجب علينا التحدث إلى الكرملين، يخرجون الآن مع بنادقهم ودباباتهم الروسية المحترقة ".

أضاف “إيجال”:"أنا هنا منذ ما يقرب من ست سنوات. كنت ضابطا في الجيش الإسرائيلي، وأفهم قليلا عن الحرب، أدرب الأوكرانيين المتطوعين، أقوم بتعليمهم التكتيكات وفنون الدفاع عن النفس والإنقاذ، كما هو الحال في تدريب المشاة، وأيضًا أعلمهم بعض ما تعلمته في أحد دورات الضباط. أفعل ذلك طواعية من خلال جمعية محلية، هذه مبادرتي الشخصية، أنا لا أمثل الجيش الإسرائيلي ولا إسرائيل.

من أرض المعركة

كشف “إيجال” عن كواليس المعركة التي يشهدها ويشارك فيها قائلاً:" في أربعة أيام خسر الروس مقاتلين أكثر من سنوات القتال في سوريا، إنه مرتبط بالبيانات التي لدي من الميدان. هناك آلاف الروس قتلوا، قام الروس بتجنيد مجندين صغار السن، ليس لديهم دافع للقتال، انظر إلى الجنود الروس الذين تم أسرهم وصرخوا، الذين لا يفهمون سبب إرسالهم لاحتلال المدن، ومن ناحية أخرى، فإن الأوكرانيين لديهم الدافع لأن هذه حرب عادلة وهي رد على هجوم.

لماذا لم تنجح روسيا في احتلال أوكرانيا بسرعة؟

أجاب إيجال:"دخلت القوات الروسية من دون نشر قوات كالموكب، إنهم لا يقومون بتطهير الأراضي أو تأمين دخولهم، وهذا تفسيره أن القادة قيل لهم إن السكان ليسوا معاديين بل داعمين لهم، وأنها ستلتقي بالمحتلين بالورود  وبدلاً من ذلك، قام المدنيون بإلقاء قنابل مولوتوف عليهم".

الجنود الروس اعتقدوا أن الجيش الأوكراني ضعيف؛ لأنه بلد فقير، والجيش سوف يتفكك بعد أول قصف صاروخي، حيث ظن الروس أنه بعد تدمير الجهاز العسكري ومحور القيادة، سيتفرق الجيش الأوكراني وسيأتي الناس لاستقبالهم، ولكن هذا لم يحدث، ما حدث يشبه إلى حد ما ما حدث في الشيشان، تم مواجهتهم وقتلهم، لا يزال الوضع صعبًا، لكن في الوقت الحالي هم – الروس – لايتحكمون فعلياً في اي مدينة كبيرة، فقط القرى والبلدات الصغيرة.