رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقارير: توريد الأسلحة الأوروبية إلى أوكرانيا عملية محفوفة بالمخاطر

الهجوم الروسي على
الهجوم الروسي على أوكرانيا

أكدت تقارير عسكرية غربية، اليوم الأحد، أن جهود توريد الأسلحة إلى أوكرانيا تواجه عقبات متعددة، مشيرة إلى أن عمليات التسليم السريعة للمعدات العسكرية المناسبة لكييف سيكون أمرًا صعبًا ومحفوفًا بالمخاطر.

ووفق صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أكدت مصادر دفاعية ومحللون غربيون أن الوعد الغربي بالمساعدات لأوكرانيا  شيء مختلف عن سهولة توصيلها، فهناك تحدي كبير في تسليمها إلى القوات المسلحة الأوكرانية أو حركات المقاومة في حالة سقوط إدارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها اليوم، أن رد فولوديمير زيلينسكي كان واضحًا الأيام الماضية حينما عرضت عليه الولايات المتحدة الإجلاء من كييف يوم الجمعة، مؤكدا أنه في حاجة إلى الذخيرة والسلاح وليس رحلات ركوب.

وخلال قمة الناتو، أعلنت عشرات الدول الغربية أنها ستمنح الرئيس الأوكراني ما طلبه لدعم مقاومة بلاده ضد الغزو الروسي، فقد تعهدت الولايات المتحدة بتقديم 350 مليون دولار كمساعدات عسكرية، بالإضافة إلى 650 مليون دولار تعهدت بتقديمها خلال العام الماضي. 

وبحلول مساء السبت، تراجعت ألمانيا عن موقفها التاريخي المتمثل في عدم إرسال أسلحة إلى مناطق الصراع لتنضم إلى موقف الناتو.

وقال جون راين ، كبير مستشاري العناية الجيوسياسية في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن: "الخطاب السياسي لدعم المقاومة سهل ، وتقديمها عمليًا أصعب، لأنها تتطلب الاستثمار في الهياكل القانونية والسياسية اللازمة للحفاظ عليها، والخدمات اللوجستية لسلسلة التوريد التي تربط المساعدات العسكرية بقوات المقاومة التي ستستخدمها".

ويتمثل التحدي الأول في ضمان أن تكون عمليات التسليم من المعدات العسكرية المناسبة التي تزيد من القدرات الحالية وتتطلب القليل من التدريب.

وأوضح مصدر دفاعي رفيع للصحيفة البريطانية "المعدات العسكرية البسيطة هي الأفضل"، وهذا يعني تأمين معدات الاتصالات والرؤية الليلية، والصواريخ المحمولة المضادة للدبابات والطائرات، وبالطبع الذخيرة.

ونوهت "فايننشال تايمز"، أن إيصال الإمدادات إلى القوات الأوكرانية يمثل تحديًا أيضًا، فخلال الفترة التي سبقت هجوم روسيا يوم الخميس الماضي، كان يمكن لحلفاء الناتو تسليم المعدات عن طريق الجو أو البر، مباشرة إلى المستودعات العسكرية، لكن الطائرات المقاتلة الروسية تهيمن الآن على سماء أوكرانيا، وقال حلفاء الناتو إنهم لن يوفروا غطاء جويًا لأن ذلك سيعني فعليًا إعلان الحرب على موسكو كما أصبحت العديد من المطارات الأوكرانية غير صالحة للاستعمال بسبب الضربات الصاروخية.

نتيجةً لذلك، سيتعين على عمليات التسليم المستقبلية أن تنتقل بشكل أكثر سرية عبر الأراضي المتنازع عليها، وعلى الأرجح من بولندا التي تشترك في حدود 535 كيلومترًا مع أوكرانيا وكانت الوجهة الرئيسية لقوات الناتو المنتشرة في جناحها الشرقي هذا العام.

ويوم السبت، كانت هناك تقارير عن وصول القوات الروسية المحمولة جواً في غرب أوكرانيا، مما قد يعقد عمليات التسليم بشكل أكبر.

لكن التحديات تتزايد إذا ما تم الاستيلاء على كييف، وسقوط إدارة زيلينسكي، وانقسام الجيش الأوكراني واحتياطي الجيش على شكل فصائل قوات المقاومة وميليشيات مسلحة وحركات مدنية.

وقال مسؤول استخبارات غربي آخر "الناتو يعمل فقط مع الحكومات".

وقد تقع الأسلحة أيضًا في أيدي الروس وتنقلب على المقاومة، فمن ناحية بولندا، على الرغم من توقيعها مؤخرًا على اتفاقية أمنية ثلاثية مع أوكرانيا والمملكة المتحدة، قد ترفض البقاء كقاعدة للإمدادات في مثل هذا السيناريو المربك.

قال مسؤول استخباراتي غربي سابق: "قبول اللاجئين أمر يستحق الثناء، كما تفعل بولندا الآن لكن نقل الأسلحة سراً عبر الحدود شيء آخر فهو إجراء قد تعتبره روسيا سبباً للحرب".

وكانت التجربة الغربية في دعم الحركات المتمردة سواء كان ذلك في أمريكا الوسطى أو أفغانستان في الثمانينيات، أو سوريا حاليا محفوفة بالجدال القانوني والسياسي والأخلاقي. 

وقال محللون إن الدولة الوحيدة التي جعلتها ركيزة أساسية لاستراتيجيتها العسكرية هي إيران، التي أقامت شبكة من الحلفاء وحافظت عليها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

قال المصدر الدفاعي إذا سقطت الحكومة، سيحتاج زيلينسكي إلى الهروب من كييف إلى لفيف أو بولندا فهناك شتات أوكراني كبير وغني يمكنه تقديم الدعم له وبهذا يمثل الأمل والوعد بعودة أوكرانيا مجددا إذا سقطت في أيدي الروس.