رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» ترصد دور الجامعات المصرية في تنفيذ أعمال مبادرة «حياة كريمة»

حياة كريمة
حياة كريمة

منذ أن أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرة "حياة كريمة" لتلبية احتياجات القرى الأكثر فقرًا، وبعد مشاهدة التأثير الإيجابي الذي أحدثته في توفير حياة معيشية جيدة لملايين المواطنين، قرر عدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المشاركة في القوافل على اختلاف أنواعها 

 

أكد رؤساء جامعات على دعمهم لجهود الدولة في التنمية، من خلال المشاركة في المبادرة الرئاسية بإطلاق قوافل متكاملة للمناطق الجغرافية التى توجد الجامعة بمحيطها، تقدم عددًا من الخدمات التوعوية، الطبية، البيطرية، الزراعية، والغذائية، لسكان تلك المناطق لرفع مستوى الرعاية الصحية، والوعى المجتمعي.

أكدت أم إبراهيم على، أستاذ تمريض باطنة وجراحة بكلية التمريض جامعة طنطا، على ضرورة تكاتف جميع أعضاء هيئات التدريس بمختلف الجامعات لمبادرة "حياة كريمة"؛ نظرًا لأنها توصل رسالة عالمية بقدرة مصر على التغير، و تقفز بالريف خطوات متقدمة. 

 

واستطردت "أم إبراهيم" أن القوافل شملت إمداد الأفراد بمعلومات صحية حول كيفية الوقاية من الأمراض المزمنة كالسكر والضغط، ونصائح  لتجنب الإصابة بفيروس كورونا،  بالإضافة إلى خطورة المضادات الحيوية ودواعي استخدامها وثيرها على صحة الفرد وعلاقتها بالأمراض الخبيثة. 

 

وواصلت: "تتضمن القوافل أيضًا إرشادات للسيدات حول الأمراض النسائية التي قد تلاحقهم، وكيفية الوقاية من سرطان الثدي وطرق التعرف عليه وأهمية الفحص الشهري له، وتوجيهات للنساء الحوامل عن السلوكيات الصحيحة المتبعة أثناء الحمل،فضلًا عن توعية الأمهات بالطرق الصحيحة في التغذية السليمة للأطفال". 

 

وأضافت : " يتم تخصيص بكل قافلة قسم خاص بأمراض الأطفال الجسدية والنفسية، والتوعوية بالإرشاد النفسي، وطرق تعامل الأمهات مع مشكلات فرط الحركة والتوحد وغيرها من الأمراض النفسية التي تجهلها ثقافة الريف"، مشيرة إلى دور تلك القوافل في نشر التوعية وتقليل معدلات الإصابة بالأمراض والكشف المبكر عنها. 

وقالت إيمان أبو الفضل، منسق عام قوافل حياة كريمة بجامعة المنصورة، في حديثها لـ"الدستور"، إنها واجهت عدة صعوبات منذ بداية دخول المبادرة الرئاسية مركز شربين، ولكن بمرور الوقت تمكنت من التغلب عليها، وذكرت أن أبرز الصعوبات التي واجهتها، تمثلت في عدم توافر قواعد بيانات عن الخصائص السكانية للقرى، واحيانًا كانت توجد قواعد بيانات، ولكن لم يتم تحديثها منذ فترة طويلة، لذا كانت تجد صعوبة كبيرة في تحديد احتياجات أهل القرى من الندوات التوعوية.

 

وأضافت: "تمكنت من إعداد قواعد بيانات خاصة عن عدد سكان كل قرية، ونسبة الإناث والذكور والأطفال بها، وذوي الإعاقة، وعدد الطلاب في المدارس، وخريجي الجامعات، والمتسربين من التعليم، فضلًا عن احصائيات بالعاملين بها من الرجال والنساء".

 

وأردفت: "ساعدتني تلك الاحصائيات في تحديد القوافل والندوات التوعوية التي تحتاجها كل قرية، فبعض القرى التي رصدت بها زيادة عدد المتسربين من التعليم، عقدت بها عدة ندوات حول أهمية التعليم وفائدته في حياة الفرد، وأجريت بها العديد من فصول محو الأمية".

 

وتابعت "أبو الفضل" أنها بعد قدرتها على معرفة احتياجات كل قرية، ظهرت مشكلة أخرى أمامها، آلا وهي قلة إقبال أهل القرى على تلك الندوات، ولكن لم يستمر ذلك الأمر كثيرًا؛  لقيامها بزيارات ميدانية للسيدات في منازلهم، وعقد لقاءات جماهيرية مع الرجال والشباب، وذلك بالتعاون مع متطوعي المبادرة بكل قرية.

دينا ناصر أيضًا، كانت إحدى الطالبات المشاركات في معسكرات كلية التربية الرياضية بجامعة سوهاج، تقول في حديثها لـ"الدستور"، إنها التحقت بالفوج الأول الذي أطلقته الجامعة، متوجهة إلى مركز جرجة الذي عانى من فقدان الحياة الطبيعية لسنوات طوال؛ ما جعل الطلاب يعملون فور وصولهم على تنظيف الأماكن الرديئة، وإزالة جميع المعوقات التي يواجهها قاطنو القرى.

وقالت: "منذ اللحظة الأولى لدخولنا قرية المنشاة، وجدنا المنطقة متدهورة تمامًا، القمامة منشرة في كل مكان، والحشرات تملأ الأرصفة، لذا بدأنا على الفور في تنظيف كل ما يعيق المنطقة، باستخدام الأدوات التي وفرتها لنا الجامعة، من أدوات مسح وكنس وقفازات يدوية لحمل القمامة ووضعها في أكياس بلاستيكية".

أضافت: "تم تقسيم الطلاب إلى مجموعتين، مجموعة بشوارع القرية يزرعون الأشجار ويرسمون الأرصفة، ومجموعة أخرى داخل مركز الشباب ينفذون أعمال الخدمة العامة، ويعيدون ملاعب كرة القدم إلى شكلها الطبيعي بعد أن كانت مُدمرة تمامًا، ولاحظنا في نهاية المعسكر إعجاب الأهالي الشديد بما أنجزناه خلال اليوم، والتقطنا صور عدة قبل وبعد تنفيذ الأعمال حتى نشعر بالفخر فيما بعد".

عبرت الفتاة عن مشاركتها في ختام حديثها، قائلة: "اكتسبت خبرات ومهارات بعد مشاركتي في معسكر الجامعة التابع للمبادرة الرئاسية،أيضًا ساعدتني في تكوين شخصيتي، فالتجربة  التي خضتها تُعد الأهم في الحياة العملية، وعززت رغبتي في التطوع لمساعدة الآخرين".