رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف طورت «حياة كريمة» مواهب فتيات القرى النائية؟

حياة كريمة
حياة كريمة

إلى جانب عملها على تطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات والمرافق العامة في القرى الأكثر فقرًا، أولت المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، اهتمامًا خاصًا بالفتيات في القرى، ونظمت لهم قوافل رياضية جعلتهن يشعرن بالمساواة مع الذكور والفتيات بالمدن.

استهدفت القوافل الرياضية الفتيات في القرى المحرومة التي لا يوجد بها منشآت ومراكز شباب، وأتاحت لهم أنشطة رياضية متعددة منها كرة الطائرة وكرة القدم وسباق جري وبعض الألعاب الصغيرة كشد الحبل والكراسي الموسيقية وغيرها من الفعاليات الأخرى، في إطار تشجيعهم على ممارسة الرياضة. 

بدورها تواصلت "الدستور" مع بعض الفتيات الذين شاركوا في تلك الفعاليات التي نظمتها "حياة كريمة" حيث قالت هناء ثابت، أخصائية رياضية مشاركة بالقافلة الرياضية في محافظة الفيوم، إنه تم شن قوافل رياضية في القرى والمناطق المفتقرة للخدمات الرياضية من منشآت ومراكز شباب في عدة مراكز بالمحافظة منها مركز أطسا ويوسف الصديق وأبشواي وطامية.

وذكرت ثابت: "أتاحت القوافل الرياضية مشاركة فتيات القرى بالفعاليات الرياضية المختلفة من كرة القدم وكرة الطائرة وألعاب القوى وسباق الجري وبعض الألعاب الرياضية الصغيرة مثل شد الحبل والكراسي الموسيقية"، موضحة أنهم يقنعوا أهالي القرية قبل التوجه إليها بأهمية مشاركة الفتيات من خلال نشر التوعية بمدى استفادتهن من ممارسة الأنشطة الرياضة.

وأشارت الأخصائية الرياضية إلى أن القافلة شهدت إقبالًا كثيفًا من الفتيات؛ لكونها المرة الأولى التي تخصص لهم قوافل رياضية داخل قريتهم، موضحة أن القافلة الواحدة كان يتخطى عدد المشاركات فيها ١٠٠ فتاة، وتراوحت أعمارهن ما بين ٨ : ١٧ سنة، وكان معظم المشاركات في المرحلة الإعدادية.

وأضافت أنه في نهاية اليوم الرياضي توزع على جميع الفتيات المشاركات تيشرتات رياضية لحثهم على الاستمرار في ممارسة الرياضة، فضلًا عن نشر رسائل توعوية لأهالي الفتيات حول فوائد الأنشطة الرياضية ومدى تأثيرها على صحة الفتاة بدنيًا وذهنيًا، فضلًا عن إقناع بعض الأهالي بضرورة مشاركة بناتهن في الفعاليات خاصة في حالة اكتشاف مواهبهم الرياضية.

بينما ذكرت آيات جمعة، صاحبة ١٠ سنوات، إحدى المشاركات في القافلة الرياضية، أنها أول مرة تنضم إلى فاعلية رياضية؛ كونها المرة الأولى التي توجه لهم أنشطة رياضية معبرة: "أخيرًا لقينا حد بيشجعنا على ممارسة الرياضة في قريتنا، ويوجهلنا قوافل رياضية، لم نرى ذلك سابقًا".

وأضافت أنها عرفت عن موعد قدوم القافلة من خلال والدتها، فأخبرت أصدقائها بها، وذهبوا إليها جميعهن، مضيفة أنها شعرت بفرحة كبيرة عندما اصطحبتها أمها للقافلة؛ لكونها كثيرًا ما كانت ترفض أن تشارك بأي نشاط رياضي، ووجدت أهالي صديقاتها برفقتهن في القافلة، يشجعهن ويصفقن لهن في حالة تقدمهن في سباق الجري أو إحرازهن الأهداف.

وتابعت أنها لم تتوقع أن القافلة تحتوي على فعاليات رياضية متنوعة، حيث شاركت في معظم الأنشطة بها، ولعبت شد الحبل مع بعض الفتيات في نفس عمرها، وحصلت على المركز الأول في ماراثون الجري والكراسي الموسيقية، وعن شعورها أثناء تواجدها بالقافلة، أكدت: "كنت في غاية سعادتي، ولم أرغب في عودتي إلى المنزل بعد انتهاء القافلة، وتمنيت أن تستمر لليوم التالي، وأن تكون موجودة بصفة دائمة في قريتي، كي أذهب إليها يوميًا واقضي وقتًا ممتعًا".

ووجهت "آيات" شكرها للرئيس عبد الفتاح السيسي ولمبادرة "حياة كريمة" التي شنت قوافل رياضية تشجع الأطفال والفتيات على ممارسة الرياضة، وتنشر الوعي لدى الأهالي بضرورة ممارستها، راغبة في توافر تلك القوافل بشكل مستمر في قريتها؛ حتى يستطعن المداومة على ممارسة الرياضة.

رنا أحمد البالغة من العمر ٩سنوات، القاطنة في مركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، قالت في حديثها لـ"الدستور"، إنها ولدت مكفوفة، وحرمت من نعمة البصر، واكتشفت والدتها  أنها تتمتع بأذن موسيقية تمكنها من التقاط الأغاني وحفظها بسهولة كبيرة؛ لذا نصحها جميع من حولها بالتوجه إلى قصر الثقافة لتنمية موهبتها، ولكنها خشيت من عدم القدرة على التكيف مع الأطفال، فلم تذهب إليه إلا منذ شهور قليلة.

وتابعت أنها عرفت في أولى أيام تواجدها بالقصر الثقافي، أن مبادرة "حياة كريمة" تقدم دورات تدريبية في الغناء، فانضمت لها، وعن مدى استفادتها من الورش التدريبية التي استمرت قرابة شهر، أوضحت: "استفادت منها كثيرًا، وعرفت نوعية الأغاني الملائمة لطبقة صوتي، وتمكنت من ضبط مخارج الحروف، وأجادتُ الغناء بشكل احترافي، واكتسبت ثقة كبيرة في نفسي من خلال غنائي أمام حشود جماهيرية ضخمة، فكنت على مدار خمسة عشر يومًا انتقل بين قرى مركز ساحل سليم؛ للغناء في الحفلات الخاصة بالمبادرة".

وأضافت الفنانة الصغيرة أنها لم تسعها الفرحة عندما اختارها مدرب الورشة الفنية لإحياء الاحتفالية التي شهدتها وزيرة الثقافة بإحدى قرى المركز، وتأكدت أثناء صعودها على مسرح الغناء من قدرتها على ممارسة حياتها بشكل طبيعي وأنها ليس لديها إعاقة تمنعها من تحقيق أحلامها.

وأردفت: "تكريمي بشهادة تقدير من الوزيرة وكبار الرموز الثقافية، فضلًا عن التصفيق الحار من الحاضرين بالحفلة جعلني أفخر بنفسي"، مشيدة بجهود مبادرة "حياة كريمة" في النظر للمواهب من ذوي القدرات الخاصة وسعيها بإدخال السرور عليهم، موجهة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لحرصه على الاهتمام بكل ما يخصهم في شؤون الحياة المختلفة حتى الجوانب الترفيهية.