رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الرمال البيضاء».. أحدث تطبيقات النصب الإلكتروني على المواطنين

النصب الإلكتروني
النصب الإلكتروني

عجت وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث والشكوى من عمليات نصب واحتيال وقعت باسم تطبيق إليكتروني جديد انتشر خلال الفترة الأخيرة عُرف باسم "الرمال البيضاء" استحوذ على أموال المواطنين، وهو تطبيق ادعى مؤسسيه إمكانية التربح من خلاله والحصول على ملايين الجنيهات.

ولكون حلم الثراء السريع يراود الكثيرين، سارع الآلاف إلى الاشتراك به لينكشف الأمر بالنهاية أن ما هو إلا خدعة كبيرة تسرق أموالهم لتتسبب في خسائر فادحة لكل من اشترك فيه قُدرت بين 3 و5 مليارات جنيه.

وبعد أيام وجيزة من انتشار البلاغات ضد هذا التطبيق، استطاعت قوات الأمن بوقت قياسي ضبط القائمين عليه، وذلك من خلال تحديد مستخدمي الهواتف المحمولة المحول إليها قيمة اشتراك المجني عليهم، لتنتهي التحقيقات باستهداف المتهمين.

وتبين أن أحد وكلاء ذلك التطبيق بكفر الشيخ حثّ المواطنين على الاشتراك مقابل حصوله على نسب من الأموال المحصلة، وأنشأ حوافظ مالية إلكترونية لتحويل الأموال عليها.

كما تبين أن عدد المتهمين به8 بخلاف مؤسسه، وكان بينهم سيدة و تم ضبطهم في 3 محافظات وبحوزتهم المبالغ المالية، والتحويلات البنكية وأوراق عقارات بـ6 مليون جنيه، وكشفت قوات الأمز أنهم استطاعوا الحصول على 31 مليون جنيه من الضحايا.

واعتمدت فكرة النصب في تطبيق "الرمال البيضاء" من خلال زعم مؤسسيه أنه يتضمن مجموعة من الباقات المختلفة، التي يمكن للمستخدم ربح الأموال من خلال الاشتراك في أيًا منها.

من خلال هذه الباقات، يُحدد للمشتركين  عددًا من المهمات التي يطلب منهم تنفيذها، وحين يقوم المُشترك بالتسجيل في التطبيق لأول مرة يحصل على 10 جنيهات كهدية، ويحصل معها على 5 مهمات كل مهمة ثمنها جنيهًا واحدًا، وذلك لتجربة التطبيق.

واستكمالًا لخداع هذا المستخدم ومحاولة جذبه يمكّن ذلك التطبيق المشترك من سحب 30 جنيهًا، ويطلب منه تنفيذ 5 مهمات بشكل يومي إلى أن يُجمع 30 جنيه، وبذلك يستطيع أن يسحبه من خلال واحدة من كبرى شركات الاتصالات بمصر.

أما عن باقاته قسّمت إلى سبع باقات سنوية تصل قيمتها إلى 30 ألف جنيه مصري، على أن المستوى الأخير يطلب من المستخدم تنفيذ 165 مهمة يوميًا يزعم التطبيق أنه بتحقيقها يحصل المستخدم على أرباحًا سنوية تزيد عن 95 ألف جنيه مصري.

وعن هذا التطبيق، قال د.حسام النحاس، أستاذ الاتصال والإعلام في حديثه، لـ"الدستور”، إن تطبيق"الرمال البيضاء"ما هو إلا حيلة جديدة لممارسة عمليات النصب والإحتيال وجمع أموال المستخدمين، موضحًا أنه تطبيق غير موثوق به على الإطلاق كما أنه غير متوافر على متجر الهاتف سواء للهواتف التى تعمل بنظام الأندرويد أو IOS، مشيرًا إلى أن عملية النصب فيه تتم من خلال خداع المستخدمين بإمكانية الحصول على أرباح يومية عن طريق قيامهم بعمليات الإعجاب أو المشاهدة للمحتوى الموجود عليه.

وتابع أن حقيقة الأمر تؤكد أن تلك ما هي إلا عملية نصب مكتملة الأركان لا بد من محاربتها بقوة من خلال التصدي والمعاقبة الرادعة.

وأضاف أن خطورة الأمر في أنه قد لا يتوقف فقط على النصب والاحتيال المادي بل قد يتطرق إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال جمع البيانات الشخصية لملايين المستخدمين واستغلالها كما حدث مع تطبيقات أخرى سابقة وتعريضها بذلك لأخطار جمة.

لذا كشف في ختام حديثه عن خطورة الاشتراك بأي تطبيق مجهول المصدر ودعا إلى عدم المغامرة بذلك مهما قدمت تلك التطبيقات من ميزات، لافتًا إلى أنها بالنهاية تكون واهية وغير حقيقية، وذلك لكي لا يتورط المُشترك فى مخالفات مالية وجنائية منها تسهيل عملية النصب والإحتيال على المستخدمين وجمع أموال دون سند قانونى.

وظهر تطبيق الرمال البيضاء منتصف أكتوبر 2021، وقاما بعض المؤثرين بالترويج له عبر مجموعة فيديوهات تشرح كيفية الربح من التطبيق للمستخدمين، والتي ترتكز على طريقتين الأولى نظام الشجرة العمودي يحصل فيها المستخدم على 15% من قيمة اشتراك كل عضو جديد، إضافة إلى 5% من قيمة اشتراك المشتركين الباقين، والثانية عبر اتمام المهمات اليومية السابق الإشارة إليها.