رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير مركز خبراء «رياليست» الروسي لـ«الدستور»: أزمة أوكرانيا تثير مخاوف كبيرة لأوروبا

أوكرانيا
أوكرانيا

قال دكتور عمرو الديب أستاذ مساعد في معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي- جامعة لوباتشيفسكي الروسية ومدير مركز خبراء رياليست الروسي، أنه من المستبعد وقوع مواجهة حقيقية بين أوكرانيا وروسيا والتي يعلم الجميع نتائجها بالفعل.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إن الرغبة الروسية في التهدئة مرتبطة بشكل كامل بالامتثال الأوكراني لبنود اتفاقية مينسك، والمشكلة الأكبر تتمثل في المطالبات الأمنية الروسية وعدم الرد عليها حتى الأن بشكل يرضى روسيا من جانب الغرب.

وأوضح أن العالم أمام أزمتين، الأولى وهي السياق العام المتمثل في الحرب الباردة بين روسيا والغرب، والأزمة الأخرى هي الخوف الروسي من هجوم اوكراني على منطقة دونباس. 

وحول الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، قال الديب إن اطلاق المساعي الدبلوماسية مبنية على جهود فرنسا و ألمانيا، اللتان تسعيان فعلا لحل هذه الأزمة التي ستؤثر بشكل سلبي واضح على الأمن القومي الأوروبي.

وأضاف أنه إذا وقعت حرب بين روسيا وأوكرانيا فنتيجتها معروفة على المستوى العسكري، لكن بالنسبة للنتائج العامة والاقتصادية بشكل خاص ستخسر روسيا العديد من النقاط و هذه الخسارة ستؤثر عليها بلا شك. 

وحول تأثير النزاع بين أوكرانيا وروسيا على أمن أوروبا، أوضح الديب إن فكرة الحرب داخل الحدود الأوروبية في حد ذاتها مخيفة بالنسبة للدول الأوروبية الكبيرة (فرنسا، المانيا وايطاليا)، لذلك هناك تحركات حثيثة فرنسية-ألمانية لوقف فرص هذه الحرب. 

ونوه بأنه في حال نشوب حرب، سوف يكون هناك عقوبات أمريكية ضد روسيا وهو امر محسوم طبقاً لتصريحات القادة الأمريكان والأوروبيين وهم جادين في ذلك ويريدون ذلك فعلاً ما عدا فرنسا وألمانيا وإيطاليا. 

وتابع أنه لا يمكن لأحد أن يجزم بأن بوتين اتخذ قرار الحرب أم لا، حتى الرئيس الامريكي، فلو أن جو بايدن يمتلك هذه المعلومات الدقيقة فعلا، فعلى روسيا عدم الدخول في أي حرب حتى يتم تنظيف الساسة الروس من الخونة الذين نقلوا هذه المعلومة أولاً .

وحول اتخاذ روسيا للمسار الدبلوماسي، قال  الديب أن الدبلوماسية هي فقط بالنسبة لروسيا الرجوع الى بنود اتفاقية مينسك وغير ذلك لن تتقبله روسيا بشكل واضح تماماً. 

وأشار إلى أن الازمة سوف سيكون لها تداعيات كبيرة على الامن الغذائي في بريطانيا، لاسيما وان روسيا وأوكرانيا منتجين للقمح و الحبوب الأخرى كبار في العالم، وأي عمليات عسكرية يمكنها فعلا التأثير على هذه الأسواق كما هو الحال في سوق النفط و الغاز، ودولة مثل بريطانيا لن تقف عاجزة أمام أزمة كهذه خصوصاً وأن أستراليا وكندا منتجين كبار أيضاً للحبوب و تربطهما علاقات وطيدة جداً مع لندن.

واختتم أن حل الأزمة يتمثل في الرد بإيجابية على المطالبات الأمنية الروسية، حيث أن روسيا تشعر بأن الغرب لا يحترم آرائها ولا رغباتها، والقيادة السياسية الروسية لا ترضى بذلك بأي حال، لذلك الأزمة مستمرة ولو بدرجات متفاوتة تختلف بإختلاف الوقت والظروف.