رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المونيتور» تحتفى بألواح «الأوستراكا»: غنية بالمعلومات عن الحياة المصرية القديمة

أرشيفية
أرشيفية

أشاد موقع "المونيتور" الأمريكي بألواح "الأوستراكا" أو القطع الفخارية المنقوشة بنصوص كاشفة عن الحياة اليومية في العصرين البطلمي والروماني، المكتشفة على يد البعثة الأثرية الألمانية المصرية المشتركة.

واكتشفت بعثة ألمانية مصرية مشتركة أكثر من 18000 قطعة فخارية تسمى “أوستراكا” تعود إلى العصر البطلمي وبداية العصر الروماني و جاء هذا الاكتشاف، الذي أعلن عنه في 8 فبراير، خلال أعمال تنقيب في منطقة الشيخ حمد بالقرب من معبد أثريبس غربي محافظة سوهاج.

ووفقًا للباحثين في جامعة توبنغن بألمانيا، فإن النقوش التي تعود إلى 2000 عام وتضم شظايا خزفية وتقدم تفاصيل عن الحياة المصرية القديمة وهي تشمل قوائم بالآلهة والمعلومات التجارية، بالإضافة إلى تمارين القواعد والمسائل الحسابية للأطفال، بما في ذلك الأسطر المكتوبة على ما يبدو كعقاب من قبل الطلاب الذين يسيئون التصرف.

وتمت كتابة أكثر من 80% من النقوش المكتشفة بالخط الديموطيقي (شكل متصل من الكتابة الهيروغليفية المصرية)، وهو أحد النصوص الثلاثة القديمة الموجودة على حجر رشيد، وشملت أخرى الهيروغليفية والهيراطيقية والعربية القديمة والقبطية.

ونشأت العديد من القطع الفخارية من مدرسة قديمة، وفقًا للأستاذ بجامعة توبنغن كريستيان ليتز، الذي قاد الحفريات جنبًا إلى جنب مع فريق من وزارة السياحة والآثارو قال ليتز في بيان صحفي: "هناك قوائم بالأشهر والأرقام.. و "أبجدية الطيور".

وقال الباحث في علم المصريات والمرشد السياحي بسام الشماع لـ "المونيتور": إن نقوش النقباء تفوق آثار المعابد من حيث الأهمية التاريخية، وعلى الرغم من أهميتها الفنية والمعمارية، تظل المعابد لسان حال ملكية لهذه الفترات، والغرض منها في الغالب هو تمجيد الملوك، في حين أن الأوستراكا هي دفاتر ملاحظات".

ووفقًا للبيان الصحفي للبعثة، تشاركت مئات القطع الفخارية في رمز واحد متكرر، يعتقد علماء الآثار أن هذا دليل على أن "الطلاب الذين أساءوا التصرف" أجبروا على الكتابة كعقاب.

وجاء في البيان الصحفي لجامعة توبنغن أنه من النادر جدًا العثور على مثل هذا الكم الهائل من الفخار القديم، وتم اكتشاف كمية مماثلة مرة واحدة فقط من قبل، أثناء التنقيب في مستوطنة قديمة للحرفيين في دير المدينة، بالقرب من وادي الملوك في الأقصر.

وقال شمّاع: "قد لا تكون هذه القطع الفخارية مثيرة للإعجاب من حيث الشكل مقارنة بالاكتشافات الأثرية الأخرى، لكنها غنية بالمعلومات عن الحياة المصرية القديمة". 

وتابع: “يأتي هذا الاكتشاف في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في القرن الحادي والعشرين، بعد اكتشاف وادي الجرف للبرديات بالقرب من الشاطئ الغربي لخليج السويس. تكشف النقاب عن تاريخ مصر القديمة وشعوبها أكثر من البرديات".

ويقع معبد أثريبس بالقرب من مدينة سوهاج الحالية على الضفة الغربية لنهر النيل. بدأت جامعة توبنغن ووزارة السياحة والآثار المصرية العمل هناك في عام 2003، للبحث عن معبد بناه الفرعون بطليموس الثاني عشر. يتضمن الموقع الأثري الأوسع بقايا قبر ومحاجر ومستوطنة.

ومن جانبه قال حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية ، لـ "المونيتور": إن الكتابة القديمة على الفخار كانت "أكثر انتشارًا لأنها أرخص من البرديات ويسهل الوصول إليها". 

وأضاف: “كان النص الديموطيقي هو النص الشائع لعامة الناس وظهر في الأسرة الخامسة والعشرين ، واستمرت حتى نهاية العصر الفرعوني وامتدت إلى العصرين البطلمي والروماني".

وأوضح عبد البصير: "إن العدد الكبير من القطع التي تم العثور عليها، وخاصة تلك ذات الرموز المتكررة، سيسهم في دراسة النصوص القديمة. سوف يساعدوننا في ترجمة النصوص الديموطيقية.