رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ساعدت «حياة كريمة» في نشر التوعية بحقوق المرأة؟

حياة كريمة
حياة كريمة

تعمل المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس السيسي، علي حماية المرأة الريفية من خلال تنظيمها عدة حملات، من بينها "طرق الأبواب"، لتوعية وتحذير السيدات من بعض الممارسات الاجتماعية الخاطئة، بالتنسيق مع المجلس القومي للمرأة.

وتهدف حملة "طرق الأبواب" إلى التصدي لكافة أشكال العنف الموجة ضد المرأة في القرى، سواءختان إناث أو زواج مبكر أو حرمان من التعليم، وذلك من خلال تدريب مجموعة من الرائدات الريفيات على توصيل رسائل توعوية للنساء بشأن خطورة تلك التجاوزات على الصحة الجسدية والنفسية للفتيات، وتعريض الأهل للمسألة في حالة قيامهم بالانتهاكات المخالفة للقانون.

"الدستور" تواصلت مع الواعظات الريفيات اللائي يذهبن إلى السيدات في منازلهن ويعقدن ندوات معهن لتوعيتهن، وأيضًا مع النساء المستفيدات من الحملة ليوضحن مدى استجابتهن للرسائل التوعوية.

نجوان شعبان: انخفض ختان الاناث بالقرية بفضل المبادرة

قالت نجوان شعبان، رائدة ريفية بقرية بساط كريم الدين في مركز شربين بالدقهلية، إن عملها يحتم عليها الدخول في منازل السيدات الريفيات، والتحدث معهم في كافة مشكلاتهم المتعددة وتوجيه نصائح لهن في كل ما يخص حياتهم، وكان ختان الإناث من أبرز المشكلات التي رصدتها أثناء عملها؛ لذا التحقت بمبادرة "طرق الأبواب" التي نظمتها مبادرة "حياة كريمة"، لتكون بمثابة واعظه ترشدهن في كيقية التصدى لها.  

أضافت "نجوان" أنها تزور السيدات في منازلهن، وتشرح لهن خطورة تختين بناتهن على صحتهن الجسدية والنفسية وكيفية تأثيره على علاقتهن بأزواجهن، وتقدم نماذج لفتيات تعرضن لأضرار جسيمة إزاء تختينهن، موضحة عقوبته القانونية، ورأي الدين فيه بأنه ليس له علاقة  بالعفة والشرف، وإنما يرتبط ذلك بأسس التربية السليمة، وأحيانًا تعقد ندوات تجمع بين المشايخ والأطباء لعرض آثاره السلبية على الفتاة جسديًا ونفسيًا؛ حتي تقتنع كافة نساء القرية بشكل وافي.

وتابعت "بعد إنضمامي للمبادرة، أصبحت أزور خمسين سيدة في اليوم الواحد لتوعيتها بخطورة الختان، بعكس السابق كنت أزور ثمانية ستاتفقط، وعن مدى استجابتهن لها، وأوضحت:"أقتنع الكثيرون خاصة عند حديثي عن المسألة القانونية التي تلحق بالأم والأب والطبيب في حالة إقدامهمعلى تلك الجريمة "، مشيدة بفضل المبادرة في تكثيف الرسائل التوعوية التي أدت لانخفاض نسبة ختان الإناث بالقرية بشكل ملحوظ.

واختتمت الواعظة الريفية حديثها لـ"الدستور" موجهة الشكر للرئيس السيسي الذي يحرص على زيادة الحملات التي توعي النساء الريفيات بخطورة بعض العادات والتقاليد الخاطئة الموروثة التي تنجم عنها مشاكل كبرى قد تدمر حياتهم أو تعرضهم للعقاب.

نورا محمد : عقدت حلقات نقاشية للتوعية بخطورة الزواج المبكر

نورا محمد، رائدة ريفية بقرية مية المخلص في مركز زفتي بمحافظة الغربية، قالت في حديثها لـ"الدستور" إنها تعمل كواعظة للسيدات في قريتها منذ أحد عشر عامًا،  تقوم كل شهر بزيارة 35 سيدة في منازلهن؛ لتعريفهن بالأثار السلبية للزواج المبكر على الفتيات، لكن أصبحت تقصد ٣٠٠ سيدة في الشهر، وذلك تنفيذًا  لحملة "طرق الأبواب".

تابعت "نورا" أنها تقوم بعمل حلقات نقاشية مع سيدات القرية بهدف الترويج لأضرار زواج القاصرات على صحة الفتاة والجنين، مشيرة إلى أنها تلجأ لتخويف أهل الفتاة بعرضها حالات لفتيات تم تزويجهن مبكرًا، وتسببت لهن مشاكل صحية وصلت لحد وفاتهن أو فقدانهن الجنين، مع توضيح عدم حماية حقوقها في حالة الانفصال عن الزوج أو وفاته قبل بلوغها السن القانوني.

وذكرت أنه في حالة إصرار الأهل على زواج بناتهن دون الوصول لسن ١٨ عامًا ، تقوم بالاتصال بخط نجدة الطفل للتدخل في الأمر وإنقاذ الفتاة، موضحة  أنها تطلب من كافة السيدات التي تزورهم نشرالتوعية للنساء الأخريات الائي لا يعرفن أضراره المتعددة.

أشادت الرائدة الريفية بجهود مبادرة "حياة كريمة" في زيادة  الحملات التي تستهدف نساء الريف؛ لكون معظمهن أميات لا يدركون حجم الخسائر الكبرى التي تقع على بناتهن جراء تزويجهن في سن مبكر، لافتة إلى اقتناع كثير من نساء القرية بعدم تزويج بناتهن قبل بلوغهن السن القانوني؛ تجنبًا لمخاطره الصحية والقانونية.

عطيات شعبان: نبحث مع السيدات عن حلول لمشكلاتهن

قالت عطيات شعبان، رائدة ريفية بقرية قلهانة التابعة لمركز أسطا بمحافظة  الفيوم، إن حملة "طرق الأبواب" تستهدف زيارة النساء في القرى أمام منازلهن، خاصة غير المتعلمات اللائي لا يدركن خطورة ارتكاب بعض التقاليد الخاطئة التي ورثن عن أهلهن دون وعي منهن بأنها جريمة في حق بناتهن، فجاءت مبادرة "حياة كريمة"، طارقة أبوابهن من أجل حماية فتياتهن.

وعن طبيعة عملها، أوضحت: "أقصد منزل كل سيدة بمفردها، وأحيانًا أقوم بتجميعهم في منزل إحدى السيدات ونتناقش حول مشكلاتهن ونبحث عن كيفية إيجاد حلول لها"، مشيرة إلى أن أكثر المشكلات التي رصدتها تتمثل في اقتناع أهل الزوج بضرورة تختين أحفادهن، وتزويجهم مبكرًا للتخلص من حملهن من على عاتقهم، وتقوم في هذه الحالة بالتواصل معهم محاولة إقناعهم بأضراره على صحة الفتاة ومخالفتهم للقانون.

تابعت عطيات أنها تلجأ إلى إقناعهم من خلال ذكر مأساة الفتيات اللائي تم تزويجهن في سن مبكر، متذكرة إحدى فتيات القرية التي تزوجت في سن ١٤ عامًا، وأنجبت طفلة دون أن تصل للسن القانوني، وانفصلت عن زوجها، وهي حاليًا لا تتمكن من استخراج شهادة ميلاد لطفلتها لعدم توثيق عقد زواجها.

وأشادت بجهود مبادرة "حياة كريمة" التي كان لها مردودًا إيجابيًا بالتخلي عن فكرة زواج القاصرات؛ لكونها مبادرة يدعمها الرئيس السيسي، مطالبة بضرورة زيادة تلك الحملات بشكل مستمر للقضاء بشكل نهائي على الأفكار الخاطئة التي تدمر مصير فتيات الريف.