رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدرس المستفاد في موضوع الست وداد!


التجاوز الذي حدث بحق السيدة "وداد حمدي" معلمة السنبلاوين يجب ألا يمر مرور الكرام، أن تخرج معلمة فاضلة وسيدة محترمة، قامت بواجباتها ومقتضيات عملها، وأثبتت بالدليل العملي أنها أمينة ومؤتمنة علي مستقبل زهرات الوطن وبراعمه من إحدي صروح العلم في معية البوليس وحمايته، بعد أن نالها ما نالها من تطاول البعض عليها وتجاوزهم في حقها بالترهيب والسب واللعان " والتهديد بالضرب كمان "هذا ما لم يستطع عقلي إلي الآن استيعابه، أفهم أن يخرج لاعب كرة، تسبب في هزيمة فريقه بإحدي المباريات الهامة في حماية رجال الشرطة حرصاً علي سلامته، وخوفاً من بطش الجماهير به، أفهم أن يحدث هذا حيال لاعب كرة أو حتي فريق بأكمله!
أفهم أن يصنع رجال الأمن كردوناً حول أحد "المستريحين" أثناء عملية اقتياده إلي عربة الشرطة بعد إلقائهم القبض عليه، خشية أن يفتك به ضحاياه انتقاماً علي أكله لأموالهم بالباطل، أفهم هذا أيضا! 
ولكن أن تتعرض رئيس لجنة امتحانات للإهانة بسبب قيامها بواجبها، هذا ما يأبي عقلي تصديقه! 
لقد كان المشهد قاسياً علي العين، مؤلماً للنفس، موغراً للصدر، موجعاً للقلب، كان كفيلاً وكافياً لنقول لقد آن الأوان، وبات من واجبنا الآن وضع ضوابط حاسمة وإجراءات حازمة لحماية المعلم والمعلمة من سخافات البعض وحماقتهم .
ضوابط وقواعد واجراءات يلتزم الجميع بتطبيقها " مجبرين أو مختارين" لو أردنا ببلدنا الخير، أولها إحترام ( الأستاذ أو المعلم ) .
مهابة العلم وقيمته، ومكانة المعلم وهيبته، أمور ينبغي على الجميع صونها والحفاظ عليها وإجلالها، عبارة سبق لي أن قلتها، وها أنا اليوم أكررها وأؤكدها وأعض عليها بالنواجذ!
وأري أن ما جري مع السيدة "وداد" معلمة السنبلاوين هو جريمة بكل ما تحويه الكلمة من معان ولابد لها من عقاب! 
لابد من أن ينال جزاؤه كل من أقدم علي الإساءة إلي المعلمة، سواءاً من الطالبات أو أولياء أمورهن .
يقولون أن من أمن العقاب أساء الأدب، فهل شممتم يا سادتنا في كل الذي جري مع الأستاذة "وداد" أي رائحة للأدب؟
لماذا لا نسن تشريعاً ينص علي أنه يعاقب بالفصل أو الحرمان من أداء الإمتحانات كل طالب تجاوز في حق معلم أو معلمة سواءا بالقول أو الفعل؟!
لماذا لا يصدر قرارا بمنع تجمهر أولياء الأمور أو غيرهم حول أسوار، أو في محيط المدارس خلال أيام الامتحانات أو في غيرها من الأيام؟ 
( ورايحين يعملوا إيه؟ ولاّ وجودهم هيفيد الطلاب بإيه؟ ) .
لقد تم تكريم المعلمة الفاضلة " الست وداد" علي يد السيد محافظ الدقهلية، لتكون مثالاً يُحتذي وقدوة تُقتدي، تسر علي نهجها زميلاتها ويحذوا حذوها زملائها في باقي صروح العلم، وهو أمر محمود للمحافظ نقدره عليه ونشكره  . 
قامت الشرطة أيضاً بدورها ونحن بدورنا نشكرهم  . 
بقي فقط قرار منع التجمهر حول المدارس، وتغليظ العقوبة بحق كل متجاوز، ولي أمر كان أو طالب أو دارس .
وليكن درسنا المستفاد في موضوع "الست وداد" 
أنه بالنهاية لا يصح إلا الصحيح  . 
حفظ الله مصر وأهلها وأعان قائدها  .