رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأورومتوسطي للإسلام اليوم»: الفقه أساس تحقيق مقاصد الشرع

المركز الاورمتوسطى
المركز الاورمتوسطى لدراسة الاسلام اليوم

دعا المركز الأورو متوسطي لدراسة الإسلام اليوم، على لسان رئيسه الدكتور منير القادري بودشيش إلى التّفكير الجادّ في البدائل القيميّة والمراجعات الجريئة في اتّجاه المناحي البنّاءة للحضارة الإنسانية، مشددًا على أنه لا يمكن لمجتمع أن ينهض ويتقدم إلا في إطار منظومة القيم المجتمعية، موردا مقولة المفكر والمؤرخ البريطاني  لأرنولد توينبي التي تلخص دراساته الحضاريّة "الحضارات لا تموت قتلاً، وإنّما تموت انتحارًا" ، وفسر القادري مقولته بأنها تأكيدا منه على أنّ الانهيار الحضاريّ يحصل على أثر العجز الأخلاقيّ والدينيّ، جاء ذلك خلال مشاركة "البودشيشي" فى فعاليات الليلة الصوفية رقم 90 والتى تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بالتعاون مع مؤسسة الملتقى المركز الأورومتوسطي. 

وأوضح:  أن مشروع بناء الإنسان الصالح في نفسه المصلح في مجتمعه وتهذيبه من الداخل وحده الكفيل بتحقيق مقاصد الاستخلاف وعمارة الأرض، وأضاف أن من بديهيّات مضامين ديننا أن نعتبر الأخلاق والقيم أساسَ صعود الحضارات أو سقوطها.

ونبه "القادرى" إلى أنه لا تقدم اقتصادي ولا مادي، إلا بالاهتمام  بالرأسمال المعنوي الروحي واللامادي للأمم، وذلك في تكامل مع سائر مقومات الحياة الأخرى الفكرية، الاقتصادية، والاجتماعية وغيرها، خاصة في ظل ما صار يتطلبه هذا العصر من ضرورة تخليق الحياة العامة  بعدما اكتوى العالم بنار الأفكار الداعية إلى فصل القيم عن الممارسة السياسية والاقتصادية والثقافية.

وأعتبر أن الدرس الأخلاقي الإسلامي لا يمكنه أن يصبح درسًا جادًّا قادرًا على التأثير في حياتنا اليوميّة وحياة من حولنا، مالم يحظى بشيء من الاهتمام والتركيز مما يحظى به الدّرس الفقهي، وأردف شارحا أن المطلوب هو أن تتداخل المسألة الأخلاقيّة مع إشكاليات المعرفة الفقهية ومقتضيات العيش والواقع، وأن يتحوّل هذا الحقلُ سؤالاً ملحًّا عصريًّا حسبَ تعبير الفيلسوف المغربيّ الدّكتور طه عبدالرّحمن في كتابه الهامّ "سؤال الأخلاق". 

وتساءل "القادري" مستغربا كيف يُمكننا أن نعرض قيمنا الروحية والأخلاقية هذه على العالم ونحن لا نزال متردّدين في التعبير عن أهمّيّتها و مدى تأثيرها وان كانت متقدّمة على الفقه أو لاحقة به، لافتا في معرض إجابته الى أنّ الفقه هو أساس لِتحقيق مقاصد الشرع وإتمام مكارم الأخلاق.