رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جدل بين علماء الآثار حول «الجنين المحنط» داخل مومياء مصرية

مومياء مصرية
مومياء مصرية

أثار" الجنين المحنط" الذي تم العثور عليه داخل مومياء مصرية فرعونية حالة من الجدل بين علماء الأثار وفقًا لما أورد موقع المونيتور الأمريكي.

وكشفت ورقة بحثية نُشرت في يناير الماضي،  من قبل علماء مشروع" مومياء وارسو"، أنه تم العثور على مومياء تخص امرأة حامل توفيت بين 20 و 30 عامًا، ووصلت المومياء إلى وارسو عام 1826 داخل تابوت و في ذلك الوقت، كان يُعتقد أن المومياء ذكر، حيث حددها نقش التابوت ككاهن ذكر اسمه حور دجيهوتي، مما أضاف المزيد من الغموض إلى القصة و ربما تكون المومياء الأنثوية قد سُرقت أو نُقلت إلى تابوت الكاهن.

ويعتقد الباحثون أن المرأة تنتمي إلى المجتمع الرفيع المستوى في طيبة، بالنظر إلى الجودة الجيدة لتحنيط الجسد،  ويعتقد أيضًا أن المرأة كانت حاملًا بين 26 و 30 أسبوعًا ، وأن الجنين "تم تحنيطه والحفاظ عليه" داخل الرحم.

وقالت مارزينا أواريك-سيسيلكي ، إحدى باحثي الفريق البولندي ، لمجلة Science in Poland ، "أثناء عملية التحنيط، تم تغطية المتوفى بالنطرون، وهو خليط الصوديوم الطبيعي، من أجل تجفيف الجسم،  ومع ذلك، بقي الجنين في الرحم، حيث يعتبر كان محفوظًا داخل بيئة حمضية. 

ومع ذلك ، في مقابلة هاتفية مع "المونيتور"، قالت سحر سليم ، أخصائية الأشعة في جامعة القاهرة ، "لا يمكن الكشف عن أي عظام من خلال فحوصات المومياء، و لذلك  فإن اكتشاف الجنين غير مؤكد و ما تصفه النتائج البولندية بأنه جنين ليس سوى لفات من مواد التحنيط".

وتابعت: "لم يتم الكشف عن تكوينات تشريحية أو عظام،  فليس من المنطقي أن تذوب عظام الجنين ويبقى جسده سليمًا، و أيضًا  في عملية التحنيط  يتم إزالة الرحم مع الأمعاء، وإلا فإن الجسم سيتعفن، ويكون التحنيط فاشلًا".

وقالت سليم: "إن كتلة الحوض لا يمكن أن تكون رأس الجنين، كما تدعي الدراسة البولندية؛ لأن عظام جمجمة الجنين لم تلتحم، مما يعني أن الجمجمة كانت ستتفكك وتنهار بعد الموت".

وأضافت أن عملية التحنيط في مصر القديمة كانت تزيل الدواخل من الجسد لمنعه من التفكك، والرحم هو بيئة بكتيرية غنية، مما قد يؤدي إلى تسوس المومياء وهذا هو السبب في عدم اكتشاف وجود جنين داخل مومياوات المصريين القدماء.

وفي أبريل 2021، ضجت وسائل الإعلام بأخبار مشروع  مومياء وارسو، حيث  دافع فريق البحث البولندي عن نظريته في ورقة بحثية منشورة، بحجة أن هذه الظاهرة تشبه الأجسام المحنطة بشكل طبيعي مثل قشر البيض الذي يحتوي على الكثير من الكالسيوم أو عظام الإنسان.

وقارنت الدراسة العملية بوضع بيضة في وعاء مليء بالحمض، مما يتسبب في إذابة القشرة، تاركًا الزلال والصفار وهذا يفسر، بحسب الصحيفة، قلة العظام لدى الجنين، حيث أن البيئة في جسم الإنسان قلوية وتصبح حمضية بعد الوفاة، مما يؤدي إلى إذابة العظام.

وأضافت الصحيفة، أنه حتى الشهر السابع من الحمل، فإن عظام الجنين ضعيفة التمعدن، مما يجعل تذويبها أسهل من عظام الأطفال الأكبر سنًا والبالغين.

وقالت سامية الميرغني، أستاذة الأنثروبولوجيا والمديرة السابقة لمركز البحوث والحفاظ على الآثار، لـ "المونيتور": "إن سبب اكتشاف مومياء حامل هو وفاة الجنين والمرأة الحامل خلال الولادة  وهو ما تم الكشف عنه بواسطة الأشعة المقطعية للمومياء".

وأضافت أنه في مصر  لا يتم إجراء فحوصات التصوير المقطعي المحوسب على جميع المومياوات، ولكن إذا تم توسيع هذه الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية، فيمكننا اكتشاف العديد من المومياوات المماثلة.

وأكد ت "الميرغني"، أن وزارة الآثار لا تزال تبحث ما إذا كانت المومياء قد غادرت مصر بشكل قانوني أم عن طريق التهريب.

ومن جانبه، قال زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، لـ "المونيتور"، إن الاكتشاف ليس الحالة الأولى لمومياء حامل، إذ تم اكتشاف مومياء حامل أخرى في عام 2010 تعود لـ4600 عام، وتم اكتشافها في مقابر العمال الذين بنوا الأهرامات.