رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموضة في زمن الـ كورونا.. الذكاء الاصطناعي و الجرأة سلاح دور الأزياء لعام 2022

أزياء
أزياء

◄  صناعة الأزياء مهيأة للتعافي خلال عام 2022.. والذكاء الاصطناعي حالة مستقبلية لجميع عناصر الموضة

كان العامان الماضيان يمثلان تحديًا للموضة، لقد تغير سلوك المستهلك بشكل مفاجئ، وعانت سلاسل التوريد من اضطرابات، وشهدت ثلاثة أرباع شركات النسيج انخفاضًا في إيراداتها بنحو 90٪، مع استمرار عواقب الوباء في التقدم الذي لا يمكن التنبؤ به، فهل يشهد عام 2022 انتعاشا غير مسبوق، وما هي الاتجاهات التي سيلجأ إليها المستلهكون، وأبرز التقنيات الجديدة.

سلاسل التوريد في صناعة الأزياء

تشير العديد من التقارير  إلى أن صناعة الأزياء مهيأة للتعافي خلال عام 2022، على الرغم من أنه من المتوقع أن يتطور هذا الانتعاش بشكل غير متساو اعتمادًا على المنطقة، تميل البلدان التي لديها أنظمة اقتصادية قوية ومرنة إلى التعافي بشكل أفضل من الضغوط، لذلك يجب على الشركات الدولية أن تكون صارمة في قراراتها الاستثمارية ، وأن تبحث عن بدائل تسمح لها بجعل أنظمة التوريد الخاصة بها أكثر مرونة وتقليل مخاطر السوق.

تعتمد صناعة الأزياء على شبكة معقدة من سلاسل التوريد التي تمر بحالة حرجة، يتوقع 87٪ من الشركات  أن نقص المواد الخام واختناقات النقل وارتفاع تكاليف الخدمات اللوجستية قد يؤدي إلى انخفاض هوامش الربح خلال العام المقبل، لذلك سيتعين على العلامات التجارية أن توازن بين سرعة التجارة والحاجة إلى تخفيف الضغط على سلسلة التوريد، يجب أن يتم تسريع الإنتاج والتخطيط، وكذلك وضع خطط الطوارئ في مكانها الصحيح.

القطع الجريئة تسيطر على المشهد في 2022

بعد سلسلة صعبة من العروض الافتراضية أثناء الوباء لكبرى الماركات العالمية، عادت الموضة أخيرًا إلى منصات العرض في سبتمبر 2021، وبناء على ذلك كان الاتجاه السائد لمعظم دور الأزياء هى الملابس الجريئة والتي استخدمها المصممون لاستعراض عضلاتهم الإبداعية، وغالبًا ما تظهر الاتجاهات كرد فعل على القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فالقطع الجريئة والباهظة التي نراها عبر مدارج 2022 هي على الأرجح رد فعل للقيود التي كنا نتعرض لها جميعًا نتيجة لذلك الوباء.

ويبقى السؤال من لندن إلى باريس، سواء كانت ماركات الملابس البريطانية مثل بربري أو ماركات الملابس الفرنسية مثل شانيل، وسواء كانت عروض الأزياء مزينة بقطع مشرقة وجريئة وكانت مفقودة في خزاناتنا لسنوات.. هل نجرؤ على ارتدائها؟

أحدث الاتجاهات في عام 2022

 الفرار الصناعي

عند الحديث عن الفخامة المعاد تعريفها، تعتقد شركة Confetti – التي ارتدت تصاميمها بيونسيه وماري جي بليج وماريا كاري  أن الفراء الصناعي سوف يجتاح الأسواق في عام 2022، قالت الشركة: "لقد تحسن الفراء الصناعي بشكل كبير على مر السنين والعديد من العلامات التجارية تستخدمه على أزيائهم، إنه متعدد الاستخدامات وهو عنصر أساسي رائع لإكمال المظهر.. إنه غني وخالد.

طبقات فضفاضة

ارتدت جيجي حديد الجينز الضخم، لذلك يعتقد أن المطبوعات الأنيقة والمقاسات الفضفاضة وكل شيء فضفاض ستكون كبيرة هذا العام أيضًا، فتصميمات 2022 تركز على اتجاه السترات الضخمة.

الفساتين الطويلة

نستعد لموسم كامل من الفساتين المختلفة بالألوان الفاتحة التي ستسيطر على ربيع وصيف 2022

الذكاء الاصطناعي في صناعة الأزياء

سيصبح الذكاء الاصطناعي حالة مستقبلية لجميع عناصر الموضة، صناعة الأزياء مهيأة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة من عملها بدءًا من التصنيع والتسويق وبيع المنتجات لفهم سلوك المستهلك وخلق الوعي وتطوير المنتجات وتتبع الطلب، في السنوات القادمة ستُستخدم روبوتات المحادثة وشاشات اللمس في المتاجر لتحسين تجربة العملاء واقتراحات المنتجات المخصصة.

 تتطلب الأزياء الناجحة الرائعة المزيج الصحيح من التصميمات والأنماط لتصميم الزي، مما يجعله جذابًا بين العملاء، الذكاء الاصطناعي قادر على القيام بذلك إلى جانب اكتشاف اتجاهات الطلب وتوقع الاتجاهات الجديدة مع تقليل خطأ التنبؤ، سيكون تصميم المنتج المستقبلي مدفوعًا إلى حد كبير بالذكاء الاصطناعي لدرجة أنه سيظهر على أنه المصمم نفسه.

من المقرر أن تبلغ قيمة الذكاء الاصطناعي في تجارة التجزئة 19 مليار دولار بحلول عام 2027 ، وكان الوباء هو الوقت المناسب للشركات لتسريع اعتماده.

كيف تحافظ دور الأزياء على ريادتها في 2022؟

البروفيسير مايكل سليمان صاحب كتاب لماذا تموت ماركات الأزياء وكيف تنقذها؟ يرى أن العديد من العلامات التجارية للأزياء ينتهي بها المطاف في سلة المهملات إذا لم تتكيف بسرعة مع الاضطرابات الصناعية التي كانت تختمر لسنوات عديدة ولكنها كانت كبيرة وتفاقمت بسبب كوفيد.

المرونة في مواجهة الاتجاهات المتغيرة هي الكفاءة الأساسية التي يجب أن تتمتع بها جميع دور الأزياء، نظرًا لأن التغيير جزء لا يتجزأ من النظام الإيكولوجي للأزياء، يقول سليمان: "إنه بندول يتأرجح من جانب إلى آخر لأنه لا يوجد شيء اسمه دائم في الموضة".

مع المزيد من حالات الإفلاس وإغلاق المتاجر وخفض الوظائف التي لا مفر منها، يجب على العلامات التجارية للأزياء إعادة التركيز على هوية عملائها الحقيقيين، مفتاح الخلاص لهذه الشركات هو التركيز على 20٪ أفضل عملائها، بدلاً من 80٪ آخرين، أحد أكبر الأخطاء التي ترتكبها العلامات التجارية هو تركيز انتباهها على جذب عملاء جدد.

في حين أن الملابس غير الرسمية والملابس الترفيهية كانت محرك النمو على المدى القصير، فإن العملاء سيعودون إلى الملابس الاستثمارية بقطع أقل ولكن أفضل.

مي نصار: الباستيل يسيطر على الموضة والجيب الطويلة خيار الجمهور

مصممة الأزياء مي نصار تحدثت لـ"الدستور": " بعد ثلاثة أعوام من الانهيار على شتى المجالات، بدأ عالم الموضة يتنفس الصعداء، وسيبدأ المستهلكون مرة أخرى في تداول عملية البيع والشراء، خاصة مع بدايات شهر رمضان، وأضافت أن الذوق العام للمصريين أصبح يبتعد عن الرفاهيات ويركز على الكماليات، يركز على القطع المستدامة التي يمكن تنسيقها على أكثر من شىء ويستخدمها عدة مرات.

وعلى الرغم من أن ماركتها تركز أكثر على الألوان اللامعة، والتي تتناسب أكثر مع المناسبات، إلا أنها تؤكد أن تلك المنتجات أصبحت مقتصرة على فئة بعينها.

وقامت نصار بعمل استطلاع على صفحتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن اتجاهات الموضة التي سيقبل عليها العملاء خلال الفترة المقبلة، ووجدت أن الذوق العام تخلى عن ألوان النيون واتجه إلى الباستيل مثل الأصفر والبمبي الفاتح، حتى ألوان اليود كالبنيات قد تم التخلي عنها، كذلك الاتجاه في طريقه إلى الأقمشة السادة وليست المزخرفة.

 

سيتم التركيز أيضا على الجيب الطويلة والتي كنا في افتقاد إليها، فكان الاتجاه السائد إما الشورتات أو البنطلونات الطويلة.

مصممين مصريين على الساحة في 2022

بدأ المصممون المصريون بالفعل في إحداث موجات في عروض الأزياء والأحداث الدولية، يتبادر إلى الذهن فريدة تمراز، كواحدة من أشهر ممثلات الموضة المصرية، ووصف النقاد فساتين السهرة التي ارتدتها فريدة بأنها هوت كوتور مطرز نادر.

تجذب فريدة قلوب الكثيرين بالملابس المصرية الفخمة ولمسات من الذهب والاستخدام الممتاز للأقمشة، وغالبًا ما تشيد العلامة التجارية بجذورها الثقافية من خلال البحث عن الإلهام من الفراعنة القدماء.

 ستوديو كوجاك

تنضح إبداعات مصمم الأزياء مهند كوجاك بأجواء معاصرة، مبنية بتقنيات مصمم الأزياء، قطع مهند هي عمل فني حقيقي لأنها ليست جميلة فقط، كل قطعة تحكي قصة.

كما أنه يستمتع بدمج عناصر غير متوقعة مثل التول الناعم مع الزخارف الذهبية القوية لفساتينه، تصميمات Kojak هيكلية، وغالبًا ما تكون مطرزة بشدة بالترتر والزينة والديكور رائعة ومليئة بالفخامة.

الأختين

أختين تترجم إلى العربية "أخوات"  أسسها الأخوان آية ومنز عبد الرؤوف، يتعاملان مع مشاهير عالميات مثل بيونسيه وجيجي حديد وكريس جينر.

أشواق مسامر: ألوان الطبيعة تحارب اليأس والعزلة

وتقول أشواق مسامر خبيرة الموضة والأزياء أنه على الرغم من تأثر عالم الموضة بكوفيد وافتقاد عروضة الموضة لما يقرب من 18 شهرا فقد خرج العالم أقوى، وأكثر تعافياً ومعه قطاع الموضة يحتفل بالعودة للحياة مرة أخرى، ولكن هذه المرة فقد عاد العالم للحياة الحقيقة الطبيعية المعتادة والتي يحبها ويألفها الجميع يتخللها الحنين للماضي واللحظات التي عاشاها العالم قبل الأزمة، ومعه ما اكتسبه من الحياة الرقمية وعالم الاتصال عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بمشاعر مواكبة الأحداث وسرعة تخطيها، وذلك من خلال  الألوان والموديلات لمواسم عام 2022 وخاصة موسم ربيع وصيف 2022 .

 

ألوان هذا الموسم مستوحاه جميعها من الطبيعة الهادئة الخلابة، مصدر البهجة والطاقة الإيجابية والإلهام للأفكار كاللون الكريمي، الذي يبعث على الراحة والتفاؤل، ولون زهرة الأوركيد، الذي يجمع بداخله سحر الحياة الواقعيه وجمالها وتقنيات الحياة الرقمية التي فرضتها علينا العزلة بسبب "كوفيد-19" واللون الزيتوني المستوحى من جمال الطبيعة البرية التي تجلب الراحة والسكون والطمأنينة لمن يرتديه، والأصفر المضئ "أو لون شراب المانجو"، اللون الذي يعزز مشاعر السعادة والإحساس بالرفاهية، ولون الأزرق الأطلنطي الداعم للطاقة الإيجابية والحرية والإنطلاق، كلها ألوان تم اختيارها لتعويض العالم عن تلك الفترة العصيبة من العزلة والتي سيطر عليها مشاعر الحزن والفقد والخوف الشديد.

No description available.

الكورشيه والبدل الكسلاسيكية.. هل نعود بالموضة إلى الوراء؟ 

أما بالنسبة للموديلات فتوضح مسامر أنه تم اختيارها هي الأخرى لتجمع ما بين عراقة الماضي والحداثة المعاصرة، وكأن خبراء الموضة والأزياء قد قرروا تقدير كل ثانية نعيشها أو قمنا بمعايشتها سابقاً، فالوقت والمشاعر الدافئة والتواصل بين الأفراد، شئ ثمين لا يمكن الاستغناء عنه، وحينها قرر العالم استمرار التواصل وقهر العزلة الإجبارية لجائحة كورونا بالتكنولوجيا التي هونت الكثير على العائلات والأفراد، حيث  يظهر هذا الموسم البدلات العصرية التي تجمع بين الكلاسيكة والكاجوال، وكذلك الكارديجان القصير وخاصة المصنوعة يدويا من خيوط الكروشيه، وكذلك الملابس المصنوعة من القماش الذي يميل لمربعات الشطرنج، والموديلات المصنوعة من الأقمشة المقلمة سواء بالطول أو بالعرض أو بشكل هندسي، وتم الابتعاد قليلاً عن الشكل النمطي للفساتين التقليدية بموديلات عملية أكثر تتناسب مع ما تتحمله المرأة من مسئوليات في حياتها.

ولكل مصمم من مصممي الملابس لبيوت الأزياء العالمية تأثيره وأسلوبه ونمط التصميم الخاص به بما يتوافق واستراتيجية بيت الأزياء والعناصر الأساسية التي يعتمد عليها، ولكن رغم الاختلاف والإبداع فقد اتفق الجميع على تعويض ما فات والاستفادة بإيجابيات ما مررنا به أثناء أزمة انتشار فيروس كورونا، والتأكيد على قدرتنا على التجاوز والتخطي.