رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صديقى يعتمد على حديث من قال «لا إله إلا الله دخل الجنة» ويفعل الذنوب.. ما حكم الشرع؟

الذكر والصلاة
الذكر والصلاة

ورد سؤال من أحد المتابعين إلى الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عبر البث المباشر الذي يجريه على صفحته للرد على المتابعين يقول: صديق لى يفعل الذنوب والمعاصى ومستمر على ذلك، وعندما أقدم له النصيحة للكف عنها يقول لى الرسول قال من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فما حكم الشرع في هذه المسألة؟.

ورد مرزوق قائًلا: "لابد هنا من التوفيق بين الأحاديث التي تبين أن: ( من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار) رواه مسلم، وبين ما ثبت من عذاب بعض الموحدين: وذلك بأن أهل التوحيد سيدخلون الجنة وإن عذب بعضهم في النار.

وأضاف أستاذ التفسير، فالمراد بتحريم النار عليه كما في حديث مسلم السابق هو تحريم الخلود لا تحريم الدخول، وعلى هذا فالذي يموت من المخلطين بتضييع ما أوجب الله عليه، أو بغعل ما حرم عليه فهو في المشيئة لا يقطع في أمره بتحريمه على النار ولا باستحقاقه الجنة لأول وهلة، بل يقطع بأنه لا بد من دخوله الجنة آخرا، وحاله قبل ذلك في خطر المشيئة إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه بفضله .

وتابع: أن هذا ويدل على ذلك أيضا حديث عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: ( بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفي منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه، فبايعناه على ذلك).

وقال العميد السابق إنه يتضح من خلال ما سبق يتبين لنا حل الإشكال السابق، كما يتبن لنا أن أحاديث الرجاء السابقة بأن من قال لا إله إﻻ الله دخل الجنة ليست متكأ لأهل الكبائر والمرتكبين للموبقات بأنهم لن يعاقبوا، إذ من ذا الذي يضمن لهم أن الله عز وجل لن يعاقبهم ولا سيما فيما يتعلق بحقوق العباد، والسعيد من أخذ من ممره إلى مقره واستعد لعرضه على ربه .

وأكد على أنه لابد لكل مسلم أن يؤدي ما فرضه الله تعالى عليه وأن يتقي الله تعالى ولاسيما فيما يتعلق بحقوق العباد فربما يموت فجأة فيكون بذلك قد أوبق نفسه والعياذ بالله، وليعود كل واحد منا لسانه على الإكثار من الإستعفار آناء الليل وأطراف النهار فإن الله تعالى وعد المستغفرين بالمغفرة، ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا).