رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المتحور الخفي».. لا تكشفه اختبارات «كورونا» وينتشر بسرعة فائقة

كورونا
كورونا

في الأيام القليلة الماضية، ظهر متحور جديد من فيروس كورونا، وأصاب العديد من المواطنين في مختلف دول العالم، وتبيَّن أن الإصابة بالعدوى الخاصة به شديدة للغاية، كونه تابعًا لمتحور أوميكرون وتُعرف سلالته باسم "الشبح"، وأكد العلماء أن أغلب الإصابات بالفيروس حاليًا سببها انتشار المتحور الجديد.

وبحسب تقرير علمي تم نشره بصحيفة "نيويورك تايمز"، كشف أحد علماء الفيروسات في لندن، أنه من المتوقع حدوث ارتفاعًا كبيرًا في معدل الإصابات بالبلدان التي لم تصل لذروة المرض بعد، وفي أبحاث أخرى أعدها باحثون في جنوب أفريقيا، بّين أن اختبار (PCR) لا يمكنه اكتشاف الجين الثالث بمتحور "أوميكرون".

ويُذكر أن متحور أوميكرون له 3 فروع، تنتمي أقدم عينة منه إلى BA.1، فيما كانت BA.2 أقل شيوعا، ويبدو أن BA.3 الذي كان أكثر ندرة، هو نتاج نوع من الجنس الفيروسي، في حين أن اختبارات (PCR) يمكنها تحديد اثنين فقط من هذه الجينات، بسبب طفرة في الجين الثالث.

من جانبها، أكدت الدكتور نهلة عبدالوهاب، أخصائي أمراض المناعة، أن المتحور الجديد المعروف محليًا باسم "ابن أوميكرون" أو "الشبح"، لم تظهر خطورته في مصر حتى وقتنا هذا، في الاختبارات الخاصة بالمرض تكتشف بشكل واضح سلبية أو إيجابية العدوى، لكن متحور"أوميكرون" نفسه مازال يتوغل بين المواطنين، ومن الممكن أن تنتشر منه جينات العدوى في أي وقت ممكن.

وحذرت أيضًا من التهاون مع الإصابة بعدوى فيروس كورونا، خاصة في الوقت الذي تشهد فيه البلاد ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بالمرض، وانتشار نسخ جديدة من متغيرات الفيروس، وتكون أعراضها أكثر شدة، لكن حاليًا يتم إجراء الدراسات العلمية على المتحور الجديد، لمعرفة آليات التعامل السليم مع انتشاره.

وأوصت "عبد الوهاب" في حديثها لـ"الدستور"، بضرورة الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية التي نوهت إليها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان، ومتابعة المنصات الخاصة بهم للاطلاع على كل ما هو جديد، ومعرفة طرق الوقاية الجيدة من الإصابة بفيروس كورونا ومتحوراته.

وتابعت: "رغم ارتفاع عدد الإصابات بالمتحور الجديد في مختلف دول العالم، إلا أن خطورته لم تصل للحد الكبير، فقد شاهدنا متحورات عدة تظهر منذ بداية الجائحة، لكنها تختفي في وقت ما، وهنا يجب أن نسلط الضوء على اللقاحات المضادة للفيروس، ودورها الكبير في مجابهة المرض".

واختتمت: "أعراض المتحور الجديد لا تختلف كثيرًا عن المتحورات الأخرى، لكن أغلب الحالات التي أصيبت به لم تظهر عليهم أي أعراض، لذا يجب أخذ الحذر بطريقة كبيرة خلال الفترة المقبلة، وفور الشعور بأي أعراض يجب التوجه إلى أقرب مستشفى، لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وتناول العلاج المناسب للتعافي من المرض نهائيًا".

أطلق العلماء اسم "الخفي" على المتحور الجديد، بسبب فشل  اختبارات PCR في اكتشافه، ومازالت محاولات التتبع للطفرة الجينيةمستمرة من قبل الباحثين، من خلال تحليل التسلسل الجيني للعينات من الاختبارات الإيجابية.

ففي الأسابيع الأخيرة، أصبح BA.2 أكثر شيوعًا في بعض البلدان، وأبرزهم كانت دولة الدنمارك، التي أُصيب فيها بالمتحور الجديد نحو 65% من الحالات الجديدة، بحسب معهد Statens Serum Institute.

ووجد الباحثون هناك أن الأشخاص المصابين بـ BA.2 ليسوا أكثر أو أقل عرضة للدخول إلى المستشفى من أولئك الذين يعانون من BA.1، فقد أكدوا أن اللقاحات كانت فعالة ضد BA.2 مثل BA.1.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن السلالة الجديدة من متحور "أوميكرون"، تختلف عن الطفرات السابقة بسبب الطبيعة الجديدة للبروتين الشوكي للفيروس، فالمعلومات عنها  لا تزال قليلة، لحين إعلان السلطات الصحية في المستقبل عن معلومات أكثر عنها.

ونوهت المنظمة إلى أعراض متحور أوميكرون بشكل عام، منها حكة وسيلان الأنف والعطس وصداع الرأس، إلى جانب آلام العضلات.