رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«علاج افتراضي».. تفاصيل مبادرة التشخيص والعلاج عن بُعد بالمجان

العلاج عن بعد
العلاج عن بعد

في الفترة الماضية، كانت قد أعلنت مديرية الشؤون الصحية بمحافظة الوادي الجديد، عن تنفيذ مبادرة وزارة الصحة للعلاج والتشخيص عن بعد بالمجان، للتخفيف على المريض من أعباء وتكاليف التنقل وتكبد مشاق السفر.

تواصلنا في السطور التالية مع الأطباء المسؤولين عن تطبيق المبادرة الطبية داخل المستشفيات، لتوضيح مدى جدوى العلاج عن بُعد، ونتائجه الملحوظة على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مختلفة. 

 

بسمة: وفرت تكاليف السفر لمحافظات أخرى بحثًا عن علاج

بسمة علي، كانت إحدى المستفيدات من مبادرة العلاج عن بُعد داخل محافظة وادي الجديد، تقول لـ"الدستور": "لم أستطع التنقل بوالدتي وإبنتي كُل أسبوع إلى القاهرة للمتابعة مع استشاريين كبار يمكنهم إجراء الفحوصات الطبية وتوفير العلاج اللازم لحالاتهم الصحية، لذا كان خبر تفعيل المبادرة الرئاسية مميزًا بالنسبة للأسرة التي عانت فترة كبيرة في الوصول إلى استشارة طبية تساعدهم على حل المشكلة".

استكملت السيدة حديثها مشيرة إلى الأم السبعينية التي تعاني من مشكلات في وظائف الكلى، ولم تتلقى أي علاج لمرضها، حتى توجهت إلى مستشفى الداخلة، وحضرت جلسة طبية مع أحد الاستشاريين في مستشفى أسوان الجامعي، والذي طلب منهم الاطلاع على التحاليل الخاصة بالمريضة، وأبلغها أن ما تعاني منه هو ارتجاح بسيط وصديد في مجرى البول.

الحاجة زينب لم تعلم من قبل ما هو العلاج المناسب لحالتها، لكن الطبيب أرشدها إلى الدواء المناسب، وطلب منها إعادة تحليل وظائف الكلى، وإرساله إليه مرة أخرى، أما الابنة الصغيرة كانت جلستها مختلفة، كونها تعاني من حساسية الألبان، لذا حُدد لها جلسة في موعد آخر، وبالفعل عُرضت الحالة على إحدى الطبيبات عن بُعد، وأرشدتها إلى اللبن المناسب لها، والمكان الذي تستطيع التوجه إليه للحصول على اللبن بالمجان.

عبرت "بسمة" عن سعادتها بهذه التجربة الطبية المميزة، التي تمكن المواطنين من الخضوع للعلاج تحت إشراف أطباء كبار من جميع التخصصات، والاستعانة إلى استشاراتهم بشكل دوري حتى بعد انتهاء الجلسة الإلكترونية، آملة أن تتمكن من علاج والدتها خلال الفترة القليلة الماضية.

منسق المبادرة: نستقبل الحالات ونتابع علاجها مع المستشفيات الحكومية

أوضح الدكتور عبدالناصر علي، منسق التشخيص والعلاج عن بعد بمحافظة الوادي الجديد، أنه يوجد 11 وحدة على مستوى المحافظة، موزعين على مستشفيات الداخلة والخارجة والفرافرة، ويستقبلون جميعهم حالات المواطنين الذين يعانون من أي أمراض، كما يطلبون منهم إرفاق التقارير الطبية والأشعات اللازمة.

وتابع: "الوضع الطبي تطور كثيرًا خلال الفترة الأخيرة، وأصبح الجميع مؤهلًا للتعامل مع التقنيات التكنولوجية الحديثة، واستغلالها في تقديم الدعم الصحي للمواطنين بأسهل شكل ممكن، وتوفير عقبات السفر والتنقل إلى المحافظات الأخرى من أجل تلقي العلاج اللازم".

أما عن الأمراض التي لا يمكن التعامل معها إلكترونيًا: "الحالات التي تتطلب تدخلًا جراحيًا على سبيل المثال لا يمكن التعامل معها بهذه الطريقة، ويجب أن تتوجه إلى أقرب مستشفى منها، لكن إذ احتاج الطبيب المعالج إلى استشارة يمكنه التواصل مع طبيب آخر عبر هذه الوحدة الإلكترونية، والاستفادة من خبراته في التعامل مع العمليات الجراحية الشاقة".


مسئول الاتصال الطبي: نجدول الجلسات يوميًا ونقدم العلاج للمرضى بالمجان

قالت الدكتورة فاطمة جبريل، مسئول الاتصال الطبي بالداخلة، إن هناك 3 وحدات للتشخيص والعلاج عن بُعد قد تم توزيعهم على مستشفيات ووحدات المنطقة، وهي عبارة عن جهاز كمبيوتر يجلس أمامه المريض، ويتقابل مع الطبيب المشخص لحالته المرضية، ويساعده على ذلك الطبيب المتواجد بالوحدة لتسهيل كافة الأمور عليه من أي معوقات قد تقابله خلال الجلسات النقاشية.

وأوضحت أنه يتم إعداد جداول بشكل يومي لتشمل جميع التخصصات الطبية، حسب اليوم الذي سيحضر فيه الاستشاري المتخصص لتشخيص وعلاج الحالات المرضية، وكُل هذا يجرى عبر السيستم المرفق للوحدة الإلكترونية، طبقًا لعمل المبادرة الرئاسية، والمستشفيات التي يتم التعامل معها مثل مستشفيات أسوان وأسيوط الجامعية.

واستكملت: "المرضى يتواصلون معنا عن طريق الأرقام المتوافرة عبر المواقع الإلكترونية، أو عن طريق منسق المبادرة بشكل شخصي، ويحددون المشكلة التي يعانون منها كأمراض الرمد والجلدية والقلب والباطنة والنفسية والعصبية، وكل جلسة تختلف عن ما قبلها من حيث الاستشاريين والمستشفيات التي تقدم الجلسات الطبية للمرضى".

وشرحت الطريقة التي يتعامل بها المريض عبر هذه الوحدة: "فور دخوله إلى المستشفى أو الوحدة الصحية حسب موعده، يبدأ جلسته مع الاستشاري المسؤول عن مرضه، ويبدأ في سرد تفاصيل حالته، وعرض تقاريره الطبية، حتى يبدأ الطبيب في تشخيص حالته، ويكتب به العلاج المناسب، وبناءً على ذلك يتم توفير العلاج من قبل المستشفى المتواجد بها".