رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بوقشور»: تعاون مصر والجزائر ضروري لمواجهة الخطر الخارجي

زيارة الرئيس الجزائري
زيارة الرئيس الجزائري للقاهرة

علق الدكتور محمد الصالح بوقشور عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حسيبة بن بوعلي الشلف في الجزائر، على زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى القاهرة.

وقال «بوقشور» في تصريحات لـ«الدستور» إن هذه الزيارة هي الثالثة للرئيس الجزائري خارج الوطن بعد كل من المملكة السعودية وجمهورية تونس وتأتي في ظروف تاريخية، حيث نشهد عملية تدمير داخلي للدول العربية، بمختلف الأنظمة سواء الملكية أو الجمهورية، إما بصراعات داخلية أو بحروب فيما بينها.

وأشار إلى أن الفضاء أصبح من أكثر المناطق صراعا في العالم ويعود سبب ذلك لمحاولة القوى الاستعمارية التقليدية الحفاظ على مصالحها الاقتصادية من جهة ومن جهة أخرى إلى مزاحمة دول الجوار العربي للقوى الاستعمارية من خلال التدخل في الشأن الداخلي المباشر.

وتابع: «الجزائر ومصر، كونهما نظامين جمهوريين، لم ينجوا أيضا من محاولات التدخل الخارجي وزرع الفوضى لكن نظرا لوعي المجتمعين بمختلف فئاته وتمتع الدولتين   بمؤسسات دولة قوية استطاعتا أن تبعدا شبح الفوضى، لكن يبقى الخطر قائم مما يستدعي المزيد من الفطنة والحذر».

وأوضح أن للجغرافية  العربية وتجانسها والتاريخ وما أنتج من حضارة إنسانية عالمية والكفاءات البشرية والموارد الطبيعية والمالية إضافة إلى اللغة والوجدان هذه العوامل مجتمعة كان يمكن أن تؤسس لفضاء سياسي مشترك رغم الاختلافات وتنشئ اتحاد دول تفرض الاحترام على الآخر مهما كانت قوته ، المشروع لم يتحقق لكن يبقى الحلم قائم والأجيال القادمة قادرة على تحقيقه.

وحول العلاقات الجزائرية المصرية، قال بوقشور: «يجب أن نذكر أن الدبلوماسية الجزائرية تتخذ من الثورة الجزائرية بوصلة في تحديد علاقاتها مع الدول ومصر دورها كان متميز باحتضانها للجزائريين قبل وأثناء الثورة التحريرية، مؤكدا أن موقف الدولة المصرية أيضا كان مشرفا جدا تجاه الثورة إضافة إلى الإعلام المصري الذي لم يبخل في دعمه غير المحدود للثورة دون إهمال تفاعل الشعب المصري بكل أطيافه مع كفاح الشعب الجزائري».

واستكمل: «أصالة الجزائري الذي لا ينسى معروف الأخر حتم على الرئيس هواري بومدين أن يقف الى جانب مصر في محنتها خلال حروبها مع الكيان الصهيوني حيث أرسل خيرة جنود الجيش الشعبي الجزائري للمشاركة في الحرب بمعدات حربية إضافة إلى موقفه التاريخي بتقديم صك على بياض للاتحاد السوفيتي لدفع تكاليف أسلحة للجيش المصري»، مشيرا إلى أن العلاقات الدبلوماسية تبنى من خلال مواقف تاريخية، والجزائر لم تعرف بخذلانها لأي كان لان الدبلوماسية تنبع من عمق ووجدان المجتمع وثقافة المجتمع الجزائري تقف دائما مع الحق و في الكثير من الأحيان تخسر الجزائر الكثير من أجل مبادئها الثابتة. 

ولفت إلى أنه في ظل التحولات الكبرى التي يعرفها العالم اليوم والمخاطر الكثيرة التي تهدد كل من مصر والجزائر وبناءا على التاريخ المشترك بين البلدين يصبح التعاون بين الدولتين ليس بالخيار وإنما ضروري لمواجهة الخطر الخارجي، مشيرا إلى أن من أهم الملفات التي يجب التعاون في حلها الملف الليبي خاصة وأن لسكان غرب ليبيا علاقات عائلية مع الجزائر وكذا الارتباط القوي لسكان الشرق الليبي بمصر فلا يمكن حل المشكل الليبي إلا بالحضور الفعال للدولتين، لان عدم استقرار ليبيا يشكل خطر على أمن البلدين. 

وأعرب بوقشور عن أمله في أن تتوج زيارة الرئيس الجزائري باتفاقيات وتفاهمات في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما منها المجالين الاقتصادي والثقافي.