رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي: الحصار الحكومى للمساعدات الإنسانية فى إثيوبيا هدفه تجويع التيجرايين

تيجراي
تيجراي

حذرت مجلة "ناشيونال كاثوليك ريبورتر" الأمريكية من ارتفاع مخاطر الأمن والسلامة على العاملين في المجال الإنساني الكاثوليك في شمال إثيوبيا، في وقت يحتاج فيه ملايين المواطنين في إقليم تيجراي إلى المساعدة والإغاثة نتيجة تعنت الإدارة الإثيوبية في إدخال قوافل المساعدات بعد حوالي 14 شهرًا من الصراع الوحشي. 

وقالت المجلة، إن إثيوبيا أصبحت "بيئة مليئة بالتحديات بشكل متزايد على العاملين في المجال الإنساني، مشيرة إلى أنه بالتزامن مع تكثف الحكومة الإثيوبية من حملتها القمعية على من هم من أصول تيجراي، حيث يتعرض المدنيين منهم للقتل العشوائي جراء الغارات الجوية الحكومية التي تستهدفهم. 

ولفتت إلى أن العديد من وكالات الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك الوكالات الكاثوليكية، أعربت في الفترة الأخيرة عن قلقها من عدم تمكنها من إرسال المساعدات اللازمة إلى ملايين المتضررين الذين علقوا في وسط العنف والأعمال العدائية، حتى أن برنامج الأغذية العالمي حذر من أن مخزونات المساعدات الغذائية والطبية "استنفد بالكامل".

حصار المساعدات لتجويع تيجراى

وأكدت المجلة، أن الحصار الفعلي للمساعدات الإنسانية الذي تفرضه الحكومة الإثيوبية على إقليم تيجراي هدفه تجويع المنتمين لتلك العرقية.

 وأضافت إن رئيس الحكومة الإثيوبية يواجه انتقادات واسعة النطاق من قبل القادة الغربيين لسلوكه خلال الصراع، مشيرة إلى زيارة مسؤولو إدارة بايدن إثيوبيا في الفترة من 17 إلى 20 يناير لحث رئيس الوزراء على إنهاء الضربات الجوية وإعادة إتاحة وصول المساعدات الإنسانية.

ونقلت المجلة عن زينب محمد، المحللة السياسية ذات الخبرة في شؤون إثيوبيا والباحثة من أكسفورد إيكونوميكس أفريكا للأبحاث قولها، إن جرب تيجراي أضر بسمعة الحكومة المركزية في أديس أبابا بين قادة الغرب، لافتة إلى شن السلطات ضربات جوية قاتلة بطائرات بدون طيار خلال الأسابيع الماضية. 

الحرب دفعت الملايين إلى براثن الفقر

وبينت أن تصاعد العمليات العسكرية تسبب في زيادة معدلات النزوح الداخلي ، مضيفة الحرب في إثيوبيا "دفعت الملايين إلى براثن الفقر" ، بينما أدت الأزمة أيضًا إلى تأخير خطط التنمية ، حيث يتم إعادة توجيه الموارد نحو الحصول على الأسلحة ، وزيادة المخاطر السياسية جعلت المستثمرين حذرين."

وتابعت إنه في ديسمبر الماضي، جدد أساقفة أثيوبيا الكاثوليك دعوتهم لوقف النزاع، قائلا: "لقد فقد الكثيرون حياتهم ، وتشرد الكثيرون ، وفقد الكثير منهم ممتلكاتهم ، وسُجن كثيرون ، وتعرضت فتيات ونساء كثيرات للاغتصاب ، وقد تأثر الانسجام الاجتماعي الذي كان قائماً بين الناس"

وحذرت المجلة إلى أن الوصول إلى معظم مناطق تيجراي أصبح الآن شبه مستحيل بسبب تصاعد أعمال العنف في منطقتي أمهرة وعفر في بداية هذا العام، مشيرة إلى أن المستشفيات والمدارس والمعاهد الدينية تعرضت للتدمير الكامل في هاتين المنطقتين، فيما يعاني إقليم تيجراي من الانقطاع التام في الاتصالات منذ نوفمبر 2020.

وتابعت انه نظرًا لفرار ملايين الإثيوبيين من تيغري والمناطق الأخرى الأكثر تضررًا إلى البلدان المجاورة وغيرها من المناطق الأقل تضررًا داخل البلاد ، أصبح التواصل بين العائلات والأقارب النازحين مستحيلًا.

انتهاكات ضد القساوسة وعمال الإغاثة 

وقال قس كاثوليكي من بلدة على حدود تيجراي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام: "تم القبض على الراهبات والكهنة الكاثوليك في الأشهر الماضية واعتقالهم في أعقاب الحملة القمعية للحكومة الإثيوبية.. لدينا قساوسة وشركاء من الكنيسة المحلية لوكالات إنسانية تعرضوا للانتهاكات والقيود المفروضة على الحركة والمضايقات بسبب قيامهم بعملهم الإغاثي. تقديم المساعدة والمعونة للمتضررين من النزاع". 

فيما قال رئيس إقليمي لوكالة مساعدة كاثوليكية دولية في تصريحات للمجلة "نحن نعمل في ظروف صعبة للغاية لنقل الإمدادات المتاحة بالقرب من حدود تيجراي، الوضع الأمني ​​ليس مواتًا لموظفينا وعلينا العمل تحت الأرض وتحت الرادار ونحن متحفظون جدًا بشأن عملياتنا في إثيوبيا".