رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف نوفق بين عصمة آدم ومعصيته بالأكل من الشجرة؟.. عالم أزهري يوضح

مختار مرزوق
مختار مرزوق

من الأسئلة التي أحدثت جدلا كبيرًا عبر وسائل التواصل الساعات الماضية بين رواد التواصل حول عصمة سيدنا آدم عليه السلام و وبين معصيته بالأكل من الشجرة التي أخرجته من الجنة؟، حيث أنهالت موجة من التعليقات حول هذا الأمر واتهام من يقوم بالخوض في هذه الأمور بالخروج عن الملة.

ولحسم هذا الجدل، عقّب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، والعميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، قائًلا: «ذكر أهل العلم آراء كثيرة حول هذه المسألة من عصمة سيدنا آدم وأكله من الشجرة التي تسببت في إخراجه من الجنة ثم توبته»، هي:

  • الرأي الأول: قال الخطيب الشربيني: ﺃن آدم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﺒﻴﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻭاﻟﻤﺪﻋﻲ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﻻ ﺩﻟﻴﻞ.
  • الرأي اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺟﺮﻯ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﻌﺎﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ اﻷﻭﻟﻰ ﻭﻭﻓﺎء ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻖ ﺁﺩﻡ: «ﺇﻧﻲ ﺟﺎﻋﻞ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺧﻠﻴﻔﺔ»، «اﻟﺒﻘﺮﺓ، 30» ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﺑﺎﻹﻫﺒﺎﻁ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺗﻼﻓﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﻓﺎﺗﻪ.
  • الرأي اﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧ سيدنا آدم  ﻓﻌل الأكل من الشجرة ﻧﺎﺳﻴﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:«ﻓﻨﺴﻲ ﻭﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻟﻪ ﻋﺰﻣﺎ، «ﻃﻪ، 115»، ﻭﻟﻜنه ﻋﻮﻗﺐ ﺑﺘﺮﻙ اﻟﺘﺤﻔﻆ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ اﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺇﺫ ﺭﻓﻊ اﻹﺛﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻛﺨﺒﺮ اﻟﺸﻴﺨﻴﻦ»: «ﺭﻓﻊ ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻲ اﻟﺨﻄﺄ ﻭاﻟﻨﺴﻴﺎﻥ».

وأضاف أستاذ التفسير، أنه ﻭﺭﻭﻯ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺻﺤﺤﻪ: «ﺃﺷﺪ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﻼء اﻷﻧﺒﻴﺎء ﺛﻢ اﻷﻣﺜﻞ ﻓﺎﻷﻣﺜﻞ» ﺭﻭاﻩ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﻠﻔﻆ «ﺃﺷﺪ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﻼء اﻷﻧﺒﻴﺎء ﺛﻢ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺛﻢ اﻟﺼﺎﻟﺤﻮﻥ.

  • الرأي اﻟﺮاﺑﻊ: ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﺟﺘﻬﺎﺩ ﺃﺧﻄﺄ ﻓﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻇﻦ ﺃﻥ اﻟﻨﻬﻲ ﻟﻠﺘﻨﺰﻳﻪ ﺃﻭ اﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ اﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﻮﻉ ﻻ ﺇﻟﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭﻏﻴﺮﻩ «ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﺃﺧﺬ ﺣﺮﻳﺮا ﻭﺫﻫﺒﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬاﻥ ﺣﺮاﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﻮﺭ ﺃﻣﺘﻲ ﺣﻞ ﻹﻧﺎﺛﻬﺎ»، ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: اﻟﻤﺠﺘﻬﺪ ﺇﻥ ﺃﺧﻄﺄ ﻻ ﻳﺆاﺧﺬ. ﺃﺟﻴﺐ: ﺑﺄﻧﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻋﻮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻟﺸﺄﻥ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻟﻴﺠﺘﻨﺒﻬﺎ ﺃﻭﻻﺩﻩ.