رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفرصة الثانية ببداية جديدة.. رحلة متعافين من الإدمان لمشاريعهم الخاصة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

صفحة جديدة استطاعت أن تكتبها وزارة التضامن الاجتماعي للمتعافين من الإدمان بعد معالجتهم ومساعدتهم على تأسيس مشروعهم الخاص، لتكون لهم حياتهم الخاصة من جديد بشكل أكثر استقرارا وأمانا، وذلك من خلال مبادرة بداية جديدة.

وهو ما أكده الدكتور هشام جمعة، أخصائي علم النفس وعلاج الإدمان بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، مشيرا إلى أن الهدف من مبادرة بداية جديدة، هو التمكين الاقتصادي للمتعافين وخلق مصدر رزق لدمجهم في المجتمع.

محمود محمد بعد التعافي من الإدمان.. مع "بداية جديدة" يحصل على قرض لفتح صالون حلاقة

15 عاما استسلم فيها محمود محمد، الشاب الثلاثيني، للشيطان الأبيض في أن يسير بحياته كما يحلو له مسلوب الإرادة فبعد أن كانت مجرد سيجارة للتجربة تسحب خلسة إلى الحشيش لتجربة المتعة ثم إلى الترامادول وفي نهاية الطريق توغل لعالم الهيروين الذي كان القاتل الصامت في حياته وتسبب في انهيارها حتى فكر في الانتحار وفشل فيه هو الآخر.

إلى أن ظهر بريق النور في نهاية النفق المظلم يقول محمود: "من خلال إعلانات محمد صلاح "أنت أقوى من المخدرات" توجهت لصندوق مكافحة المخدرات لينهي حالة الانهيار التي أعاني منها ويساعدني في الوقوف على قدمي من جديد.

4 سنوات وشهرين هو عمر محمود الذي ولد فيه من جديد بعد تعافيه من الإدمان بشكل تام، والتي رغم انتهائها إلا أن جلسات الرعاية النهارية ما تزال مستمرة مع أشخاص تعافوا من الإدمان منذ سنوات مضت، يحكوا عن تجربتهم وكيف تخلصوا من مشاكلهم، وبدأت اكتسب سلوكيات جديدة بعد التعافي وأصبح شخص مسؤول وشخص منتج وفعال.

مرحلة جديدة بدأت في حياة محمود وهي البحث عن عمل فرغم كونه يعمل في مجال الحلاقة منذ كان في السادسة عشر من عمره وامتلاكه لصالونه الخاص به إلا أن المخدرات كانت سببًا في انتهاء هذا المشروع لصاحبه يوضح: "بسبب سوء سلوكي وأسلوبي السيء مع الزبائن لم يعد يرغب أحد في التعامل معي ولم تعد لدي السيولة والامكانيات المادية الكافية للإنفاق على أسرتي وكان اعتمادي على والدي بشكل كبير".

ولكن تغير الوضع الآن بعد أن تمكن من الحصول على قرض من برنامج بداية جديدة التابع  للصندوق لإعادة فتح مشروعه مرة أخرى، يقول محمود: "عملت دراسة جدوى بمساعدة المسؤول الإداري عن مشروع بداية جديدة وحصلت على القرض من بنك ناصر وفتحت صالون الحلاقة الخاص بي من جديد بعد إغلاقه لسنوات.

وتابع:  وتمكنت من تحقيق النجاح اللازم الذي أهلني لدفع أي مديونيات علي، وأعيش الحياة الكريمة التي لطالما حلمت بها وادفع اقساط القرض كذلك وتمكنت من توسيع مشروعي ليس مجرد صالون حلاقة فقط بل عرضت المنتجات الخاصة بمجالي كذلك.

أحمد عيد صندوق مكافحة الإدمان يعالجه والمشروع القومي للصرف الصحي يوفر له الوظيفة اللائقة

يمكن القول أن حالة أحمد عيد هي انعكاس المرآة لمحمود محمد، فهو الآخر دخل عالم المخدرات منذ كان في الثالثة عشر من عمر عندما كان في المدرسة وفرض عليه حب الاستطلاع والاقتداء بزملائه في جانبهم المظلم من شرب السجائر ودخول عالم المخدرات يقول أحمد: "بقيت أقلد أصحابي  وبقيت أحب الإدمان وشايف نفسي  وأحب الناس تشاور عليا".

وتتدرج السكة التي لا سبيل غيرها من السجائر الحشيش إلى البانجو والترامدول  ثم يفتح باب الهيروين مصراعيه ليدخل إليه بكل قوته، يحكي أحمد: "أصبحت أخد كميات مش طبيعية أصبحت عايش ليها وبيها شغلي وفلوس رايحين عليها، بقيت في عزلة ومش شايف حد غير نفسي لا عيالي ولا زوجتي كنت حاسس اني معنديش مشكلة".

بمساعدة شقيقه لجأ إلى صندوق مكافحة المخدرات لمعالجته وكانت والدته هي سلاحه الأساسي خلال رحلة علاجه يحكي: كانت المسؤولة عني باكل وبشرب وأاخد العلاج  وكانت هي الدعم الكلي لي، كانت تصحيني في الميعاد اخ العلاج وافضل نايم".

وبعد أن كان وجوده مجرد تحصيل حاصل أصبح هو المسؤول عن منزل كامل يضم زوجته وأبناءه الثلاثة وباقي أفراد أسرته خاصة بعد وفاة اسرته من أشهر مضت، يقول أحمد "عدت لعملي لحام من جديد في أي وظيفة متاحة امام والمستشفى التابعة للصندوق توفر لنا وظيفة وبتحتوينا ولينا يوم في الأسبوع لازم نحضره للاطمئنان علينا".

يضيف أحمد أنه بعد التعافي من الإدمان سنحت له الفرصة للعمل في أحد المشاريع القومية للدولة في مشروع الصرف الصحي في منطقة الجبل الأصفر بمهنته لحام، وذلك بعد إجراء الاختبارات اللازمة لتثبت أهليته للعمل "انتهينا من المشروع قبل الموعد المحدد له فكان مقرر له الانتهاء في ٤ سنوات انتهينا منه في عامين وافتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي".