رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد المخزنجي: إنعام كجه جي كاتبه الصف الأول في الصحافة والإبداع

محمد المخزنجي متحدثا
محمد المخزنجي متحدثا في حفل مناقشة "بلاد الطاخ طاخ "

شهدت مساء أمس مكتبة الدار المصرية اللبنانية، حفل توقيع ومناقشة المجموعة القصصية "بلاد الطاخ طوخ" للروائية والقاصة العراقية إنعام كجه جي، وبحضور عدد من كبار الكتاب والنقاد من مختلف الوطن العربي، منهم دكتور محمد المخزنجي، ودكتور إيمان يحيي، والناقدة العراقية فريال غزول، والكاتب الروائي عماد العادلي، والناقد محمود عبد الشكور، والكاتب الباحث شعبان يوسف وغيرهم.

 

قال الكاتب والقاص محمد المخزنجي: "عندما وقعت حادثة "تشرنوبل" في أبريل، وتقريبا المسكن الطلابي الذي كنت أسكن فيه كان عبارة عن بناية من 10 طوابق، فرغ من الطلاب، سواء كان روس أو إيطاليين أو مصريين أو عرب، وتقريبا كنت لوحدي في هذا المسكن، وقررت أن أقرأ الشعر بصوت مرتفع، وقتها كنت متيما بالشاعر العراقي بدر شاكر السياب، وتحديدا قصيدة "غريبا على الخليج"، وكنت أقف أمام بيتين "لريحُ تصرخ بي عراق والموج يُعوِل بي: عراق، عراق، ليس سوى عراق" والعجيب كلما رددت البيتين وجدت صدى صوتي يرد عراق عراق، وهذا جعلني أكتب "كلما ناديت مصر جاوبني الصدى عراق عراق عراق".

وتابع المخزنجي: “عن علاقة هذا بوصف “الجبارة” لكتابات إنعام كجة جي، أتذكر أن بعدما قرأت رواية "طشاري" أحسست بجبروت الإبداع وعذوبته بنفس الوقت، وكنت بتكلم مع صديقي الصدوق محمود الورداني؛ فاتفقنا سوى أن إنعام كاتبة جبارة، ذلك يرجع إلى متانة لغتها وسلاسة السرد، وحبكة المشهد، وغزارة المعرفة التي تسربها عبر أعمالها.

واستطرد "وأنا أقرأ "طشاري" لإنعام كجه جي، أحسست أن صدى صوت عراق عراق عراق مازال يحلق، عراق الذي اختطف منا في غفلة عربية، ومؤامرة كاملة الأوصاف الشريرة، من السفالة العالمية كلها، وتأتي كاتبة تستعيد العراق، أحسست أنني قصرت في الذهاب إلى العراق في الوقت الذي كان متاحا لي أن أذهب إليه".

وأشار المخزنجي إلى أن “إنعام كجه جي تستعيد عبر كتابتها عالم العراق، الذي تم تشويهه وتدميره، هو عمل في حد ذاته جبار، هذا الجبروت ليس من مشاهدة هذا العالم ولا معرفته واستعادة ملامحه فقط، ولكن أن يكون مكتوب بعذوبة وقوة ومتانة مدهشة، وهذا يتكرر في عدد من أعمالها، لذا أقول إن هناك أناس في الحياة من يعرفهم يتشرف بيهم ومعرفتهم، ويحس أنهم أقارب الروح، وهي واحدة من هؤلاء”.

 وتابع: “وعندما تعرفت بإنعام شخصيا شهدت كائن جميل شديد التواضع، وهذا شيء مدهش ومعادلة صعبة أن تجد الدماثة والرقة والتواضع إلى جانب الكتابة المبدعة، وهذا يشير إلى أن لديها سمت الكاتب العالمي في كل ما يطرقه من مجالات الإبداع يكون في الصف الأول، وهذا ما نجده في مشروعها المتنوع ما بين الكتابة الصحفية والإبداع، إلى جانب أنها كاتبة قصة من الصف الأول”.   

إنعام كجه جي 

واحدة من أبرز كاتبات العالم العربي، جمعت ما بين الصحافة الكتابة الإبداعية إلى جوار إنتاج وإخراج أكثر من عمل فيلم وثائقي، وصلت بأعمالها الروائية إلى القائمة القصيرة لجائزة الرواية العالمية البوكر في نسختها العربية أكثر من مرة. إلى جانب أنها رشحت  لجائزة نوبل من قبل منظمة القلم السويدي عبر المؤتمر الذي أقامته المنظمة في العاصمة استوكهولم لاختيار المرشح الذي ستقدمه للأكاديمية المنوط به تقديم المرشح.

ومن أعمالها الروائية “سواقي القلوب” و"الحفيدة الأمريكية"، “وطشاري”، “النبيذة " وغيرها، ترجمت أعمالها للعديد من لغات العالم؛ منها الكردية والعبرية والإنجليزية والصينية.