رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انخفاض الحرارة طبيعي ولا داعٍ للتهويل.. كيف ستعيش مصر في حالة الصقيع؟

الصقيع في مصر
الصقيع في مصر

 حالة من الصقيع والانخفاض الشديد في درجات الحرارة تعيشها البلاد حاليًا، ويشعر بها المواطنون، تسببت في معايشاتهم على الأرض بالفعل مقولة " الموت من البرد".

وسجلت مناطق مثل سانت كاترين وجنوب سيناء درجات مئوية تحت الصفر إلى الدرجة التي جعلت المياه في الأماكن المفتوحة بها تجمدت، وكونت طبقة ثلجية على سطحها.

 تواصلت «الدستور» مع خبراء الأرصاد للوقوف عند حقيقة هذا الأمر والتعرف على الأسباب وراء شعور المواطن المصري بأن برودة الطقس بهذا العام ليست كغيرها من الأعوام السابقة.

خبير أرصاد: الانخفاض طبيعي ووسائل التواصل تُهول 
نفى وحيد سعودي خبير الأرصاد والتحليل تعرض مصر لموجة أكثر انخفاضًا في درجات الحرارة، مؤكدًا أن درجات الحرارة ستستمر على معدلاتها الباردة، ومن المتوقع أن تبدأ في الانخفاض مع نهاية الأسبوع الحالي. 

وتابع سعودي أن ما يشعر به المواطن المصري حاليًا من انخفاض في درجات الحرارة هو أمرًا طبيعيًا، مشيرًا إلى أننا مازلنا في بدايات فصل الشتاء و بالشهور القبطية فنحن في شهر "طوبة" المعروف كذلك بأنه الأقسى في درجات حرارة بشهور العام من حيث انخفاضها، وأكد أن المبالغة في التخويف من البرودة الشديدة هو بفعل وسائل التواصل الاجتماعي التي تفضل تهويل الأمور لجذب المتابعات.

وفي الوقت نفسه أشار وحيد إلى أنه بشكل عام يُعتبر فصل الشتاء هذا العام أكثر انخفاضًا في درجات الحرارة عن نظيره بالعام الماضي ببعض الدرجات الطفيفة، موضحًا أن هذا الأمر كذلك أمرًا طبيعيًا ولا قلق منه، فمصر تتعرض لمنخفضات جوية تأتي من أوروبا وتتميز بأنها شديدة البرودة، بالإضافة إلى أن هناك توزيعات ضغطية تتسبب في تلك البرودة مما يجعل مناطق مثل سانت كاترين وسيناء ومدن الصعيد تصل فيها درجات الحرارة إلى ما بعد الصفر.

وختم خبير الأرصاد المواطنين ناصحًا المواطنين بالاطمئنان مع اتباع الحذر بارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، خاصة لمن تقتضي ظروف عملهم الخروج في ساعات الصباح المبكرة، أو الساعات المتأخرة من الليل.

وأضاف منبهًا بضرورة متابعة المواطنين لنشرات الأرصاد الجوية وتعليماتها، وكذلك متابعة الظواهر المناخية مثل أوقات ظهور وأماكن الشبورة أكثر من الحرص على معرفة درجات الحرارة، كما أكد على ضرورة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي والتغذية السليمة بشكل عام لمواجهة الأنفلونزا التي قد تنتج عن برودة الطقس.

 

رئيس هيئة الأرصاد:  البعض يعتمد على خرائط مجهولة المصدر  

أقر الدكتور أحمد عبد العال رئيس هيئة الأرصاد في حديثه "للدستور" بأن ما انتشر من أقاويل عن أن مصر ستتعرض إلى درجات أكثر انخفاضًا عما تشهده حاليًا هو أمرًا غير دقيقًا على الإطلاق وهدفه التهويل من بعض وسائل التواصل الاجتماعي.


وتابع أنه ينبغي على المواطنين اتباع تعليمات هيئة الأرصاد الجوية فقط، والتأكد من أنها ليست معلومات منسوبة زيفًا إليها، مشيرًا إلى أن هناك من يدعوا أنفسهم راصدين وقارئين للخرائط الجوية وهم يقرأون بعض الخرائط مجهولة المصدر التي تعتمد على بعض الإحداثيات المتغيرة، ويروجون لها بأنها تمثل التوقعات الحقيقية للطقس.

وأكد أنه ينبغي على من يشغل مهنة راصد الطقس أن يتوافر به العديد من المؤهلات العلمية التي تسمح له بشغل هذا المنصب، وأشاد بما تحويه هيئة الأرصاد الجوية المصرية من علماء وخبراء أكفاء على أعلى مستوى من العلم والخبرة.

أما عن عاصفة "هبة" التي يتداول الحديث عنها أيضًا، وحقيقة تعرض مصر لها فأوضح رئيس هيئة الأرصاد بأن هذا الأمر كذلك غير صحيحًا، وذلك لكون المنخفضات الجوية تأتي من الغرب "أوروبا" إلى الشرق وليس العكس، ومصر بالفعل قد تعرضت بالأيام السابقة إلى المنخفض الجوي القادم من ناحية قارة أوروبا، و هي الآن تتجه إلى الشرق بلبنان وسوريا والأردن، فلا يمكن أن يعود المنخفض مرة أخرى من الشرق إلى الغرب، إلا أن يأتي منخفضًا جديدًا ويضرب المنطقة من جديد وهو ما لم يظهر حتى الآن.

وختم عبد العال حديثه بأن أكثر ما يتسبب في شعور المواطن بمصر حاليًا بأن هناك انخفاضًا شديدًا في درجات الحرارة "على عكس الحقيقة"، هو وجود نشاط للرياح كبير في الساعات الأولى من الصباح، وكذلك في الساعات المتأخرة، وأشار أيضًا إلى أن سكان المناطق المفتوحة مثل مناطق "أكتوبر والتجمع" كذلك يشعرون بانخفاض بصورة أكبر لوجودهم بأماكن تُشبه الصحراوية.

التضامن وصناع الخير في سانت كاترين لتوزيع البطاطين على الفقراء 

في الوقت الذي تضرب فيه مدينة "سانت كاترين" المثل بكونها واحدة من أكثر مدن مصر انخفاضًا في درجات الحرارة، ذهبت مؤسسة صناع الخير بالتعاون مع وزارة التضامن لتوزيع المعونات الشتوية والبطاطين  للآهالي هناك والذين يعيشون بدرجات حرارة وصلت إلى -2 درجة مئوية.

عصام عبد الرحمن المتحدث الإعلامي باسم الجمعية قال في حديثه لـ"الدستور" إنه على مدار أكثر من أربع أيام قامت الجمعية بالتعاون مع وزارة التضامن وجميع الاجهزة التنفيذية المسئولة بمشاركة آهالي واحدة من أكثر المناطق الحدودية برودة، وهي مدينة "سانت كاترين" معاناتهم في الحياة بالانخفاض الشديد في درجات الحرارة".

يقول "قمنا بزيارة سكان الوديان المجاورة للمدن، وهم الأكثر عوزًا للغطاء في هذا البرد القارس نظرًا لكونهم يعيشون ببيوت مُهدمة، وفي أماكن مفتوحة،  ويعانون من سوء خالتهم الاقتصادية".

وتابع أنه بين المناطق التي قاموا بزيارتها مناطق"الإسباعية والأسقف والخرازين والشيخ عواد والطارفة والنبي صالح"، كما قاموا بتوزيع بطاطين على 500 أسرة.

الجدير بالإشارة أن متوسط درجات حرارة بعض المدن هذه الأيام يتراوح ما بين 15 درجة للعظمى مدينة القاهرة بينما سجلت الصغرى 07 درجة، والإسكندرية العظمى 15 والصغرى 10 درجة، ومطروح العظمى 15 درجة والصغرى 09 درجة، وسوهاج العظمى 17 درجة والصغرى 05 درجة، وقنا العظمى 17 درجة والصغرى 05 درجة، وأسوان العظمى 17 درجة والصغرى 07 درجة، بينما سجلت مدينة سانت كاترين الصغرى 0 والعظمى 06.