رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اقتراب تحقيق الاكتفاء الذاتي.. مشروعات الاستزراع السمكي تحقق طفرة في الإنتاج

الاستزراع السمكي
الاستزراع السمكي

استطاعت مصر تحقيق المركز الأول إفريقيًا، والسادس عالميًا في تطوير إنتاجية المساحات المائية، وذلك حسب ما أعلنت عنه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو".

فحسب ما ذكره موقع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، فقد وصل إنتاج مصر من الأسماك إلي 2 مليون طن بعد أن كان مليونًا و400 ألف طن خلال عام 2014، وذلك من خلال العديد من المشروعات القومية والمزارع السمكية، وأيضاً العمل على منع التعديات عليها ومنع طرق الصيد المخالفة، بالإضافة إلى تشجيع الاستزراع السمكي في المناطق الصحراوية، وإقامة مشروعات زراعية متكاملة للانتاج النباتي والحيواني والداجني والسمكي.

وحسب التصريحات الرسمية للدكتور صلاح مصيلحي، رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، فإن الاستزراع السمكي في المياه البحرية بدأ عام 2015 بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ وذلك للاستفادة من موقع مصر على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر وخليجي العقبة والسويس، فضلًا عن قناة السويس، مشيرًا إلى أن المياه المالحة تنتج أسماكًا عالية القيمة الغذائية مثل الجمبري والاستكاوزا والسبيط.

وأكد مصيلحي على تطور الاستزراع السمكي في المياه العذبة بمصر، حيث وصلت إنتاجية الفدان منه ما بين 5: 15 طنًا في العام طبقًا للتكنولوجيا المستخدمة فى الاستزراع السمكى.
كما أشار إلى ارتفاع كثافة المتر من سمكة واحدة في المتر إلى 20 سمكة في الوقت الحالي؛ استغلالاً لمصادر المياه العذبة من البحيرات، ويأتي هذا بفضل استخدام التكنولوجيا الحديثة بالزراعة في تدوير المياه وتنقيتها بحيث تصلح للاستزراع لمدة تصل إلى 10 أشهر.   

المهندس وجية عبد المنعم خوجة، استشاري الزراعات المائية، أوضح في حديثه لـ«الدستور» أن مصر حققت تطورًا ملحوظًا في مشروعات الاستزراع السمكي خاصة الحكومية منها مثل ما حققته من إنجازًا عظيمًا في مزارع غليون وقناة السويس والفيروز، موضحًا أنها تنتج كميات ضخمة من الأسماك على أعلى جودة نظرًا؛ لاستخدامها كافة الأساليب التكنولوجية الحديثة والصحية في التربية.

وأضاف أن دخول الطاقة الشمسية في مجال تربية الأسماك من خلال استخدامها في تحريك المُعدات والأجهزة جعل هناك طفرة في استخدام الأحواض السمكية التي حققت مُعدلات إنتاج عالية.

إلا أنه في الوقت نفسه، أشار إلى أن الاستزراع السمكي في مصر يعاني بعض المشكلات الطفيفة التي في حال تمت معالجتها، أمكننا زيادة الإنتاج أضعافًا مُضاعفة، بالإضافة إلى قدرتنا على زيادة مُعدلات التصدير وإدخال العملة الصعبة للبلاد.

أولى هذه المُشكلات تتمثل في استخدام البعض لمياه الصرف الصحي بمشاريع الاستزراع، وهو ما قد يقلل من جودة الأسماك كما قد يحتاج إلى كميات أكبر من الغذاء؛ لكي تنتج المزيد من البيض، مشيرًا إلى أن الأسماك التي تتربى على مياه الصرف الصحي تحتاج إلى المزيد من التغذية لكي تنمو مما يزيد من تكلفة تربيتها عن تلك التي تتربى بمياه الري.

لذا اقترح «وجيه» أن يتم استخدام مياه ري في تربية أسماك المزارع، ثم استخدام مياه الصرف الناتجة عن السمك في الزراعة فهي غنية ومفيدة للأرض بشكل كبير، حيث أنها مُحملة بالنيتروجين وهو مادة «النترات» التي تعد سمادًا قويًا للأرض مثلها مثل روث المواشي بل أن سماد السمك أكثر إفادة بنسبة 20 بالمائة للأراضي الزراعية عن روث المواشي.

وأضاف: «بهذا نكون قد حققنا المعادلة الصعبة بإنتاج أسماك ذات جودة عالية تمكننا من فتح أسواق التصدير، بالإضافة إلى تفذية الأرض الزراعية بأقوى العناصر المفيدة التي تحتاجها وتخصب من تربتها».

اتفق معه في الرأي المهندس أسامة سلامة، خبير واستشاري مشروعات الاستزراع السمكي بمصر والسعودية، والذي أكد أن مصر حققت نموًا ملحوظًا بمعدلات إنتاج الأسماك، مشيرًا إلى أنها مازالت تستطيع أن تحقق المزيد في حال طبقت بعض الأمور وحلت بعض المُشكلات في هذا المجال.

تحدث «أُسامة» عن واحدة من أهم المُشكلات التي تواجه المُزارعين في هذا القطاع، هي ارتفاع أسعار الأعلاف الحيوانية التي تحتاجها الأسماك، وكذلك ارتفاع تكلفة إيجارات الأراضي للتربية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة اللازمة لتشغيل المُحركات والآلات، مؤكدًا أنها تسبب معوق رئيسي لعدد من المزارعين لاستكمال نشاطهم الذي يفضلون العمل به و يتقنونه، مُشيدًا بالخبرات المصرية المتوافرة في مجال الاستزراع السمكي، والتي تتفوق على كثير من نظيرتها بدول العالم.

لذا ناشد «أسامة» الدولة بتقديم المزيد من الدعم خاصة لصغار المزارعين، موضحًا أن ذلك من شأنه أن يفرق كثيرًا في مُعدلات الإنتاج التي هي تطورت بالفعل نتيجة جهودها الملحوظة.

جديرًا بالذكر أن واحدًا من أعظم مشروعات الاستزراع السمكي بمصر وأضخمها هو مشروع بركة غليون بمدينة كفر الشيخ، والذي وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي حجر الأساس للمرحلة الثانية به على مساحة 9 آلاف فدان، وافتتحت المرحلة الأولى منه  على مساحة 4 ألاف فدان، كما وفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة ل 15 ألف فرصة للصيادين والشباب وأصحاب المهن.
ويتكون المشروع من مفرخ «أسماك جمبري» على مساحة 17 فدان بطاقة 20 مليون إصبعية أسماك بحرية، و2 مليار يرقة جمبري، ومزرعة إنتاج الأسماك البحرية بإجمالي 453 حوض تربية، 155 حوض تحضين 50 إلى 150 بطاقة إنتاجية 3 ألف طن أسماك دورة تقريباً، ومزرعة لإنتاج الجمبرى،و 655 حوض تربية ومبطنة بمشمع بولى إيثيلين ً، ومزرعة لإنتاج أسماك المياه العذبة بسعة 83 حوض بطاقة إنتاجية 2000 طن.

وكذلك يأتي مشروع قناة السويس للاستزراع السمكي الذي يتكون من ثلاث مراحل رئيسية، على مساحة 750 فدانًا، بإجمالى عدد أحواض 4440 حوض سمك موزعة على 5 أحواض ترسيب رئيسية، ويضم أسماك بحرية عالية الجودة، منها: "دنيس ولوت وثعبان البحر وسهلية وقاروص"، والرئيس السيسى طلب نزرع كمان بلطى وبورى، والذي شهد الرئيس السيسى مراسم افتتاح المرحلة الأولى من المشروع فى 28 ديسمبر 2016، بطاقة 1034 حوضا، و هو يهدف إلى المساهمة فى تحقيق الأهداف العامة للدولة لسد الفجوة الغذائية وتنمية منطقة قناة السويس وسيناء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.