رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤسسة الملتقى: التصوف السني منهج يعتمد على العمل لا النظر

ليالى الوصال الصوفية
ليالى الوصال الصوفية

استدل الدكتور منير القادري، رئيس مؤسسة المتلقى العالمى للتصوف، خلال مشاركته فى ليلة الوصال الصوفية، رقم 87، ببعض المبادئ والأصول التي أعلنها كبار مشايخ الصوفية والمستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتي تميز بوضوح بين المنتسب الصادق والمنتسب المنتحل الذي لا يعتد بما يبدر ويصدر منه بل يبرَأ التصوف منه ولا يعترف به، مذكرًا بقول الإمام سهل التستري: "أصول طريقتنا سبعة: التمسك بالكتاب والاقتداء بالسنة وأكل الحلال وكف الأذى وتجنب المعاصي ولزوم التوبة وأداء الحقوق"، إضافة الى قول الإمام الغزالي:" اعلمْ أنَّ سالك سبيل الله تعالَى قليلٌ، والمدعي فيه كثير، ونحن نعَرِّفُكَ بعلامَاتِهِ وَهِيَ: أن تكونَ جميعُ أفعاله الاختياريَّةِ موزونة بميزان الشرع موقوتة على توقيفاته إيرادا وإصدارا وإقداما وإحجاما؛ إذ لا يمكن سلوك هذا السبيل إلا بعد التلبس بمكارم الشريعة كلها ولا يصل فيه إلا من واظب على جملة من النوافل، فكيف يصل إليه من أهمل الفرائض؟.

وتوصل "القادري"، إلى أن التصوف السني هو منهج عملي يقوم على العمل لا على النظر، من خلال الحرص على مراعاة الحدود، فيقف السالك عند المنهيات، ويؤدي الواجبات، فضلا عن الاجتهاد والطاعات، والتوسع بأشكال القربات، مذكرًا بقول العلامة مولاي عبد القادر الجيلاني في كتابه «فتوح الغيب»، كل حقيقة لم تشهد لها الشريعة فهي زندقة، فعِلْمُ الشريعة مفتاح لعلم الحقيقة، ومن أتى الباب بلا مفتاح لا يطمع في دخوله.

وأكد "القادري" على ضرورة التصوف في المساعدة على تقديم العلاج الشافي لأدواء العصر الحاضر، وقال: "فإذا اتفقنا على أن أزمة عصرنا الحاضر هي أزمة أخلاقية بامتياز في صميمها وعلمنا أن التصوف أخلاق أولا يكون، أدركنا عظيم دور التصوفِ -مقامِ الإحْسَانِ-  في إصلاح واقعنا المأزوم"، واستطرد: «وإذا كانت رسالة النبي الأكرم صلى الله وسلم عليه تتمثل في إتمام مكارم الأخلاق فإن التصوف وفق ذلك هو روح الإسلام، كيف لا والأخلاق هي دعامة التصوف، ومناط اهتمام المتصوفة».

وأشار إلى أن الصوفي يعيش الحياة المادية ولكنه دائم التعبد والتفكر والذكر، يقبل على العبادة باجتهاد، لأنه في مقام الإحسان، مقام المراقبة، ويحاول أن يكون أكثر استقامة وأكثر أحسانا وتسامحا ولا يكتفي العناية بنفسه بل عليه أن يخدم الإنسانية بالعلم والعمل والسلوك القويم الذي هو ثمرة العبادة، لأن الطاقة التي تحركه هي المحبة، ولا يمكن أن تكون معرفة إلهية من غير محبة، فالطاقة الوحيدة التي تسمح للكائن البشري أن يصل إلى هذا الطريق ويترقى فيه هي المحبة.