رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معديات الموت.. الدولة تقرر تنفيذ كباري للمشاة لوقف حوادث الغرق

المعديات
المعديات

مراكب متهالكة ومعديات بدائية الصنع غير مطابقة للمواصفات القياسية، كانت سببًا في زيادة عدد حوادث الغرق، والتي كان آخرها حادث قرية “القطا” التابعة لمركز ومدينة القناطر الخيرية بالجيزة التي شهدت حادثًا مأساويًا؛ بسبب سقوط سيارة نصف نقل تقل 22 شابًا وفتاة من إحدى المعديات أثناء عودتهم من العمل بإحدى المزارع.

التحقيقات أكدت أن المعدية غير مرخصة في نهر النيل فرع رشيد، كانت في طريقها إلى قرية التفتيش التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، مما أدى إلى غرق 8 أشخاص ونجاة 14 آخرين.

طلب إحاطة

في هذا الصدد تقدمت الدكتورة حنان حسني، عضو مجلس النواب عن محافظة المنوفية، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب، موجه إلى وزيري النقل والتنمية المحلية، بشأن المعديات النيلية المتهالكة وغير مطابقة لمواصفات السلامة والأمان وتخالف شروط الترخيص.

وأوضحت عضو مجلس النواب أنه لابد من زيادة التفتيش وتقنين وضع هذه المعديات لوقف الحوادث التي تتسبب فيها حفاظًا على أرواح المواطنين، خاصةً وأن المعديات هي الوسيلة الرئيسية لأهالي القرى وعمال اليومية في شرق وغرب النيل وعلى الترع العمومية.

التنسيق بين كافة الأجهزة لتقليل حوادث الغرق

الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية، يقول لـ«الدستور» إنه تكثر حوادث الغرق في النيل بسبب انتشار المعديات والمراكب الغير مطابقة للمواصفات القياسية، وهي بذلك تخترق القوانين وتودي بحياة الكثيرين.

تابع عرفة أن على المحافظة زيادة الرقابة على المجاري النيلية من خلال زيادة نقاط التفتيش والرقابة على هذه المراكب وتحديد ما إذا كانت مرخصة أم لا، وكذلك مدى اتباع شروط السلامة والأمان خلال رحلة نقلها للمواطنين.

وأكد أستاذ الإدارة المحلية يجب تنسيق الرقابة على المعغديات والمراكب النيلية بين الأجهزة المعنية  بالأمر مثل المحافظة والتنمية المحلية والنقل، وذلك من أجل التصدي للمخالفين ومصادرة ووقف عمل المراكب المتهالكة.

استبدال المعديات بكباري وأرصفة المشاة

لم تغفل الدولة عن وضع حلول لمواجهة حوادث المعديات، إذ تضع الحكومة على رأس أهدافها الاستراتيجية لخطة التنمية المستدامة للعام 2021-2022 واحدة من أهم الأزمات التي تواجه سكان الريف وهي ظاهرة المعديات المتهالكة التي يستخدمها المواطنون في العبور بين شواطيء المجاري الفرعية من النيل، ما يتسبب في وقوع العديد من حوادث الغرق مودية بحياة العشرات.

فقد سبق ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء كباري خرسانية على المجاري المائية بديلة للمعديات، مع إلغاء جميع المعديات، وذلك أمام القرى التي يزيد عدد سكانها على 10 آلاف نسمة.

ومن المقرر تنفيذ استبدال المعديات بالكباري الخرسانية وكباري المشاة، بحيث يتم إنشاء 15 كوبري علوي بتكلفة تقدر بـ 1,5 مليار جنيه، على أن يكون كل كوبري عبارة عن حارتين لكل اتجاه إضافة إلى أرصفة مشاة.

أشرف الجزار، الخبير بالمعهد الإقليمي للنقل النهري، أنه يجب تقنين وضع المعديات والمراكب من خلال وضع شروط صارمة على أصحابها وجميع السائقين، مشيرًا إلى أن مراعاة الحمولة على هذه المراكب تأتي على رأس هذه الشروط التي يجب الالتزام بها وعدم اختراقها.

وأشار الجزار إلى أهمية الرقابة على جميع المراكب والمعديات النلية والنهرية ومدى الالتزام بشروط الأمان والسلامة داخل المعديات، ومحاسبة الغير ملتزمين بهذه الضوابط وتوقيع العقوبات والغرامات عليهم.

يذكر أنه يوجد في مصر ما يقرب من 10 آلاف معدية ، لخدمة حوالي 144 جزيرة تقع على طول نهر النيل، وذلك بحسب النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو لجنة النقل بمجلس النواب.