رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زخارف مبهجة.. «إسراء» تزين جناح «ديارنا» بمنتدى شباب العالم

ديارنا
ديارنا

قبل أن تدخل لجناح "ألف ونون" بمعرض “ديارنا” بمنتدى شباب العالم، تظنها أشكالًا لفن الخيامية، والرسم بالقماش، فإذا اقتربت ولمست الخدادية القطن بيدك، ستكتشف أن كل تلك الرسومات "المنفوشة" هي تطريز بارز بخيوط الصوف الطبيعي.

تطريز بماكينة يدوية قديمة، تسمى ماكينة الشنيط والكوردون، استخدمها أجدادنا قبل سنوات بعيدة، لتطريز فساتينهن وجلابيبهن بوردود من خيوط الحرير، لكن إسراء فتحي، اختارت أن تستخدم خيوط الصوف، لتطرز بها على قماش القطن المصري "الدك" المتين، رسومات عربية وإسلامية وفرعونية.

تروي إسراء إحدى العارضين بجناح “ديارنا” بمنتدى الشباب، كنت طالبة بقسم الديكور في كلية الفنون الجميلة، لتكون مصممة أزياء، وانتقلت من شركة لأخرى، حتى قررت التفرغ لمشروعها الخاص "ألف ونون"، فإذا بها تعود إلى ديكور المنزل مرة أخرى.

ومضى على "تلك اللحظة" 15 عامًا، وتحول المشروع الذى بدأته فتاتان إلى مشروع تديره إسراء بصحبة 45 حرفيًا فنانًا، منتظمون في العمل.

كانت قد وصلت للخامسة والثلاثين، وتنقلت في العمل من شركة أزياء إلى أخرى منذ تخرجت في كلية الفنون الجميلة، كمصممة أزياء، تنفذ بدقة توجهات صاحب شركة الأزياء أو ما يريده السوق، لكن كان الشعور الذي يسيطر عليها، هو الرغبة في أن يرى الناس تصميماتها النابعة من داخلها هي فقط.

لم تشجعها والدتها على أن تترك الراتب الثابت، لتبدأ مشروعا لا تعرف إن كان سيكتب له النجاح أم لا، لكن بحسها الفني ودراستها العلمية أخذت تدرس السوق وما يمكن أن تضيفه ويعجب الناس.

وقالت: "بـ500 جنيه اشتريت قماشًا وخيوطًا وصممت رسمة لخدادية وبدأت أطرزها، وعرضتها على إحدى جاليرهات وسط البلد  بالقاهرة، فطلب صاحب الجاليري قطعًا أخرى، كل قطعة لها تصميم مختلف، لا آخذ أي رسمة من الانترنت، كلها من تصميمي".

ببط شديد كانت تطرز إسراء قطعًا مختلفة، وتسوقها عبر جاليري أو اثنين، موضحة: "كنت أسأل أصحاب الجاليري عن رأي الناس في المنتجات، وما الذي أعجبهم منها، وإيه ملاحظاتهم،عشان أشوف أذواق الناس، واللي السوق محتاجه، هل ألوان هناك أخرى؟ مقاسات أكبر؟، ما هي الألوان الموضة السنة دي، وأشوف على النت إيه الموضات الجديدة".

لم تكتف إسراء بآراء عملاء الجاليريهات، بل كانت تزور معارض الهاند ميد، وأحيانًا تعرض قطعها في المعارض، حتى اطمأنت إلى أن عمل يدها يعجب الناس، وهنا قررت ترك الوظيفة والتفرغ لمشروع خاص.

في 2015 اتفقت إسراء مع صديقة لها أن تبدأ مشروعًا خاصًا، وسجلتا الشركة رسميًا، لإنتاج إكسسوارات البيوت المطرزة بغرزة الشنيط.

"ألف ونون" هما أول حرفين من إسمي الشريكتين، وأصبح هو اسم المشروع الذي استمر حتى الآن، رغم انفصال الشريكتين، كونه أصبح علامة تجارية، لا تريد إسراء التضحية بها.

أقدم مطرزة "فرعونية"

التطريز فن مارسته شعوب معظم الحضارات القديمة في فارس وآسيا الوسطى والهند والصين واليونان والرومان، وفي مصر عثر على أقدم مطرزة لازالت موجودة حتى الآن في مقبرة توت عنخ آمون، تعود للقرن السادس عشر قبل الميلاد.

كانت إسراء قد تعرفت على ورش التطريز خلال عملها في مجال الأزياء، وتعرفت على ماكينة تطريز الشنيط، تلك الماكينة اليدوية القديمة التى يقال أنها دخلت مصر مع قدوم الحملة الفرنسية، ويصل سعرها الآن لنحو 55 ألف جنيه وغير منتشرة، وتعلمت كيفية استخدامها.

لم تفضل إسراء أن تقتني الماكينة، وفضّلت أن تهتم بالتصميم والخامات، وتوكل مهمة التطريز بالماكينة إلى حرفي الورش، تطبع لهم التصميم، وتشتري الأقمشة القطنية والخيوط الصوف ذات الألوان الثابتة، وترسم الرسمه على قطع القماش حسب تصميماتها، وتشده على التارة وتحدد الألوان، وهم ينفذون التطريز بالماكينة.

وترجّح إسراء أن يكون هناك علاقة بين ماكينة الشنيط اليدوية، والتعبير الشهير"عقدة وشنيطة"، الذى يدل على العقدة التى يصعب فكها، أو المشكلة التى يصعب حلها، "سمعت من أحد الحرفيين المشهورين في التطريز بهذه الماكينة، إن الشنيط فعلًا هو العقدة وشنيطة، لأننا نبدأ التطريز بعقدة تشبه الدائرة ومن الصعب فكها، وننهي كل لون أو جزء من التطريز بعقدة أيضًا، حتى لا يسهل فك الخيط".

تعمل إسراء الآن مع ثلاث ورش، يعمل بها نحو 45 حرفيًا، يعملون معها بانتظام، وأجرتهم بحسب ساعات عمل كل واحد، وفي المتوسط يحصل عمال كل ورشة على ما يتراوح بين 50 إلى 70 ألف جنيه شهريًا، يتقاسمها مابين 10 – 15 حرفيًا في الورشة الواحدة.

إسلامي وفرعوني ومودرن
الزخارف الإسلامية الشهيرة، الهندسية والنباتية والورود، وزهرة اللوتس الفرعونية، كانت أكثر ما تستخدمه إسراء في تصاميمها للخداديات والمفارش، وعندما طلب منها العملاء أن تصنع نفس التطريز على الستائر، لتكوّن طقمًا متكاملًا للغرف، نقلت نفس التصاميم على الستائر، ومن بعدها وحدات الإضاءة أو الأباجورات أو المقاعد.

"بالنسبة لوحدات الإضاءة والمقاعد، نجهز القماش أولًا ونطرزه، ثم نشده على هيكل المقعد أو الأباجورة".

لم تتوقف إسراء عند اكسسوارات المنازل فقط، بل تعدتها إلى تطريز الحقائب القماش، وأيضًا الجلاليب والبلوزات، وتحرص في كل مرة على أن يناسب نوع القطن المنتج، فالقماش الدك الثقيل أو الكتان يناسب الحقائب والخداديات، والقماش القطن الخفيف " اللينوه أو الفوال" يناسب أنواعا من الشيلان أو الستائر، "المهم أن يكون قطنًا مصريًا 100 %".

وفي الكثير من الأحيان تنفذ طلبات بتصميمات محددة ومقاسات معينة استجابة لطلبات العملاء، بما يليق مع أثاث البيوت.

 

FB_IMG_1642074104024
FB_IMG_1642074104024