رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القادري» يحاضر حول قيم الأزمات وأزمة القيم والبناء الحضاري للأمم

د. منير القادري..
د. منير القادري.. رئيس مؤسسة الملتقى

نظمت مساء أمس ليلة الوصال الصوفية رقم 86 من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية الصوفية، ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال، والتي جاءت هذه المرة بالتزامن مع احتفال  المغرب بالذكري 78 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال من خلال تقديم فقرات ذات الصلة بالحدث الوطني وفقرات تعنى بالتوعوية الصحية والقانونية والتنمية الذاتية بواسطة خبراء مختصين في هذه المجالات، والتي تخللتها وصلات من بديع السماع والإنشاد.

كما تم خلال ليلة الوصال رقم 86 تقديم تعزية باسم مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، في وفاة الكاتب العام الأسبق لوزارة الشؤون الخارجية والسفير السابق محمد السجلماسي، وكذا تقديم تعزية مشيخة الطريقة في وفاة المعطي جوريو، الذي سبق له أن شغل منصب وزير وسفير للمغرب لدى عدد من العواصم. 

ولم تخلف ليلة الوصال الصوفية رقم  86 الموعد مع الكلمات العلمية لعلماء وباحثين، وكالعادة كانت الكلمة العلمية للدكتور منير القادري حول موضوع "قيم الأزمات وأزمة القيم والبناء الحضاري للأمم".


وأشار "القادري" في مستهل كلمته إلى الاضطراب الذي يميز واقع الانسانية اليوم بفعل توالي الأزمات الاقتصادية، الصحية التي خلفتها الجائحة، وما رافقها من أمل في غد أفضل وخوف مما يخبأه المستقبل، لافتا إلى ضعف الحضارة الغربية أمام هذه الجائحة الكبرى، وأضاف أنها كشفت حقيقة البوصلة الأخلاقية للشعوب، وزيف ادعائها التحضر الإنساني والتمدن ومراعاة حقوق الانسان سواء على مستوى  الدول والأفراد، فصارت السلوكيات كالانفلات القيمي وقوانين الصراع ومبدأ البقاء للأقوى، هي القاعدة الغالبة.

وأكد رئيس مؤسسة الملتقى أن سعادة الفرد والمجتمع وطمأنينة النفس وراحة الضمير والرقي الحضاري لكل نواحي الحياة في المجتمعات لا يمكن أن تنبع إلا من خلال قيم وأخلاق حميدة تمارس سلوكا في الحياة في السراء والضراء، وعند اشتداد الفتن وكثرة  المشاكل واحتدام الصراعات. 

موردا في الوقت ذاته، مقولة للمفكر والكاتب الفرنسي روني كينو عبد الواحد يحيى  كينو في كتاب "أزمة العالم المتحضر" الصادر سنة 1927، جاء فيها: "لقد سلم الانسان زمام امره للعقل وحده الذي استأثر بالتدبير والاستشارة والانجاز فظهرت أزمة  العقل واضحة جلية أغرقت الانسان في التشكيك وعدم اليقين وجعلته يتخبط في مستنقع التلوث الفكري والعقدي، فتم باسم العقل إقصاء الروح وتهميشها وطغت العقلانية بمحدودية آفاقها وقصور مداركها مما اوقع الانسانية في مآزق ومواقف تكاد تعصف باسمي  المعالم والمعاني والعطاءات الحضارية وفي ظل هذا الجموح العقلي هيمنت الحياة المادية على ما هو معنوي وروحي فانعدم الأمن الروحي وحدث الخلل الحضاري وانفرط عقد الوئام بين مقومات الوجود الإنساني، واختل التوازن بين مطالب الجسد والروح مما زج بالإنسانية في حياة ملؤها ثقافة الاستهلاك والاغتراب واللاهوية وفقدت بذلك متطلبات الأمن الحضاري".