رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يحاول التشريع منع بيع اقراص الغلة

«قاتل صامت».. مشرعون وأطباء يحذرون من قرص «الغلة» السام

قرص الغلة
قرص الغلة

في السنوات الخمس الأخيرة حصد"قرص الغلة" مئات الأرواح في ربوع مصر، فعندما نسمع خبر انتحار شخص ما بات من السهل معرفة الوسيلة ،فقد أصبحت ماركة القتل المسجلة في القرى والمناطق الريفية نظرًا لاستخدمها من قبل الفلاحين للحفاظ على المحاصيل وتخزين الحبوب وهي منتشرة بمحلات الأسمدة الزراعية ويسهل الحصول عليها دون تقديم حيازة أو بيان يثبت كمية المحصول المراد الحفاظ عليه.

 

أعادت قصة انتحار “بسنت”، ضحية الابتزاز الإلكتروني، توجيه أصابع الاتهام نحو هذا القرص القاتل، فقد لجأت الفتاة إليه وشرائه بسبب انتشار صور مفبركة لها من قِبل شاب حاول ابتزازها، وتعرضت إلى تعنيف أصابها بالاكتئاب، فقررت أن تنهي حياتها، وهو ماحدث في غضون دقائق.

 

برلمانى: حظر بيع اقراص الموت لغير الفلاحين 

هذا النوع من الحوداث أصبح متكررًا، لذا يسعى البرلمان لفرض قيود مشددة على بيعها، وطالب عضو مجلس النواب، عاطف مغاوري، بمنع  تداول قرص حفظ القمح من التسوس والمعروف باسم "حبة الغلة" في غير استخدامها الصحيح، وانتشار استخدامها لدى الشباب بغرض الانتحار.

 

وقال "مغاوري" في حديثه لـ" الدستور" إنه تقدم بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، منذ يومين، حذر فيه من استخدام المواد الحافظة للغلال دون رقابة على منافذ بيعها .

 

وطالب عضو مجلس النواب، بضرورة وضع ضوابط لتداول مثل هذه المواد، للحد من انتشار حوادث الانتحار، أهمها أن يحظر البيع خارج  المديريات الزراعية، بتقديم حيازة توضح الملكية للأرض أو تقدير كيمة المحصول المراتد تخزينه وتقدير  عدد الأقراص اللازمة دون افراط كي لايسمح للمراهقين استغلالها .

 

أستاذ السموم: قرص الغلة مسؤول رقم ٣ عن الانتحار  

ويرى الدكتور مُحَمَّدْ عمر مؤسس مركز السموم، أن الفلاح في السنوات الأخيرة عزف بشكلٍ كبير عّن الاستعانه به كوسيلة لحفظ المحاصيل كونه يترك رائحة في أچولة التخزين، واستعوضه بوسائل اخرى أكثر أمانًا ونظافة.

 

ويشرح استاذ الطب الشرعي والسموم كيفية قدرة قرص  الغلة على القتل، حيث تُطلق غاز الفوسفين «شديد السمية» وهو غاز لا يوجد علاج أو مصل مضاد ، موضحًا أن 500 مجم من هذا المركب كفيلة بقتل إنسان»، في حين أن علبة الأقراص التي  تُباع لدى محلات المبيدات الحشرية والصيدليات البيطرية مدون عليها أن القرص الواحد ينتج 1 جم من غاز الفوسفين «فوسفيد النيتروجين»، لذا لا يستغرق المنتحر دقيقة كي يلفظ أنفاسه الأخيرة.

 

وأكد أن السنوات الأخيرة شهدت استخدام واسع للمبيدات كوسيلة للقتل أو الانتحار، فحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2018 هناك من 250 ألفا إلى 370 ألف شخص يموتون على مستوى العالم من تناول المبيدات وبذلك أفنها المسؤول الأول عن ثلث حالات الانتحار في جميع أنحاء العالم في عام 2018.

 

وفي سياق متصل، يوضح عمر لـ "الدستور" آلية عمل القرص القاتل في جسم الانسان، فعند دخوله المعدة يتفاعل مع المياه وعصارة المعدة وتنتج الجسم غاز الفوسفين شديد السمية ولا توجد أعراض سريرية واضحة لهذا الغاز، ولذلك يصعب التكهن بالمتسبب فور مشاهدة المريض إلا في حالة إخبار المريض أو أحد أفراد أسرته بتناول «حبة الغلة» ومع ما يعصب إسعاف الحالات .

 

ويتم التعامل مع الأعراض التي تظهر على المريض بخلاف إجراء تحاليل معملية مثل صورة الدم وتحليل الغازات في الدم لاكتشاف نوعية الغاز الموجود بالجسم وأشعة على الصدر وبعض الحالات تحتاج لأشعة مقطعية وخلال مدة الكشف قد يتسبب التأخير في تدهور حالة المريض حيث يتسبب الغاز في توقف أجهزة الجسم تباعا لذلك يتم التعامل فورا مع الأعراض الظاهرة مباشرة ولذلك يسمى الأطباء حبوب الغلة وغاز الفوسفين بالقاتل الصامت، لأنه يقتل المريض دون أن يعلن عن نفسه بشكل ظاهر.