رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دار الإفتاء: احترام خصوصية الآخرين واجب شرعى وأخلاقى

مواقع التواصل
مواقع التواصل

قالت دار الإفتاء المصرية، إن احترام خصوصياتِ الآخرين واجبٌ شرعيٌ وأخلاقيٌ، ومِن مظاهر احترامِ خصوصية الآخرين: عدم نَشْر المقاطع المُصوَّرة أو المسموعة عن تفاصيل حياتهم وما يصنعونه- سواء كان هذا الصَّنيع مُبَاحًا أو لا-، فالشرع الشريف نَهَى عن نَشْر وإشاعة ما يُعيَّب به المرء؛ لأنَّ فيه تتبُّعًا للعورات، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يَدخُل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتِهم، فإنَّه مَن اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومَن يتبع الله عورته يَفْضَحه في بيته» (رواه أبوداود).

وأوضافت الإفتاء أن منهجُ الإسلام في ذلك هو الستر والاستتار؛ كما جاء بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من سَتَر مسلمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ» (رواه مسلم).

وأوضحت أن الشرع الشريف إِذْ حَثَّ على احترام خصوصيات الآخرين وعدم التَّدخُّل في شئونهم؛ فإنَّه في الوقت نفسه نَهَى عن إشاعة الفاحشة في المجتمع، وجَعَلها جريمة تستوجب العقاب فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19].

من ناحية أخرى، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الارتقاء بالمجتمعات تعليميًّا ومعرفيًّا، والعمل على محو الأميَّة فيها من أهم الخطوات الفارقة نحو تقدمها، وريادتها، وبناء حضارتها، وهذا ما علّمَنا إياه سيدنا رسول الله ﷺ حين جعل تعليم الكتابة مقابلًا لحرية كثير من أسرى بدر؛ فعَنِ سيدنا عبدالله بن عبَّاس رضي الله عنهما، قَالَ: «كَانَ نَاسٌ مِنَ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِدَاءٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِدَاءَهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَ الْأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ». [أخرجه أحمد]

وأضاف أنه ليس أدلَّ على اهتمام الإسلام بالعلم، وسعيه لرفع الجهل، أن أول أمرٍ إلهي لسيدنا رسول الله ﷺ كان حثًّا على العلم في قول الله سبحانه: {اقْرَأْ ..} [العلق: 1]، وجاءت أحاديث نبوية كثيرة تُظهر لنا عِظَم مكانة العلم، وأهميته، والجد في تحصيله، والتي منها قوله ﷺ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ...». [أخرجه مسلم].