رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكاثوليكية» تحيي ذكري رحيل القديس «لوتشانو الأنطاكي» الشهيد

كنيسة
كنيسة

تحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكري رحيل القديس لوتشانو الأنطاكي الشهيد

وقال الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، أن "لوتشانو" وُلد في عام 235م بمدينة  ساموساطا بشمال سوريا، وكان أبواه تقيين، درباه منذ نعومة أظافره على العبادة انتقلا من هذا العالم ولم يكن لوقيانوس قد بلغ سوى اثنتي عشر سنة.

وتابع: وزّع لوقيانوس كل ما ورثه على المساكين وتتلمذ على يديّ مكاريوس في الرُها الذي كان يفسر الكتاب المقدس في مدينة أرفا. أصبح خبيرًا عظيمًا في فن الفلسفة والبلاغة، وقد أعد نفسه لدراسة الكتب المقدسة، إذ كان مقتنعًا أن واجبه ككاهن يحتم عليه أن يكرس وقته ونفسه بالكامل لخدمة الله والناس، لم يكتفِ فقط باقتناء الفضائل بالكلام والقدوة ولكن تعهد بمراجعة الكتاب المقدس بعهديه حتى تتطابق ترجماته المختلفة.

وواصل: قام بمراجعة التوراة إما بمقارنتها بالطبعات القديمة أو عن طريق النسخة العبرية كونها اللغة التي كتب بها الكتاب المقدس، ومن المؤكد أن نسخة القديس لوسيان نالت تقديرًا عظيمًا، وكانت ذات فائدة عظيمة للقديس جيروم.

وتابع: التهب قلب لوقيانوس بمحبة الله، وكان يزهد كل شيء في العالم. يأكل مرة واحدة كل يوم عند الغروب، وأحيانًا كان يصوم سبعة أيام متوالية بلا طعام ولا شراب. وكان يقضي فترات طويلة صامتًا، يختلي مع الله، وإذا تحدث مع أحد كان حديثه حول الكتاب المقدس.

اتجه إلى إنطاكية سوريا ليخدم الكنيسة هناك حيث سيم كاهنً. هناك أنشأ مدرسة لدراسة الكتاب المقدس مجّانًا. وكان ينفق على نفسه من النسخ حيث اتسم بالخط الجميل وسرعة الكتابة.

وواصل: ويقول القديس ألكسندروس بطريرك الإسكندرية أن القديس لوسيان تأثر لفترة طويلة ببولس الساموساطي الهرطوقي الذي أدين في إنطاكية عام 269 م، فحُرِم من شركة الكنيسة لفترة، ولكن من المؤكد أنه مات في الشركة، وهذا يتضح من بقايا جواب كتبه للكنيسة في إنطاكية.

وتابع: إذ صار مكسيميانوس قيصرًا أرسل إلى إنطاكية تاوتيكس المُبغض للديانة المسيحية، فيهيج الرعاع على المؤمنين، وطلب من المسيحيين أن يسجدوا للأوثان وإلا تعرضوا للتعذيب. 

متابعًا: وإذ كان لوقيانوس مكرمًا من المسيحيين والوثنيين أراد الملك أن يحطمه فتتحطم معه الديانة المسيحية في أنطاكية.

وواصل: وأُلقي القبض عليه وأتوا به إلى نيقوميدية عاصمة مملكته، هناك التقى بمكسيميانوس الذي سمع الكثير عن شخصية لوقيانوس القوية الجذابة، خشي قيصر من أن يتأثر بلوقيانوس فكان يتحدث معه عن بعد ويضع منديلًا على وجهه حتى لا يراه. 

وتابع: إذ لم ينجح بإغرائه أمر بتعذيبه بقسوة، فضُرب بالسياط ووُخز بأسنة محمّاه، وأُلقي في السجن على أرض مفروشة بحجارة مسننة، وأوثقوا عنقه وساقية بقيود حديدية.

مضيفًا: أعيد للسجن وصدر قرار بمنع الطعام عنه، لكن بعد 14 يوم حيث كان على وشك الموت من الجوع قُدِّمت له اللحوم التي تقدم للأوثان، لكنه رفض تناولها أو حتى لمسها، ليس لنجاسته في ذاته إنما لأنه في هذه الحالة يعتبر شهادة بوثنية من يأكل منه. 

إذ قرب عيد الظهور الإلهي اجتمع حوله كثيرون من تلاميذه، جاءوا من إنطاكية لزيارته في السجن وينالوا بركته.

 مختتمًا: ورحل في السجن إما بسبب الجوع أو بحد السيف كما يقول القديس ذهبي الفم، وذلك سنة 312 م، ودفن في دريبانوم (هيلينوبوليس)