رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمى

«حياتى».. قصة تولستوى الحقيقية التى تقول «إن من الفقر ما قتل»

تولستوى
تولستوى

ثمة تشابه ملحوظ بين قصة “حياتى” التى كتبها تولستوى عام ١٨٩٣ عن قصة حقيقية لفلاحة روتها لشقيقة زوجته وبين قصة الحرام التى كتبها يوسف إدريس  ١٩٥٩، حيث أن بطلتا الحكايتين كانتا تعملان بالسخرة كما أن زوجيهما كانا مريضان بالإضافة إلى القاسم المشترك بين الأسرتين من حيث الفقر والعوز والحاجة، بالإضافة إلى موت كليهما. 

ارتكز تولستوى فى قصته البديعة حياتى التى تحدثت عن زمن السخرة فى روسيا على الفقر الذى يقدر على تحويل الشرفاء إلى عصاه وجناه، كما ارتكز على فكرة العشرة التى تكون أهم من الحب وإن كان الحب أحلى وأمتع منها . 


أحداث القصة
تبدأ القصة بالشابة انيسيا التى تعمل بالسخرة والتى تزوجت من دانيلو الفقير والذى يعمل فى السخرة أيضا دون حب منها بل تزوجته بأمر من والدها رغم رفضها وبغضها الشديد له. ثم يدخل بنا تولستوى إلى مرحلة ما بعد الزواج حيث تتقبل انيسيا زوجها وتنجب منه وتساعده فى العمل، وتتحمل من أجله وأجل أبنائه سخافات حماتها التى تلاحقها دوما حتى بعد خروجها وزوجها للعمل عند رجل عجوز، وتزداد الأمور سوءا بسبب الفقر فتلجأ انيسيا إلى مد يدها للمساعدة ويلجأ الزوج إلى السرقة ويتم القبض عليه ثم ينف إلى سيبريا فتأخذ أبناءها لتزوره وبعد أيام من الزيارة يموت  دانيلو ، فيقترح عليها البعض فى سيبريا بيع أحد أبنائها وترضى بالأمر حتى يعيش أحد أبنائها حياة غير يائسة إلا أنها تتراجع فى اللحظات الأخيرة وتعود إلى بلدها . فيموت أحد أبنائها وتقبل بالزواج من آخر حتى ينفق عليها وعلى من تبقى من أبنائها وكأنها رضيت ببيع جسدها. 


الهدف من القصة 
أراد تولستوى وهو رجل يكتب من أجل إعلاء القيم أن يقول إن الفقر يدمر الشعوب ،ويجبر المرء على ارتكاب حماقات ،ما كان له أن يفعلها لو أنه غنى، كما نادى تولستوى بالحرية التى تجعل المرء يستطيع أن يتخذ قرارا دون إجبار أو إكراه، لأجل هذا كله قام تولستوى بتحويل حكاية الفلاحة المعدمة والتى خطتها لشقيقة زوجته من قبيل الفضة إلى قصة شهيرة يقرأها القاصى والدانى فى مشارق الأرض ومغاربها، وكان تولستوى فى قصته الشهيرة حياتى أراد أن يقول للجميع “أن من الفقر ما قتل” .